رؤية الخاطب للمرأة التي يرغب في الاقتران بها، أمر رغب فيه الشارع، ودعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة قال:"كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئاً". وعن أنس بن مالك أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". والرؤيا الشرعية حق من حقوق الرجل، وهي أحرى لراحة القلب، واطمئنان النفس، والتوفيق بين الزوجين، ولكن البعض بل الكثير من الآباء للأسف الشديد لا يؤيد رؤية الخطيب لابنته مهما كان الأمر، وهذا والله قمة التخلف والرجعية، ومخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، محتجين بالعادات والتقاليد التي تمنع ذلك كما يقولون! فأي عادات وتقاليد تخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ إنها بئس العادات والتقاليد! صحيح أن بعض الآباء يخشى من أن الخطيب إذا نظر إلي ابنته ولم تعجبه أخذ يتحدث عنها عند بعض الناس ويقول فيها ما يقول، وبالتالي قد لا يأتي أحد لخطبتها بعد أن رآها هذا وصرف النظر عنها، وإن كان هذا قليل ولله الحمد، ولكنه إن حدث فليس هذا مبرراً كافياً لمعارضة الآباء لرؤية الخاطبين لبناتهم قبل العقد، لأن هذه حالات شاذة، ونحن في مجتمع مسلم تربى على الستر والاحترام والتقدير، لذا أدعو الآباء والأمهات إلى تيسير ذلك والإعانة عليه، والدعوة إليه إحياءً للسنة، كما أنني أدعو المجتمع بأسره إلى تطبيق هذه السنة التي فيها خير عظيم، وأدعو علماءنا وخطباءنا إلى تثقيف الناس وتوعيتهم بأهمية هذه السنة التي فيها من الأجر والثواب الشيء الكثير، وأن رؤية الخطيب لخطيبته حق من حقوقه، وأحرى لأن يؤدم بينهما، متمنياً للجميع التوفيق والسداد. صالح بن عبدالله - الرس [email protected]