المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



درس الشريعة واحترف التجارة ... وقرار الملك سعودة التجارة حوله من تاجر صغير إلى وكيل لأشهر الماركات . القرعاوي ل"الحياة":وضعنا خطط التوسع والانتشار داخلياً وخارجياً
نشر في الحياة يوم 19 - 04 - 2006


كيف كانت البداية التجارية لك؟
- منذ صغري كانت لي بعض الممارسات التجارية البسيطة ولكن بدايتي الفعلية كانت قبل نحو 33 عاماً مع قرار الملك فيصل سعودة المجال التجاري وكانت فرصة لا مثيل لها استطعت استغلالها جيداً. وكانت البداية عندما اشتريت محلاً صغيراً من تاجر يمني في سوق البطحاء تلك السوق التي شهدت بدايات الكثير من رجال الأعمال. وكنت تخرجت من المرحلة الثانوية وحديث عهد بالجامعة والتحقت بقسم الشريعة، وكنت وقتها أستطيع أن أوفر بضائعي في وقت قليل على عكس ما هو عليه الآن لأن الأمور قديماً كانت سهلة وبسيطة مقارنة بالوقت الحاضر.
وكانت الأرباح قديماً خيالية تشبه إلى حد كبير أرباح الأسهم في الوقت الحالي، وبعد عامين أردت التوسع في تجارتي فاتجهت إلى الكويت لأشتري بضائع من تجار لبنانيين في الكويت من سوق"واجل"وكان اللبنانيون الموردين للملابس في ما مضى واستمررت في التعامل معهم ثلاث سنوات، ولكن لم أشعر بأنني حققت ما أهدف إليه، وبدأت في توسعة محالي التجارية والزحف نحو الشمال وانتقلت إلى البطحاء الجديدة وتحديداً إلى شارع القيصرية وبعدها انتقلت إلى عمائر الراجحي الخمس التي تعتبر الأشهر في البطحاء، وكانت نقلة نوعية وكبيرة لي وانطلاقة جديدة لتجارتي، وركزت على البضائع التي تهم العمالة الوافدة في السعودية من مختلف الجنسيات و خاصة الفيليبينية وكنت أستهدفهم من خلال ماركات عالمية معروفة يفضلونها، وأصبحنا نركز على الماركات من"السبورت"و"الكاجوال"و"آوت دور"حتى أن أكثر العمالة في ذلك الوقت كانوا يزورون عمائر الراجحي في الثمانينات وأكثرهم من الجنسيات الكورية والتايلندية والفيليبينية وبقية دول شرق آسيا، ثم أصبحنا وكلاء لأشهر الماركات العالمية من الملابس والأحذية وتوسعنا أكثر فأكثر حتى أصبحنا وكلاء حصريين لأفضل المنتجات العالمية الراقية وأصبحنا نصدر إلى دول الجوار بما فيها الكويت التي كنا نستورد منها وبدأنا في الانتشار خارج السعودية عام 1986 وافتتحنا معارض عالمية في عدد من دول الخليج.
هل كان للمصادفة دور في دخولك المجال أم كان بتخطيط مسبق؟
- المصادفة كان لها دور كبير في أن أتجه إلى هذا المجال وأخوض فيه، فعلى رغم تخصصي في مجال الشريعة إلا أنني وجدت نفسي في التجارة، كما أن الفرصة كانت ذهبية في ذلك الوقت وكان من الواجب استغلالها، وهذا شجعني كثيراً حتى أغامر في هذا المجال الذي يعتمد على الذوق الرفيع وكانت بداية الطفرة التي تسببت في ظهور رجال أعمال لهم وزنهم في الوقت الحالي، وكذلك ظهور أسماء معروفة على الصعيدين المحلي والدولي، وأنا أعتبر من تجار الجيل الثاني ولست من تجار الجيل الأول، وتعتبر مرحلة الطفرة فاصلة لظهور عدد من أسماء التجار، وهناك من لم يظهر وبقي على الحال ذاتها في محال بسيطة في البطحاء.
ما سبب تخصصكم في مجال الأحذية والملبوسات؟
التخصص مطلوب في أي مجال حتى يستطيع التاجر التركيز في شكل كبير على سلعته ونحن لدينا الكثير من الماركات العالمية، والسرّ في تفوقنا في هذا المجال وتخصصنا فيه هو تركيزنا على الجودة العالية والمنتجات العالمية، ولنا زبائننا الذين يبحثون عن التميز ونحن نستهدف جميع الفئات من خلال الأحذية أو الملابس الرجالية والنسائية أو الأطفال، وفي الفترة الماضية تميزنا في الملبوسات، أما في ما يتعلق بالأحذية فنحن نملك عشرات الماركات العالمية.
