في حضور عدد من المسرحيين والقاصين، نظمت جماعة السرد في"أدبي الرياض" ضمن لقائها الأسبوعي، مساء السبت الماضي، جلسة خاصة حول"النص المسرحي وعلاقته بالسرد"، مع عرض مصور لتجربة مسرحية من مسرح الشباب، في المزاوجة بين النخبوي والجماهيري. الورقة الأولى كانت بعنوان:"النص المسرحي وعلاقته بالسرد"وكتبها مدير اللقاء القاص والمسرحي عبدالهادي القرني، وشارك في الجلسة الكاتب المسرحي فهد الحوشاني، والمخرج المسرحي رجا العتيبي، الذي عرض مسرحيته"الحقيقة العارية"في عرض بالفيديو بروجيكتور، نالت استحسان الحضور الذي كان متميزاً قياساً إلى اللقاءات السابقة، وعده البعض مؤشراً جيداً لضرورة تكثيف اللقاءات، التي تتمازج فيها الأجناس الأدبية بالنص السردي. وتناول الحوشاني الصراع بين المؤلف المسرحي والمخرج المسرحي، إذ قال إن المخرجين"كثيراً ما يأخذون الأضواء، وعندما يفشلون فهم يلقون بفشلهم على كاتب النص، كما أن الكثير منهم، يخرج النص الهزلي أو الكوميدي ليظهر بشكل آخر... كالتراجيدي". وأشار إلى استعانة الممثل راشد الشمراني بفرقة استعراضية في مسرحيته"ديك الجن"، في محاولة لكسر العرض بشيء من الفرجة. وحاول المخرج رجا العتيبي قبيل بدء العرض المصور، أن يشرح كيفية نجاح فكرة المزاوجة بين ما هو نخبوي وما هو جماهيري، وليس الحديث عن المسرحية ذاتها. وأشار إلى أن أهمية الصورة أو النص البصري، تكمن في ٍما توحي به تلك الصورة، من خلال مؤثرات المسرح الحركية والصوتية والإضاءة والديكور. وفي العرض المصور، عاد - ولو بوهج قليل - مسرح النادي الأدبي لواجهة العروض، وساد صمت مشوب بالدهشة لمدة أربعين دقيقة، وهي مدة عرض مسرحية"الحقيقة العارية"التي ألفها الكاتب المسرحي محمد العثيم, وأخرجها العتيبي، وأشرف عليها فهد الحوشاني، وهي مسرحية تجريبية تحاول التوفيق بين ما هو نخبوي من طرح فكري، وما هو جماهيري من إثارة وإمتاع. المسرحية أداها بإتقان الممثل حبيب الحبيب، وشاركه الممثل فهد الخريجي الذي كان حاضراً في اللقاء. واعتبر العثيم, المسرحية"تجربة رائدة في ظل مسرح سعودي مكتمل العناصر، وضعيف الإمكانات". كما تحدث بشكل مختصر عن فكرة النص وكيف تطورت. وأثناء جلسة النقاش توالت المداخلات بين المشتغلين في السرد من جهة والمسرحيين من جهة أخرى، فتساءل أولاً محمد الدغيلبي عن سر البلوكات المتتابعة، التي أضاعت هارموني العمل في المسرحية، وبدأ وكأنه مجزءاً، بينما عقب العتيبي أن لكل بلوك أو بنية عدداً من العناصر من مقدمة ونهاية، وكل هذه البنى تعمل بشكل متكامل لبناء كامل الهارموني. وأبدى القاص طارق الجارد إعجابه برمزية العمل. وقال القاص سعيد الأحمد إن الطرح النخبوي لا يمكنه أن يتصالح مع الطرح التجاري أو الجماهيري.+