شهدت مدينة جدة أمس تحركات رسمية من وزارة الصحة والأمانة لمصلحة مطاردة حمى الضنك وأسبابها. وأكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور خالد الزهراني أن حالات الإصابة بمرض حمى الضنك بلغت 761 حالة مؤكدة و1300 حال اشتباه حتى يوم أمس. وأشار الزهراني إلى أن"الصحة"تسعى حالياً إلى تكثيف الوعي الصحي لدى المواطنين والمقيمين بمرض الضنك من أجل الحد من عدد الإصابات التي تسجلها المستشفيات الحكومية والخاصة في محافظة جدة. وقال:"إن وزارة الصحة لا تزال تجتمع مع الإدارات الحكومية والمؤسسات التعليمية بصفة دورية بهدف إطلاعهم على مستجدات المرض في المنطقة وكيفية التعامل معه والمساهمة في القضاء عليه بأسرع وقت ممكن". وذهب وكيل الوزارة خلال افتتاح الدورة التدريبية التثقيفية عن حمى الضنك لمعلمي الرواد الصحيين لمدارس محافظة جدة إلى أن الحملة الجديدة للتوعية ب"الضنك"التي انطلقت أمس في المحافظة تستهدف نحو 70 في المئة من الأحياء الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وأوضح في الوقت نفسه أن الدور الرئيس ل"الصحة"هو الوصول بالمواطن إلى استشعار المسؤولية من خلال الابتعاد عن مسببات نواقل المرض والإبلاغ عن حالات الاشتباه. وأوضح الدكتور الزهراني أنه سيجتمع بعد غد الأربعاء ب800 معلمة وطالبة في محافظة جدة لفتح باب الحوار معهن حول مرض الضنك وتطوراته وكيفية الوقاية منه وفق الأسس العلمية المعتمدة. وكشف وكيل الوزارة في وقت سابق أن منظمة الصحة العالمية على علم بتطورات حمى الضنك في محافظة جدة، مشيراً إلى ان غالبية الحالات التي تشخص حالياً هي حالات عادية، وسيتم القضاء على ناقل المرض خلال فترة قصيرة وفقاً لما يرد من أمانة المحافظة. وأكد الزهراني أن الصحة تعمل على استكشاف مواقع الحشرات وبؤرها والتقصي الوبائي للحالات ومخالطيها ودعم المختبرات بالأجهزة التي تساعد على سرعة إنجاز تشخيص هذه الحالات وإبلاغ أمانة المحافظة ببؤر الحشرات واليرقات كافة ونتائج التقصي الوبائي ليتسنى ل"الأمانة"عمل الإجراء اللازم حيال ذلك. وقال:"إن وزير الصحة الدكتور حمد المانع وافق على فكرة إلصاق الرسائل التوعوية على سيارات الطب الوقائي في السعودية، وذلك لدعم خطة التوعية والتثقيف الصحي التي تتبناها الصحة". وفي وقت سابق، دشن الدكتور خالد الزهراني الحملة التوعوية بمرض حمى الضنك، والتي تستهدف المواطنين داخل منازلهم، وتدعم الجانب التوعوي للحؤول دون الإصابة بالمرض. وأوضح الدكتور الزهراني ل"الحياة:"أن وزارة الصحة انتهت خلال الأيام القليلة الماضية من تدريب 50 مشاركاً في هذه الحملة للدخول إلى المنازل، والتواصل مع المواطنين والإجابة عن أسئلتهم، والتي ستركز الحملة عليها خلافاً للحملات السابقة التي تفقد التواصل الجيد مع المواطنين. وأضاف أنه سيتم تفريغ نحو 150 متدرباً خلال الأسبوع المقبل للمشاركة في حملة الصحة الجديدة،"تأتي هذه الخطوة من أجل مساندة زملائهم في الحملة التوعوية التي تستمر خمسة أسابيع، والانتهاء منها قبل دخول إجازة الصيف التي تصبح التوعية خلالها ضعيفة". وأشار الزهراني في حديثه إلى أن الحملة تستهدف أكثر من 75 ألف منزل في المحافظة، وستبدأ في مجموعة من الأحياء ذات الكثافة السكانية ومنها أحياء جنوبجدة وشرقها، خصوصاً الأحياء التي سجلت ارتفاعاً في عدد الإصابات، والمجاورة للبؤر والمستنقعات. وأكد أن هذه الحملة من شأنها أن تغطي خلال مرحلتها الأولى نحو 70 في المئة من الحالات المصابة، و50 في المئة من سكان مدينة جدة، إذ ستتوسع الحملة في الأسابيع المقبلة لتفرغ بذلك من الجزء الأكبر من المحافظة في نهايتها. وقال:"إن الوزارة استفادت من تجارب دولية في الحملات التي تستهدف المنازل، وخلال لقاء مع وزير البيئة السنغافوري، أكد أن الحملات التي تذهب للمواطن في منزله وتقدم له التوعية اللازمة، وتزوده بالنشرات والطرق المناسبة لمكافحة وتلاشي المرض هي أفضل طريقة لمكافحة المرض والتخلص منه في أقصر فترة ممكنة". واستعانت وزارة الصحة بنظام المعلومات الجغرافية GIS بموازنة تبلغ ما بين أربعة وثمانية ملايين ريال في المسح والاستكشاف لتحديد أعداد ومواقع حدوث الإصابات بحمى الضنك، وكذلك لتحديد أعداد ومواقع وأنواع الكثافات العالية للبعوض في أنحاء المدينة كافة. كما اجتمع أمس عدد من القطاعات الحكومية في غرفة تجارة وصناعة جدة لتفعيل برامج خدمة المجتمع في مكافحة مرض حمى الضنك، وتمت خلال الاجتماع مناقشة العديد من المواضيع. وقال المتحدث الرسمي في وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني إنه تمت مناقشة تفعيل دور مساجد الأحياء في مكافحة حمى الضنك، كما تم الاتفاق مع خطباء المساجد في الأحياء المنتشر فيها المرض لتوجيه المواطنين والسكان حول كيفية الحماية من المرض وستكون صلاة الجمعة المقبلة هي بداية انطلاق المحاضرات عن المرض. وكلفت المدارس بعمل العديد من الأنشطة الطلابية لمساهمة الطلاب في مكافحة المرض وطرق الوقاية منه وحدد الكثير من الجوائز للطلاب الفائزين في الأنشطة. وأضاف مرغلاني أنه تمت مناقشة تفعيل دور العديد من الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية، وكذلك تفعيل دور المصانع والمستشفيات والقطاع الخاص وذلك من خلال قضائهم على المواقع التي تساعد على تكوين أرض خصبة للبعوض الناقل للمرض. وطالب الدكتور خالد مرغلاني بتضافر جهود المواطن والمقيم في مكافحة المرض والتعاون مع الجهات ذات الاختصاص والتقيد بالإجراءات التي تمنع تكاثر ووجود البعوض.