كم تقدرون حجم سوق الأحذية في السعودية؟
هذا السؤال يطرح كثيراً وفي شكل مستمر عليّ شخصياً وأعتقد أنه من الصعب أن أذكر رقماً معيناً بالضبط، وذلك لاختلاف البضائع المستوردة عن بعضها بعضاً، ومع الأسف الشديد ليست هناك إحصائية دقيقة، فالأرقام الموجودة تنقصها الدقة، والمصدر الأساس لمعرفة هذه الأرقام هو مصلحة الجمارك من خلال البيان الجمركي، وتدخل في البيان الأحذية الرياضية، والحجم لا يمكن تقديره لاختلاف الأنواع في شتى السلع والمجالات التجارية، وذلك لاختلاف الصناعات والماركات والسوق السعودية بدأت تنمو في شكل تصاعدي أكثر من السنوات الماضية بسبب ما تمر به المملكة من تطور اقتصادي لافت، وواضح لدى الجميع أن المستهلك السعودي أصبح يعي ويعرف مدى جودة السلعة التي يريد اقتناءها، على عكس الماضي،
كما أن المستهلك مطلع جداً على أنواع الماركات، إضافة إلى أن هناك نقلة كبيرة في عالم الملابس والأحذية في شكل عام منذ سنوات، وزاد الطلب على السلع المميزة والجذابة التي لم يكن ينظر إليها بعين الاعتبار في الماضي إلا من فئة قليلة، أما في الوقت الحالي فتغير الوضع من قبل الجنسين في المملكة.
كما أن وعي المستهلك في تطور دائم لمعرفة كل ماركة من الأخرى، وتعتبر السوق السعودية من كبرى الأسواق العالمية استهلاكاً لتلك السلعتين، ويختلف المستهلك السعودي في القدرة الشرائية عن أي مستهلك آخر فهو لا يبخل على نفسه أو عائلته ويشتري ما يريد من دون النظر إلى الكلفة، ويتفوق المستهلك السعودي على المستهلك الأوروبي في هذه السلع على رغم ارتفاع الدخل المعيشي لبعض الدول الأوروبية مقارنة بالسعودية، والمستهلك الأوروبي يملك حذاءين للشتاء والصيف، بينما السعودي أكثر من ذلك، وما يتميز به المستهلك السعودي أنه يحب التجديد باستمرار ومتابعة الموضة واقتناء أشهر الماركات، ولا ينافس المستهلك السعودي سوى المستهلك الياباني في بعض الماركات فقط، وكل ذلك من خلال دراسات وإحصاءات أجريت على تلك السلع.
تحسن المستوى المعيشي للفرد السعودي هل ترى ذلك واضحاً من خلال التطور الاقتصادي؟
هناك تحسن ملحوظ وتطور كبير في اقتصاد المملكة، وعلى سبيل المثال الأسهم التي أثرت في كل المجالات التجارية وجذبت أكثر رؤوس الأموال تعتبر من الأولويات في ظل التطور الاقتصادي الذي تشهده البلاد وكانت في الماضي تقتصر على بعض رجال الأعمال. أما الآن فحتى الطلاب من الجنسين مهتمون بأخبار السوق والأسهم، والسبب الرئيس في ذلك هو الأرباح الخيالية التي حققتها خلال الفترة الماضية.
انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من المجمعات والمراكز التجارية في أنحاء العاصمة الرياض... ما مدى تأثير ذلك في الحركة الاقتصادية؟
خلال الفترة الماضية كنت من أشد المعارضين لانتشار المراكز الكبرى والماركات في الطرقات الرئيسة للعاصمة، إلا أنني أيقنت بعد فترة أنها ضرورية، وتعتبر ظاهرة صحية 100 في المئة وتعود علينا كتجار متخصصين بالفائدة واكتساب الخبرة في ظل المتغيرات الحاصلة على الصعيدين المحلي والعالمي، خصوصاً بعد انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية، وهذا يدعو إلى مضاعفة الجهد وتقديم الأفضل، حتى يستطيع التاجر الاستمرارية، لأنه كما يقال البقاء للأفضل فقط، خصوصاً مع التغيرات السريعة على المستوى العالمي، ومن غير المعقول أن يستمر مركز معين على وضعه أو أن يبقى في مكان معين، فلا بدّ من التجديد، سواء في السلع أو الديكور أو المواقع... إلى آخره، ولمصلحة السوق وكذلك المستهلك أن يوجد عدد كبير من المراكز، نظراً إلى أنها كلها تصبّ في مصلحة الوطن، وحتى لا يكون هناك عدد قليل من الماركات، بل يكون هناك مئات من الماركات العالمية، ويصبح بذلك المستهلك له الخيار في اقتناء ما يريد منها.
