سجلت الطائف خلال الأيام القليلة الماضية حادثتي وفاة بسبب"الصواعق"، ما أثار المخاوف، خصوصاً وأن المحافظة تشهد هذه الأيام استمرار هطول الأمطار. وكانت الحادثة الأولى لشابين جاءا من محافظة جدة لقضاء يوم على مرتفعات الهدا، والثانية لمقيم آسيوي. وأكدت التحقيقات أن الصاعقة التي تعرض لها الشابان كانت أثناء استخدامهما الهاتف الجوال في تصوير منظر وكانت سبباً رئيساً لوفاتهما, ولم يمض سوى يومين حتى سجلت المحافظة مقتل وافد آسيوي"باكستاني"كان يتحدث بهاتفه الجوال في حي المثناة بالسبب ذاته. وفي هذه الأيام التي تشهد تواصل الأمطار المصحوبة بالصواعق والبروق الرعدية في جميع المناطق السعودية, أصبحت حوادث الوفاة بسبب الجوال أثناء موسم الأمطار ظاهرة تستحق الدراسة والبحث وإعادة النظر في علاقة الصاعقة الكهربائية بالجوال, ومدى قدرة أجهزة الاتصال اللاسلكية في جذب الصواعق والتسبب في الوفاة. ويوضح الاختصاصيون أن تيار"الصاعقة"عندما يضرب الإنسان يدخل إلى الجسم عبر فتحات الجمجمة مثل العينين أو الأذنين, وينتقل من خلال الجلد والأعصاب والعروق, ويتسبب في ضرب المخ وخصوصاً البطين الرابع ما يؤدي إلى التوقف المفاجئ للقلب والتنفس. وفي حال عدم الوفاة فإن الشخص المصاب بالصاعقة يتعرض إلى أضرار شديدة في المخ تؤدي إلى تشنجات وارتجاجات وفقدان للذاكرة وربما تؤدي إلى العمى أو الغيبوبة أو النزيف في المخ. المديرية العامة للدفاع المدني أخذت على عاتقها هْمّ توعية الأفراد بضرورة الابتعاد عن الجوال وعدم استخدامه أثناء مواسم الأمطار والصواعق, وهو ما يؤكده مدير العلاقات العامة والإعلام في مديرية الدفاع المدني اللواء مساعد اللحياني. يقول اللحياني"نبلغ بين الفترة والأخرى المواطنين بضرورة تجنب مواقع الأمطار والمواقع المرتفعة التي تتعرض للصواعق من خلال برامج توعوية عبر أجهزة الإعلام والتلفزيون السعودي تحديداً، وعبر مواقع الانترنت وأيضاً من خلال توزيع البروشورات والنشرات والتركيز على ذلك في المعارض والندوات المتخصصة". لكن اللحياني يتحفظ على التزام المواطنين بمثل هذه التوجيهات أو مجرد الانتباه لخطورة ذلك، قائلاً"إن مديرية الدفاع المدني تتعاون مع شركات دعاية وإعلان متخصصة لبث التوعية للمواطنين وتدرس حالياً توسيع دائرة التوعية بمخاطر الأمطار والصواعق وعلاقتها بأجهزة الاتصالات وأدوات التقنية الحديثة". وبدوره، قال نائب مدير أعمال المنطقة الغربية في شركة الكهرباء السعودية المهندس فؤاد الشريبي:"إن علاقة الجوال بالصواعق ليست واضحة وتحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث، ولكنه يذهب في حديثة إلى أن الصواعق تنزل في مكان محدد لها ولا توجه تحت تأثير أي جاذب, وفي حال صادف ذلك وجود كائن حي في الموقع فإنه يتعرض للذوبان الفوري". ويرجع ذلك إلى"القدرة الكهربائية العالية للصواعق والتي لا يتحملها جسم الإنسان". فيما يقول أستاذ الهندسة الكهربائية في كلية التقنية في جدة المهندس عمر الانديجاني:"إن"التفريغ الضوئي أو ما يسمى بظاهرة"الصاعقة"هو نتيجة تفريغ شحنات معينة يحدث بينها تلامس في نقطة مقاومة منخفضة, والهاتف الجوال يعمل وفق ترددات لا علاقة لها بالكهرباء ولكنها قد تسبب خلخلة في هذه الشحنات وتكون نقطة جذب للصاعقة الكهربائية". واعتبر أن استخدام الجوال أثناء هطول المطر والصواعق"مجازفة كبرى"، ولكنه تحفظ على العلاقة المباشرة بين الجوال والصواعق، مؤكداً على أن"هذا الوضع في حاجة إلى المزيد من الدراسة البحثية المتعمقة للوصول إلى نتائج واضحة ويقينية". وذكر الانديجاني"أن التيار الكهربائي في الصاعقة الواحدة يصل إلى عشرة كيلو أمبير, والإنسان العادي يموت بتيار مقداره 0.6 ولمدة ثانية واحدة وذلك من خلال مرور التيار في جسم الإنسان ليكون مكملاً للدائرة الكهربائية". وذهب إلى أن الظروف الطبيعية والتقنية التي يكون عليها الإنسان كأن يكون في مكان مرتفع أو يكون الهاتف الجوال ذا مواصفات معينة يرفع من احتمالية تعرضه للإصابة بالصواعق بقدر كبير. ونصح مهندس الكهرباء بالابتعاد عن مصادر المياه ومصادر الطاقة أثناء الصواعق، وذهب إلى القول:"إن الأخشاب التي تعتبر عازلاً كهربائياً هي موصل جيد للكهرباء متى ما لامست الماء".