لا أعتقد أن الرجال لديهم شفافية الإحساس لدرجة أنهم يبكون من أجل امرأة، فالحياة في نظرهم مليئة بالإناث، وهن عبارة عن سلة فواكه، كل أنثى لها نكهة خاصة وطعم مختلف! فلا مانع من تذوق المزيد، وتجربة العديد حتى يجدوا ما يفضلون، من وجهة نظرهم طبعا! وكل نوع رائع ما دام أنثى مهما كان النوع، ولكن في لحظة وجوده فقط، أما عندما يذهب ويختفي، فقد يحزنون ولكن لن يبكوا، بل فوراً سيبحثون عن غيرها، بحجة أن الرجل لا يستطيع العيش وحيداً. أستغرب كثيراً عندما أشاهد في المسلسلات والأفلام رجالاً يبكون لمفارقة الحبيبة، بل ويعيشون على ذكراها للأبد! أنا أجزم أن في ذلك قمة المبالغة، ويندر على أرض الواقع، والعكس صحيح، فالإناث دوماً في طليعة الحزن، وفي مصب الدموع، ولا نهاية لحبهن، ولا إخلاصهن، ولا آلامهن أيضاً مدى الحياة. ولن تتوازن هذه المعادلة بتاتاً، فمنذ خلقنا والمرأة مخلوق يرافقها التعب، ويرهقها الزمن، تعبث بها الظروف، إلا أنها على رغم ذلك تمارس الصبر، وتعشق الانتظار، وتعانق الطموح. المرأة على رغم كل ما يواجهها وعلى رغم الضعف والتقاليد وقيم اللاقيادية والتبعية، إلا أنها تحدت كل تلك العوائق والصعوبات، وأثبتت أن من دونها لا حياة، وأنها على رغم قلة حيلتها تظل الأقوى والأصدق، ألا تستحق أن يُبكى من أجلها؟! لا أدري. أعتقد أنني خرجت عن صلب الموضوع، ولكنني على أتم الإصرار على أن الرجال مهما أحبوا ومهما أخلصوا لن يبكوا من أجل امرأة! ريم العصيمي - الرياض