تعيش الطفلة السعودية فاطمة 3 أعوام مصيراً مجهولاً منذ شهرين، بعد أن تم تحويلها من شرطة حي النسيم في الرياض إلى سكن جمعية النهضة الخيرية النسائية في حي غبيرة. وأكدت رئيسة قسم الإعلام والعلاقات العامة في جمعية النهضة النسائية الخيرية رنا المرعي، أن إسكان الجمعية، استقبل الطفلة التائهة وهي في حال يرثى لها، إذ كانت ملابسها ممزقة، مشيرة إلى أنهم في الجمعية تأكدوا من كون الطفلة سعودية. وقالت ل"الحياة":"ظننا للوهلة الأولى من ملامح الطفلة أنها يمنية أو باكستانية، ولكن من خلال لهجتها التي تحدثت بها، عرفنا أنها طفلة سعودية، وتأكدنا أيضاً من سلامتها صحياً، بعد إجراء الكشف الطبي عليها، والذي بين عدم تعرضها لأي أذى". ولا تكف الطفلة"فاطمة"ذات الأعوام الثلاثة ، عن التجول في سكن الجمعية فخورة بحذائها الوردي، وتلعب في صمت بين مجموعة ليست قليلة من الفتيات والأطفال المتسولين الذين يوجدون في السكن الخيري موقتاً حتى يتم بت أمرهم من الجهات المسؤولة. وتقول مشرفة السكن في طوارئ الأطفال في إسكان النهضة الخيري سلوى السفياني ل"الحياة":"بدأت فاطمة بعد تحويلها من قسم شرطة النسيم مساء يوم 3-2-1427ه، متحببة للآخرين ومطيعة، وتتودد إلى من يحملها ببالغ الألفة، ويخلو سلوكها النفسي من العدوانية. وتضيف، أنهم في السكن وجهوا لها النداء بعدة أسماء ولم تلتفت إلا لمسمى فاطمة، فتوقعوا أن يكون هو اسمها أو اسماً قريباً منه، ما يحقق لها الشعور بالانتماء إلى المكان حتى يتبين لها أقارب. وأشارت السفياني، إلى أنهم لاحظوا وجود بقايا"حناء"في شعرها، ما يرجح أن تكون الطفلة سعودية، عطفاً على كون غالبية سكان منطقة النسيم يستخدمون هذا المنتج. وتعمل جمعية النهضة النسائية الخيرية لاستقبال الأطفال مجهولي الهوية وفق إجراءات معتمدة من وزارة الشؤون الاجتماعية، وتقول رئيسة قسم الإعلام والعلاقات العامة في جمعية النهضة النسائية الخيرية رنا المرعي عن هذه الإجراءات:"نستقبل الحالات المحولة من الشرطة، ولا نستطيع الإعلان عنها، إلا بعد أن تُشعر الجهة المحولة الجهات الإعلامية المختصة عن الحال، لأننا نصادف إشكالية مع بعض الأهالي الذين يأتون لتسلم أطفالهم، بعد يوم أو يومين، تتمثل في عدم رغبة الأهل في الاستعجال في الإعلان". وتضيف:"بعد أن تمضي الحالة في إسكان الجمعية ما بين 6 إلى 8 أشهر، من دون أن يتقدم لها أحد، يتم تحويلها لدار الحضانة الاجتماعية"، لافتة إلى أن 75 في المئة من حالات الأطفال التي تستقبلها الجمعية هي حالات تسول، لجنسيات يمنية وتشادية، تغيب عنها الإقامة النظامية، إلى جانب بعض حالات العنف الأسري، المحولة إليهم من الشرطة. ويستقبل السكن، الأطفال المتسولين بعد تجميعهم من الشارع، ثم يتم تحويلهم من مراكز الشرطة والجهات الرسمية، مثل الأمن الوقائي إلى السكن، ويرحل المتسولون منهم إلى ديارهم، أما الأطفال الذكور من التائهين فمصيرهم إلى دار الحضانة قسم البنين للذكور بعد سن التاسعة، والفتيات استقبالهن مفتوح في المركز الخيري حتى سن التاسعة، بحسب الأخصائية الاجتماعية السفياني:"يحدث ذلك منذ تأسيس المركز عام 1998، إذ بدأ في استقبال الأطفال في المرحلة الانتقالية التي تسبق ترحيلهم، وفي وضع التائهين نستقبلهم حتى تنظر وزارة الشؤون الاجتماعية في أمرهم". ... والجدة كلثم تحنو عليها ... وتتذكر قصص"الضياع" تجد الطفلة"فاطمة"مجهولة الهوية، حنان الجدة في سكن جمعية النهضة الخيرية النسائية في حي غبيرة، لدى الجدة التي ترعى الأطفال الخالة كلثم، وهي مشرفة متقاعدة، كانت تعمل حاضنة في دار الملاحظة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وتجسد الآن بعد تقاعدها دور الجدة للأطفال الموجودين في الإسكان الخيري. وتقول كلثم ل"الحياة"إنها متعاطفة مع الطفلة:"ينتابني القلق على والدتها التي لا تعرف مصير طفلتها، وكيف ستكون حالها النفسية وهي تفتقد فلذة كبدها، ستمر عليها الأيام عصيبة"، مؤكدة أنها لا تبخل في احتضان الطفلة بحنان متى ما كانت قريبة منها. وتتذكر الخالة كلثم قصة الطفل الرضيع النيجيري ذي الثمانية أشهر، الذي سمي بوصوله إلى الإسكان عمر ثم تم نقله إلى دار الحضانة بعد اليأس من إيجاد ذويه ليكون تحت رعاية الدولة رسمياً ولا يزال موجوداً في الدار، وتضيف الجدة كلثم:"وسارة ذات العامين التي نقلت بعد أن مكثت 6 أشهر ولم يتبين لها أقرباء".