حظيت استعدادات المنتخب السعودي لكرة القدم للمشاركة في نهائيات كأس العالم ال18 في المانيا، باجماع لا سابق له من المسؤولين عنه والجهاز الفني واللاعبين انفسهم، على الصعيدين الفني والبدني، وفي نوعية المباريات الودية التي خاضها في الأيام القليلة الماضية. ويعتبر المنتخب السعودي الاكثر خوضاً للمباريات الاعدادية ل"المونديال"، وبلغ عددها 15 مباراة، 13 منها دولية، واثنتان مع فريقين المانيين محليين. والهدف الذي وضعه الاتحاد السعودي للعبة كان واضحاً، وهو معالجة الثغرات التي حصلت في خطة الاعداد ل"مونديال"2002، الذي كان وقع المشاركة فيه"كارثياً"، وتوفير كل السبل التي تتيح للاعبين الحاليين الوصول الى كأس العالم بافضل جهوزية ممكنة، على ان تكون الكلمة الفصل لهم داخل الملعب لتحقيق المطلوب وللتذكير فإن السعودية خسرت مبارياتها الثلاث في"مونديال"كوريا الجنوبية واليابان 2002، امام المانيا والكاميرون وايرلندا صفر-8 وصفر- 1 وصفر- 3. وكان الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الامير سلطان بن فهد واضحاً في هذا الصدد بقوله:"تمت مناقشة الأخطاء بوضوح وعقلانية، وبعيداً من العاطفة والانفعال"، مضيفاً:"هناك امور كثيرة تم تعديلها بطريقة علمية، والدليل على ذلك الانجازات التي حققها المنتخب السعودي بعد مونديال 2002 خليجياً وعربياً، ومن خلال التأهل الرابع الى كأس العالم من دون اي خسارة". وتابع:"ان الاعداد للمشاركة في مونديال 2006 كان مطمئناً، وبدأ منذ ثمانية اشهر، وتضمن عدداً من المباريات التي روعي فيها التدرج في مستويات المنتخبات التي قابلها المنتخب السعودي، من دون المتوسط الى المتوسط ثم العالمي، وهذا ادى الى ارتفاع المستويات الفنية لاداء المنتخب، واستيعاب اللاعبين الجمل التكتيكية التي وضعها المدرب". وكانت ابرز مباريات"الاخضر"الاعدادية في المعسكرين الاخيرين في هولنداوالمانيا، حيث خاض أربع مباريات قوية، فخسر امام بلجيكا 1-2، وفاز على توغو 1- صفر، ثم خسر امام تشيخيا صفر- 2، وتركيا رابعة المونديال الماضي صفر- 1. وفي مباراتين اشبه بحصتين تدريبيتين، فاز المنتخب السعودي على فريق باد ناوهايم حيث كان يعسكر 15- صفر، ثم على احتياطيي فرانكفورت 8- صفر. وبدوره اكد الأمين العام للاتحاد السعودي فيصل عبدالهادي في اتصال مع وكالة"فرانس برس"، حسن استعداد المنتخب، متمنياً في الوقت ذاته لو كان افضل أيضاً. وقال عبدالهادي:"اللاعبون جاهزون بدنياً وفنياً لانطلاق المباريات، مع انني كنت افضل ان يكون برنامج الاعداد اقوى ايضاً"، مضيفاً:"بالتأكيد رأينا فائدة المباريات الودية الاخيرة مع بلجيكاوتوغو وتشيخيا وتركيا، وانعكاسها على اداء المنتخب السعودي، وبما ان الانسان يطمح إلى الافضل دائماً، فكنا نتمنى لو كان برنامجنا افضل من ذلك ايضاً، لان الاخطاء لا تكتشف الا عند التنفيذ". أما المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، الذي تولى المهمة قبل اشهر خلفاً للارجنتيني غابرييل كالديرون فقال:"تحمل اللاعبون عبئاً كبيراً في معسكر هولندا للارتقاء بمستواهم البدني، وهو ما لمسوه الآن، إذ باتوا مستعدين تماماً لخوض غمار البطولة بمعنويات عالية، بعد ان ركزنا في الايام الماضية على العامل النفسي".