لم تعد كبائن الهاتف التقليدية تلقى إقبالاً كبيراً أمام ازدهار الاتصال عبر الإنترنت، خصوصاً أنه أسهل وأقل كلفة. وأصبحت مقاهي الإنترنت مقصد الراغبين في الاتصال بذويهم داخل السعودية وخارجها، من خلال بطاقات تعرف باسم"نت فون"توفر خمسة أضعاف المبلغ الذي يمكن أن يدفعه المتصل في فاتورة هاتف عادية. ويقول عبدالعزيز أحمد، وهو صاحب مقهى إنترنت في حي المروج، إن معظم زبائنه هم من العمالة الأجنبية، وخصوصاً الآسيوية، موضحاً أن هناك أكثر من طريقة للاتصال الهاتفي عبر شبكة الإنترنت، أسهلها"الماسنجر"، الذي يتميز بسهولة استخدامه وتعدد لغاته. ويضيف أن البطاقة الواحدة يتراوح سعرها بين 10و40 ريالاً، وتمكن الأخيرة مستخدمها من التحدث لأربع ساعات متصلة، مشيراً إلى أنه يبيع منها يومياً أكثر من 5 بطاقات تزيد في المناسبات وأيام العطل إلى 15 بطاقة يومياً. ويؤكد عبدالعزيز السحيم، وهو صاحب مقهى إنترنت في حي المصيف، أن كلفة الاتصال بأميركا مثلاً تصل إلى نحو 10 هللات للدقيقة الواحدة. أما صاحب مؤسسة المركزية لتجارة الاتصالات والإلكترونيات والحاسبات الآلية حسين بن مسعد فيقول إن الكثيرين يفضلون الاتصال عبر"الماسنجر"، ليتمكنوا من مشاهدة من يحادثونهم. ويحبذ عامل الكهرباء طلعت حنفي الاتصال بأهله في القاهرة عبر شبكة الإنترنت، باعتبارها أقل كلفة من الطرق التقليدية للاتصال الهاتفي، ويقول إن سعر الدقيقة يصل إلى ريالين في الكبائن، فيما تقدر قيمة الساعة الواحدة عبر الإنترنت بنحو 7 أو 9 ريالات. ويضيف أن بطاقة"نت فون"تتيح الاتصال بذويه أكثر من مرة، واصفاً إياها بأنها"اقتصادية جداً". ويفضل الميكانيكي إدوارد تنين الاتصال بأقاربه وأصدقائه في الفيليبين عبر"الماسنجر"، مؤكداً أن ذلك يتيح له التحدث لفترة طويلة نسبياً في كل مرة. من جانبه، يؤكد صاحب كابينة اتصالات هاتفية طلب عدم ذكر اسمه، أن بطاقات"نت فون"قامت بدور كبير في الإقلال من توافد المقيمين على كبائن الاتصال. ويشير إلى أن ذلك تسبب بعرض الكثير من الكبائن للتقبيل بعد انخفاض أرباحهم في شكل ملحوظ. ويلاحظ أن كثيراً من الشبان السعوديين اتجه إلى فتح وامتلاك مقاهي الإنترنت، التي تستقطب أعداداً كبيرة من الزبائن، من منتصف الليل إلى قبيل طلوع الشمس.