لا تكف سوق الانترنت في المملكة العربية السعودية، التي يبلغ حجمها نحو 120 مليون ريال، عن التنوع. فتتجدد خدماتها وتتسع بصورة دائمة. ولأن الاتصال مع الانترنت يقتضي المرور بالهاتف، سهلت بطاقات الاتصال المدفوعة سلفاً وصول الجمهور عموماً الى الشبكة الدولية للكومبيوتر. وفي الآونة الأخيرة، دخلت الانترنت السريعة الى المملكة، تحت اسم"خطوط المستهلك الرقمي" Digital Subscriber Line واختصاراً DSL. وسرعان ما ظهر منافس لها في صورة ال"ايزي نت"، التي لا يتطلب استخدامها رقماً سرياً ولا رقماً للخادم الوطني بروكسي سيرفر Proxy Server الذي يشكل محطة مرور اجبارية للوصول الى الانترنت. وتهدف خدمة ال"ايزي نت"إلى تشجيع استخدام الانترنت في المجتمع السعودي. وتتنافس شركات عدة في تقديم هذه الخدمة محلياً، خصوصاً ان المستخدم يستطيع انتقاء أي منها بمجرد الاتصال بالهاتف. خدمات بفوارق اقتصادية ويشير سعيد بن أبي حجير، مدير دعم مبيعات الهيئات والمشاريع في احدى الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت، الى أن"خدمة ال"ايزي نت"تمثل وسيلة جديدة ميسرة للنفاذ الى الشبكة الالكترونية. وقد أنشأتها الاتصالات السعودية من أجل التسهيل على المستخدمين". ويؤكد أن"ايزي نت"تشكل خدمة معلوماتية متقدمة لها حسناتها وسلبيتها. فمن مميزاتها مثلاً أن استخدام الإنترنت بواسطة البطاقات يؤدي الى القاء اعباء الاتصال على كاهل المستخدم بصورة كلية، بما في ذلك كلفة شراء البطاقة والاتصال الهاتفي اللازم للوصول الى الخادم الذي يعطيه مدخلاً الى الشبكة الالكترونية. وفي المقابل، فإن خدمة ال"إيزي نت"لا تكلفه سوى كلفة الاتصال الهاتفي، بل وتتوزع هذه الكلفة بين شركة الاتصالات ومزود خدمة الانترنت. وفي المقابل، لا تُمكن"ايزي نت"المستخدم من التحكم في عدد الساعات، بمعنى أنه لا يوجد حد معين لعدد الساعات مثل ما يوجد في البطاقات، مما يفتح الباب امام ارتفاع تكلفة الاتصال، خصوصاً اذا تزايد اعتماد الجمهور على الشبكة. وأشار إلى أن تكلفة الاتصال سواء من طريق البطاقة أو ال"ايزي نت"متساوية،"فقيمة الساعة تكون ثلاثة ريالات، أي أن الدقيقة تعادل خمس هللات الريال يساوي مئة هللة". وأوضح أبي حجير أن بيع البطاقات المدفوعة الثمن، انخفض بنسبة 70 في المئة مع بداية طرح خدمة"ايزي نت"منذ ما يزيد عن شهر تقريباً. وعن خدمة"خطوط المستهلك الرقمي"، يشير ابي حجير الى انه"يوجد 16000 سعودي مشترك في هذه الخدمة التي تعتبر أسرع من الطرق العادية بكثير، اضافة الى انها لا تشغل خط التلفون أثناء تصفح الانترنت. وتعادل نسبة المشتركين فيها من طريق شركتنا، خمس إجمالي الزبائن، على رغم ارتفاع تكلفتها مقارنة مع خدمة ال"ايزي نت". واشار الى وجود بعض المشاكل في هذه الخدمة، ومنها أنه إذا زادت المسافة بين مقسم الهاتف ومنزل المستخدم عن 3 كلم، تصبح سرعة الاتصال بطيئة بعض الشيء مما يدفع المشترك إلى قطع اشتراكه بهذه الخدمة. وبيّن أن عدد الاشتراكات من طريق هذه الخدمة، تزايد بمعدل يتراوح بين10و20 مشتركاً اسبوعياً في السنتين الماضيتين. وراهناً، وصل العدد عينه إلى ما يقارب 40 مشتركاً أسبوعياً. وتحدث فهد الحرابي عن تجربته في النفاذ الى الشبكة الالكترونية الدولية عبر"ايزي نت"."استخدم الإنترنت منذ خمسة أعوام... ولاحظت ان خدماتها تتطور سنوياً. في السابق، استخدمت البطاقات المدفوعة... حاولت أن اشترك في خدمة DSL ولكن مقسم الهاتف الموجود بجوار منزلي لا يقبل هذه الخدمة". وأشار إلى أن استخدامه الإنترنت قبل ظهور خدمة ال"ايزي نت"، ظل بحدود ساعتين يومياً. وبرر قلة استخدامه للشبكة بالبطء في سرعة الاتصال:"في معظم الأحيان، ينقطع الاتصال فجأة، ومن دون معرف السبب". وراهناً، تستخدم الخدمة بمعدل ثلاث ساعات يومياً. ويعاني من مشكلة عدم سرعة الاتصال. وفي المقابل، يلاحظ أن التكلفة الشهرية نقصت بعد استخدامه خدمة الإيزي نت:"في السابق كانت التكلفة الشهرية حوالى 250 ريالاً، أما الآن وبعد استخدامه فأصبح معدل التكلفة 150 ريالاً شهرياً".