كيف تنظرون إلى الاستثمار في هذه المجالات، وما توقعاتكم المستقبلية له؟
الاستثمار في هذا المجال جيد الى حد كبير ولكنه يحتاج الى تنظيم وضبط، ويؤسفني أن أسمع أن فلاناً من صغار المستثمرين فتح مركزاً أو محلاً وبعد فترة أغلق وخسر مبالغ مالية كبيرة، والأسباب كثيرة، منها أن الموقع قد لا يكون مناسباً، وتلعب الخبرة دوراً كبيراً في هذه الصناعة، كما أن اختيار السلع يعد عنصراً مهماً للغاية، ومن أهم الركائز في هذه الصناعة أن تكون وفق دراسات وخطط مدروسة ومعرفة ماذا يحتاج المستهلك السعودي الذي تغير عن السابق وأصبحت له نظرة وذوق كبير في عالم الأناقة والماركات العالمية سواء النسائية أو الرجالية.
هل فكرتم في إطلاق ماركة عالمية تحمل اسم القرعاوي في هذه المجالات؟
لقد عارضت تلك الفكرة تماماً على رغم انه من السهل جداً وضع اسم القرعاوي باعتباره من اكبر المستثمرين في الشرق الأوسط في هذه المجالات إلا أنني رفضت لاعتبارات عدة منها ان المجتمع السعودي يتمتع بالخصوصية وهناك عادات وتقاليد نسير عليها، كما ان مصدر الموضة وعالم الأزياء والأحذية والمصممين في اوروبا فأنا أرى ان تبقى الموضة عندهم حتى انه من الصعب إنشاء مصنع يهتم بالموضة في السعودية وذلك لاختلاف طبيعة المجتمع السعودي عن بقية المجتمعات الأخرى ولديه ثقافة تميزه عن بقية الثقافات فأعتقد انه من الصعب ان نضع اسمنا على منتج عالمي ينتشر في أنحاء العالم.
ماذا عن خططكم المستقبلية في عالم الموضة والأزياء والأحذية في شكل عام؟
نحن وضعنا خططاً استراتيجية بعيدة المدى قبل انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية وهي التوسع والانتشار داخل السعودية وخارجها، وافتتاح عدد من المعارض في دول الجوار، خصوصاً في مدينة دبي باعتبارها مركز الموضة في الخليج والسعودية وتعتبر محط أنظار المنافسين من الخارج، وهذا سيجعل المنافسة تشتد أكثر وسوف نفتتح عدداً من المراكز في المنطقة الشرقية في الخبر والدمام والمنطقة الغربية في مدينة جدة، وإضافة إلى ذلك سنتوسع في مجالات أخرى مثل محال الكوفي شوب وأصبحنا وكلاء لشركة ألمانية في السعودية والإمارات، وكذلك هناك خطة ستطبق خلال الأسابيع المقبلة وهي توسع مجموعة القرعاوي في مجال الأغذية من خلال افتتاح سلسلة مطاعم فاخرة وعالمية على مستوى السعودية نستهدف من خلالها زبائن مميزين ونحن نسعى إلى توفير كل مستلزمات هذه الشريحة من الأغذية.
كم تبلغ نسبة القرعاوي في هذه المجالات على مستوى منطقة الشرق الأوسط؟
نحن نمثل نسبة تتجاوز 65 في المئة من الملبوسات الراقية والأحذية في السعودية أما على مستوى الشرق الأوسط فنمثل 50 في المئة من سوق الملبوسات والأحذية في شكل عام.
ما خططكم في مجال السعودة والتوظيف؟
حققنا النسبة المطلوبة منا في السعودة ولكننا ما زلنا نحتاج الى الكوادر والطاقات السعودية الشابة التي تلتزم بالعمل وتحرص على التطوير وهذا واجب وطني على الجميع من دون استثناء ولكن عملية السعودة تحتاج الى معالجة بطريقة أخرى من قبل الجهات ذات الاختصاص والغرف التجارية والصناعية هي المسؤولة عن ذلك من خلال توعية الشباب وجعلهم مدركين للمجالات التجارية المختلفة.
القرعاوي اسم كبير في عالم الملابس والأحذية... هل حققتم ما تطمحون إليه من خلال مسيرتكم؟
للأسف الشديد لم نحقق ما كنا نطمح إليه وليس المقصود من كلامي هو عملية البيع والشراء ولكننا كنا نطمح الى بناء علاقة قوية مع المستهلك السعودي وغير السعودي من خلال توعيته وتعريفه بالسلع الجيدة وكنت أعاني شخصياً من عدم وعي بعض المستهلكين، ونهدف في المجموعة إلى جعل المستهلكين يدركون الجيد من السيئ وأن يحسنوا الاختيار في مجالنا التجاري من الملابس والأحذية.
