يتعامل سامي الجابر الفتى الذهبي للكرة السعودية مع واقع الامور بذهنية احترافية، دفعته إلى تغليب مصلحة المنتخب على أي طموح شخصي والعودة عن اعتزاله"لمساعدة المنتخب"في التأهل الى نهائيات المانيا، ثم الى"محو آثار 2002". وكانت لمسات الجابر واضحة في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية، فأسهم بتأهل"الاخضر"الى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي، ثم بدأ التفكير بالتحدي الأهم، وهو كيف يمكن محو آثار خيبة المشاركة السعودية في"مونديال"كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. حقق الجابر انجازاً شخصياً، كونه اول لاعب عربي يتأهل الى"المونديال"الرابع على التوالي حقق هذا الانجاز زميله محمد الدعيع، لكن في مركز حراسة المرمى. ويمكن للمهاجم السعودي المخضرم أن يطمح إلى تحقيق أرقام شخصية أخرى أيضاً في نهائيات كأس العالم، فيسعى إلى أن يصبح ثالث لاعب في التاريخ يسجل في"مونديالين"يفصل بينهما 12 عاماً، بعد البرازيلي الجوهرة السوداء بيليه والالماني اوفه زيلر. وحقق فافا وبيليه هذا الانجاز في مونديالي 1958 و1970، فيما كان الجابر سجل هدفاً في مرمى المغرب 2-1 في مونديال الولاياتالمتحدة 1994، وآخر في مرمى جنوب افريقيا 2-2 في مونديال فرنسا 1998، والهدفان من ركلتي جزاء. كما أن الفرصة سانحة للجابر 35 عاماً، 1.75م ، و66 كلغ ليكون أول لاعب عربي وآسيوي يسجل هدفاً في ثلاثة نهائيات لكأس العالم. وعن الشرف الذي حصل عليه، بأن أصبح أول لاعب عربي يتأهل ل"المونديال"4 مرات على التوالي قال الجابر:"لم فكر إلا في تحقيق انجاز للمنتخب السعودي، ما يهمني كان أن يتأهل المنتخب ويحقق انجازاً كبيراً، وبالتالي لم يشغل تفكيري أي طموح شخصي". ويؤكد الجابر أن المنتخب السعودي"سيشارك في ألمانيا لتشريف الكرتين الآسيوية والعربية"، مشيراً إلى أن"خيبة مونديال 2002 لن تتكرر، بعد أن استفاد اللاعبون من درس ألمانيا القاسي". وكانت السعودية لقيت خسارة قاسية أمام المانيا صفر-8 في مباراتها الاولى في"مونديال"2002، قبل أن تخسر أمام الكاميرون صفر-1 وايرلندا صفر-3. وكان وقع الهزيمة الثقيلة أمام المانيا كارثياً على الجابر، الذي وقعت على عاتقه مهمة تكرار انجاز المشاركة الاولى في 1994، حين بلغ مع زملائه الدور الثاني وسط إعجاب الجميع، فلم يشارك في المباراتين التاليتين بسبب الإصابة، ثم لخضوعه إلى جراحة لازالة الدودة الزائدة، وليس هذا فقط، بل ان وقع الخسارة دفعه إلى إعلان اعتزاله اللعب دولياً، إذ ابتعد عن المحافل الدولية لاكثر من عامين، قبل أن يهب من جديد لمساعدة المنتخب الذي عاش معه أياماً جميلة إقليمياً وعربياً وآسيوياً وحتى عالمياً. ويراود هذا اللاعب السعودي الخلوق حلم صعب المنال، برؤية منتخبين عربيين في الدور الثاني في"مونديال"ألمانيا بقوله:"إن المنطقة العربية ستزهو لو تحقق هذا الانجاز الكبير، الذي سبق أن حققه المنتخبان السعودي والمغربي"، مضيفاً:"إن تشكيلة المنتخب السعودي تعتبر توليفة متجانسة من اللاعبين الصاعدين والمخضرمين، خصوصاً بعد أن انضم إليها حسين عبدالغني والحارس محمد الدعيع، وهما من عناصر الخبرة". وتلعب السعودية في"المونديال"ضمن المجموعة الثامنة، إلى جانب تونس واسبانيا واوكرانيا. والجابر معروف بأدائه الكلاسيكي، الذي يعتمد بالدرجة الاولى على المهارة الفنية، إذ يجيد المراوغة والتمرير، فضلاً عن تسديد الكرات الثابتة من الركلات الحرة أو نقطة الجزاء، وغالباً ما سجل أهدافاً من الحالتين، كما يتضمن سجله الكثير من الأهداف الاستعراضية، مثل هدفه في مرمى أوزبكستان في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى"المونديال"على سبيل المثال.