لا تزال مأساة 60 عائلة تسكن في منازل من الكرتون والألمنيوم جنوب غرب الرياض مستمرة، إذ تناقضت ردود أفعال الجهات الحكومية المعنية بعد نشر"الحياة"قضية العائلات في العدد 15691 بتاريخ 6-3-2006. وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية كلفت لجنة مختصة درس ظروف الأسر بخطاب تحتفظ"الحياة"بنسخة منه، من دون حصول أي تطور للعائلات على أرض الواقع. وفي الإطار نفسه كونت أمانة منطقة الرياض لجنة لإخلاء الأرض التي تسكنها العائلة، خلال أسبوعين من نشر قضيتهم، فيما لم ترد الأمانة على استفسارات"الحياة"عن الأسباب والبديل المقترح للعائلات. من ناحية أخرى، انتقل غالبية سكان"العشش"إلى مكان أكثر سوءاً من السابق بعد معرفة اتجاه الأمانة لإخلائهم من أماكنهم، إذ انتقلوا إلى مكان أقل إمكانات من حيث مقومات السلامة والصحة العامة، وذلك بالقرب من محرقة نفايات. ويشير محمد البلوشي إلى أن غالبية من بقي في المكان السابق هم من الأيتام، وغير القادرين على نقل مسكنهم المتواضع،"أقاربي متخوفون من هدم منازلهم بعد التهديد الذي وصل إلينا من قبل إدارة الأراضي والممتلكات بوجوب إخلاء الأرض خلال أسبوعين". ويضيف:"لا أعلم أين أذهب فأنا لا أريد أن أخالف نظام البلد الذي أكرمني بالاستقبال". ويشير سليمان البلوشي الذي يحمل الجنسية السعودية إلى أن الفقر المدقع الذي يعيشه مع أسرته المكونة من تسعة أفراد لم يدفعه إلى ترك أقاربه الذين لا يحملون الجنسية. وأوضح أن غالبية المنتقلين إلى المكان الجديد قرب محرقة النفايات تضرروا من الرائحة التي تنبعث من المحرقة، ومن تفكيك المنزل وتركيبة في مكان آخر وهو ما يتطلب جهداً كبيراً. وناشد البلوشي المسؤولين إيجاد حل جذري لمشكلاتهم في السكن، وإبدال منازل أخرى بها تكون أفضل حالاً من التي يقطنون فيها.