لم يدع المستثمرون في سوق الأسهم السعودية"اجازة التداول"الخميس الماضي، تمر مرور الكرام، بل استغلوها ليستمتعوا بإجازة"اضافية"، خصوصاً انها تزامنت مع هطول الأمطار. وقال مساعد السريع وهو احد المضاربين في الأسهم عن طريق الإنترنت،"عندما صحوت صباح الخميس، ورأيت الجو مليئاً بالغيوم، جهزت أغراضي للذهاب إلى البر مع عائلتي، واتصلت ببعض الأقارب وتواعدنا واجتمعنا كما لم نجتمع من قبل، خصوصاً انهم دعوني غير مرة لمرافقتهم في رحلة مماثلة، لكنني كنت اعتذر عن عدم الذهاب بسبب انشغالي بسوق الأسهم صباح كل خميس". أما سلمان الدريويش وهو ليس من المتداولين، فلاحظ حضور الجميع في استراحة للعائلة، وعدم غياب أي شخص، خصوصاً الذين يعملون في الأسهم، اذ كانوا يعتذرون بأن ليس لديهم وقت، ومنهم من كان يقول إن المسافة بعيدة"لكننا اكتشفنا أن السبب هو جلوسهم لمتابعة الشاشة او التداول عن طريق الإنترنت"، متمنياً أن"يغلق السوق دائماً يوم الخميس، على رغم أن المجلس في الاستراحة لم يخل من سيرة الأسهم، والكل أصبح يحلل ويفسر هذا القرار من وجهة نظره الخاصة". أما ثامر المطيري فهو مشترك في محفظة لتداول الأسهم، ويبيع ويشتري عن طريق الإنترنت. وقال"عندما سمعت عن إغلاق موقع التداول للأسهم الخميس، حزنت لأنني من الذين خسروا في الأسهم، وأريد أن اشتري بعض الأسهم، لأن السوق في ارتفاع هذه الأيام، لأنها فرصة لتعويض ما خسرته في السابق والحمدلله على كل حال". وتمنى محمد المحيسن أن"يستمر هذا القرار ويتوقف التداول صباح كل خميس، لأن يوم الخميس معروف أنه الإجازة الرسمية للسعوديين، وفيها يرتاح الناس، ومع هذا القرار بإيقاف التداول، فهي المرة الأولى التي اسهر فيها ليلة الأربعاء لوقت متأخر، وأنا غير مهتم لأنه لا يوجد تداول في صباح الخميس، ونمت حتى الظهر، وكانت إجازة أسبوعية غير الأسابيع الماضية، وأتمنى أن يستمر القرار". وفي المقابل هناك مستثمرون لم يتأثروا كثيراً بقرار اجازة الخميس، لأنهم كانوا يأخذون اجازة من تلقائهم ويفضلون الاهتمام بعوائلهم على التداول. وقال رجاء علي 25 عاماً وهو موظف حكومي:"أنا غالباً أقوم بالتداول في صالة الأسهم يوم الأربعاء ومعي زملائي ونستشير بعضنا البعض، ونقوم بالمضاربة ونحاول إعادة ما خسرناه، أما بالنسبة إلى الخميس، فدائماً أقضيه مع العائلة لأشعرهم بالاهتمام وأعطيهم نصيباً من الوقت، لكي يتعلموا الترابط الأسري، وأوضح لهم أن اهتمامي بهم يفوق اهتمامي بالأسهم، كما أعمل على تلبية حاجاتهم المنزلية، إضافة إلى تهيئة نفسي وإعدادها للصراع مع الأسهم في الأسبوع المقبل، والتقليل من التفكير العميق والجهد النفسي والذهني لذلك أعطي نفسي الراحة الكاملة". أما طلال المطيري 23 عاماً ويعمل موظفاً في شركة كبيرة، فأبدى سعادته بالقرار، وفي الوقت نفسه قال إنه لا يهتم بسوق الأسهم في يوم الخميس"قرار هيئة سوق المال"ممتاز ولست أنا الوحيد الذي سعد بهذا، أما يوم الخميس فهو"الويك أند"الذي ارتاح فيه من هموم السوق وأقضيه في مزرعتنا أنا وجميع أقربائي نتسامر ونجدد نشاطنا، فمن قبل مهما يحصل في السوق يوم الخميس كنت لا ألقي له بالاً فإذا انهارت سوق الأسهم أو ارتفعت في هذا اليوم أو أحد الأيام الأخرى"فقدر الله ما شاء فعل" فالخميس عزيز على قلبي". أما خالد الضبيب 39 عاماً وهو يعمل مديراً لأحد المصارف فأيد القرار واعتبر أن الخميس يوم حافل بالصفقات الجيدة". ويقول بعد نظام هيئة سوق المال خلال هذه الأيام أعطاني الفرصة لأرتب جدولي من جديد، وأجعل يوم الخميس لملاقاة الأحباب والجلسة والسمر مع عائلتي وأولادي مع العلم أنني أبيع وأشتري من طريق الهاتف وكنت أجني مالاً يصل بين 3و7 آلاف ريال وهذا طبعاً من قبل، وليس في الأسابيع الذي انحدرت فيها سوق الأسهم، ولكن مع هذا كله اتضح لي أن الجلسة مع عائلتي لا تقاس بجميع ما كسبته، لذلك كل أسبوع يوم خميس مرة للعائلة ومرة للأسهم. أما بالنسبة إلى النساء فتختلف كل واحد عن الأخرى. فعزيزة سلمان 32 عاماً تعمل معلمة لغة عربية قالت:"أتابع الأسهم دائماً من طريق الإنترنت خلال الأسبوع، ولكن الخميس أخصصه في صالة التداول، ومع انخفاض الأسهم وتذبذبها أحد من ذهابي إلى الصالة بشكل مستمر فالقرار لم يعمل على رد فعل إيجابي، لأن السوق منخفضة وأنا سعيدة مع زوجي وأولادي في يوم الخميس، إضافة إلى أن صدور القرار كان في وقت كاف وساعدني على ترتيب جدولي". أما أم تركي 33 عاماً التي تعمل معلمة اقتصاد، فتشكو حالها بعد انحدار السوق وتتأمل بعد القرار ان تتحسن أوضاعها فقالت"إن سوق الأسهم أثرت بيني وبين زوجي، كما سببت مشكلات أسرية، فاتضح لي أن تعليق الخميس أعاد لنا قليلاً من صفاء الجو الأسري والبعد من ضجة تداول الأسهم".