لم يجد والد سيدة من طريقة يعبر بها عن اليأس الذي عاشه من جراء رفض ابنته المتكرر الامتثال لأوامره أمام قاضي المحكمة، بعدم الرجوع إلى طليقها، سوى تقطيع ثوبه. وكان الطليق رفع قضية يطلب فيها حضانة أبنائه من طليقته التي انفصل عنها بعد دخوله السجن، وأثناء قضائه فترة العقوبة، تحسن سلوكه وخرج بعد انقضاء نصف المدة بعد حفظه القرآن الكريم. وعند النظر في القضية، طلب الزوج عودة أم أبنائه إلى عصمته، بيد أن والدها أصر على رفض الأمر، بحجة أنه"خريج سجون"، حتى وصل الأمر إلى حد التلاسن بينهما، فقرر القاضي الأخذ في رأي الزوجة، التي فضلت العودة إلى طليقها، فما كان من الأب سوى نهرها بشدة، وحدث سجال طويل أمام القاضي الذي أعطى الجميع الفرصة للسيطرة على أعصابهم والتشاور مجدداً، لعل الأمور تصل إلى تسوية مُرضية، بيد ان الأب أصر على رفض عودتها إلى طليقها، فما كان من القاضي سوى التنبيه على الأب بأنه لا يحق له اتخاذ هذا القرار بديلاً عن ابنته، فقرر القاضي سؤال السيدة عن رأيها، إذ فضلت العودة إلى طليقها، فما كان من الأب، المشحون إلا أن قام بتمزيق ثوبه من الأعلى إلى الأسفل، فقرر القاضي إخراجه وسط ذهول المراجعين فيما أخذ الزوج زوجته إلى منزل الزوجية.