خطوة في الاتجاة الإيجابي، هذا كل ما يمكنني أن أطلقه وصفاً على مباراة السعودية وبلجيكا التي انتهت بفوز بلجيكي 2-1 سجلها"جميعاً"الفريق الأوروبي. منها ما سجله عمداً ومنها ما سجله في مرماه عن طريق الخطأ! وأمس لا أعرف ماذا حدث أمام منتخب توغو بسبب توقيت الطباعة، إذ إن موعد انتهاء اللقاء غير صالح لكتابة مقال انطباعي عنه، لكنني لا أتوقع تغييرات كبيرة على صعيد الأداء العام وإن كنت انتظر خطوة نحو الأمام، في تجانس اللاعبين وفي سرعة نقل الكرة، لأن هذه العناصر إذا لم تحدث فإنني سأصرخ: يا للهول! تابعت ردود فعل الشارع السعودي أثناء المباراة الماضية مع بلجيكا من خلال البريد الإلكتروني للأستوديو التحليلي التلفزيوني، وتابعت ما ورد من خلاله من آراء بعد نهاية المباراة، وتابعت أيضاً ردود فعل الشارع، عبر الهواتف التي تلقتها البرامج التلفزيونية بعد نهاية المباراة، وما سجلته عدسات التلفزيون من آراء الناس في المقاهي ومواقع تجمعهم، وكلها انصبت في اتجاه واحد وهو المطالبة بالتغيير، هناك من طالب بإقالة باكيتا، والبعض الآخر طالب بنقد اللاعبين، والبعض تاه في طرحه بين المطالبة بهذا اللاعب أو ذاك، وكلها عكست حالاً من القلق في الشارع، لكن لا أحد يعرف ما هو الحل. في تصوري أن التصريح التلفزيوني الذي أطلقه الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز عبر قناة ART بعد المباراة مباشرة، وهو تصريح مهم في مضمونه ومهم لأنه يأتي من أعلى مسؤول رياضي سعودي، كانت فيه"صراحة"واضحة، من خلال توجيه عدد من الانتقادات الى جوانب معينة حدثت أثناء اللقاء، وهو ما يعكس أن المسؤول"قلق"مثلما هو الشارع"قلق"أيضاً، وإذا تعدل الوضع أمس فمن الواضح ان الرسالة قد وصلت. لكن علينا أن نكون منطقيين أكثر وأن نتحدث عن الأسباب التي تقام من أجلها المباريات الودية. هل هي من أجل تحقيق الانتصار؟ أظن فرق الشركات في أوروبا أكثر من"الهمّ"على القلب، ولدينا تاريخ طويل معها في سنوات سابقة، ويحتاج الشارع المحلي الى وقفة حقيقية فيها نوع من التفاؤل مع الفريق الأخضر وألا تتحول تجربة مونديال 2002 الى أزمة حقيقية في الثقة. إنني لا أطالب بالتطبيل الإعلامي لفريق سيئ، لكننا لا بد من أن نتحدث بصراحة وواقعية وأن نسأل أنفسنا سؤالاً مهماً: هل مستوى الفريق السعودي أمام بلجيكا أفضل من مستواه أمام بولندا وهي آخر مباراة ودية أم لا؟ واجيبوا انتم هل مستوانا أمام توغو أفضل مما قدمناه أمام بلجيكا؟ هذا السؤال لو استطعنا الإجابة عليه سنستطيع عندها أن نصل الى تحديد موقفنا من الفريق الأخضر. إننا نتطور فنياً وتكتيكياً لكن ببطء، وهذه هي المشكلة لا أكثر، وكل هذا الخوف على الفريق السعودي"قد"يؤدي الى انتفاضة بين اللاعبين من أجل فعل شيء مختلف في المونديال، وهذا ما أتوقعه وقولوا يا رب. خاتمة: الكاتب العزيز صالح السليمان يطالبني بحلقة خاصة عن اللقب الآسيوي المفقود للهلال، وأنا أعده بأن أسعى لها إن شاء الله بعد نهاية كأس العالم، لأن المنتخب الآن هو الأهم، وأنا اتفق معه في معظم ما كتبه في مقالته في العزيزة"الجزيرة"، ولكنه يتفق معي على أن الهلال إذا كان"هلالاً"وفي حاله الطبيعية، فلا أحد يستطيع إيقافه، والهلال لم يكن كذلك في البطولة الآسيوية، وعلى رغم هذا سيظل زميلاً وكاتباً له احترامه وتقديره وتمون يا صالح. [email protected]