ما الدول التي تستوردون منها بكثرة تلك الماركات العالمية في الأحذية والملبوسات والإكسسوارات؟
طبعاً أوروبا في المركز الاول ونحن نتعامل مع جميع دول العالم ولكن الماركات الأكثر تميزاً والأكثر ضجة في عالم الموضة هي المتوافرة في ايطاليا، وتأتي بعدها فرنسا واسبانيا ثم تأتي ألمانيا وبريطانيا ثم أميركا، ولكن اتجاه العالم الآن الى الصين باعتبارها مصنع العالم من المنسوجات والبتروكيماويات والأحذية وغيرها، والصين تعتبر الآن البلد الأكثر جذباً للصناعات لاعتبارات عدة، منها رخص المواد الخام وكذلك رخص الأيادي العاملة التي جعلت أكثر دول العالم تستثمر في الصين، وهناك بعض الماركات العالمية أصبحت تصنع في الصين والبعض الآخر ما زال في اوروبا وهي الأجود، وأعتقد ان الصين ستسيطر على السوق العالمية خلال السنوات الثلاث المقبلة، وعلى سبيل المثال الجلديات كانت بالتحديد في إيطاليا واشتهرت بها إلا ان الصين الآن تنافس إيطاليا ونحن في مجموعة القرعاوي نحترم رغبة زبائننا الذين يفضلون البضائع والماركات العالمية من خلال تمسكنا بالسلع الأوروبية على رغم غزو الصين معظم الأسواق العالمية.
كيف تعاملتم مع ظاهرة الغش التجاري والبضائع المقلدة للماركات العالمية؟
هذه معاناة رافقتنا كثيراً ولكن في الآونة الاخيرة هناك تحسن كبير وملموس من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة التجارة ممثلة في إدارة الغش التجاري ونحن نتفاءل كثيراً مع التطور الاقتصادي في كل الجوانب والاهتمام الكبير بعد انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية.
كما ان وعي المستهلك يعد أمراً ضرورياً حتى يستطيع المستهلكون عموماً التفريق ومعرفة أصول تلك السلع، وعلى رغم ذلك هناك مستهلكون يقولون - على سبيل المثال - هذه سلعة رخيصة الثمن، وتخدم لفترة محدودة، وأنا ضد هذا المبدأ تماماً، وهو في الحقيقة غير صحيح، وتعتبر القيمة التي تدفع في تلك السلعة لا تعادل النتيجة المرجوة من السلع المقلدة، وكذلك هناك مشكلة نعاني منها في مجالنا التجاري وهي أنه عند ظهور ماركات عالمية جديدة وانتشارها في شكل كبير يتم تقليدها على الفور وهناك تستر واضح من بعض المحال الصغيرة وهذا يوثر في المراكز الكبيرة.
كم يبلغ حجم الأضرار التي تخلفها السلع المقلدة بالماركات العالمية؟
الغش التجاري موجود في كل السلع والمنتجات بمختلف أنواعها وتبلغ نسبة التقليد والغش للسلع الاستهلاكية في شكل عام نحو 50 في المئة، ولكن في مجالنا باعتباره محدوداً لم تصل الى هذه النسبة، بينما تقدر خسارة الماركات العالمية بأكثر من بليون دولار.
كيف يتم التعرف على الماركات المقلدة وهل لها أضرار على صحة الإنسان؟
التعرف في غاية السهولة من خلال الجودة ونوعية القماش أو الجلد المستخدم ومن الختم الموجود وشعار الشركة أو الماركة المعروفة وبالنسبة إلى الإضرار بصحة الإنسان فهناك أضرار كبيرة واكتشفنا عدداً كبيراً من السلع المقلدة، ومنها - على سبيل المثال - ماركة"كات بلر"وهي أحذية السلامة التي قلدت ولا يوجد فيها من مواصفات السلامة أي شيء، وتسبب الانزلاق وهي خطيرة جداً، وتسببت لنا في خسائر كبيرة ونحتاج فعلاً إلى تدخل سريع بسحب البضائع المقلدة من الأسواق السعودية ونحتاج كذلك الى فرض عقوبات صارمة على المتعاملين بهذه السلع المضرة وعدم الاكتفاء بغرامات مالية بسيطة لا تتجاوز عشرة آلاف ريال.
كيف تستطيع الوكالات العالمية المحافظة على موقعها في السوق السعودية؟
الوكالات العالمية تدفع مبالغ كبيرة للتعريف والإعلان عن منتجاتها وتوعية المستهلك في شكل كبير بمميزات السلع عن غيرها، وكذلك يجب على الوكالات إظهار السلع في شكل جيد من خلال العروض وكيفية وضعها في أماكن بارزة حتى يتسنى للجميع التمييز بين تلك السلع، وكل شركة ووكالة وتاجر يجب ان يضع الخطط والدراسات التي تساعده على الانتشار والاستمرارية في مجاله.
هل لديكم اهتمامات أخرى بغير الملابس والأحذية والمطاعم في شكل عام؟
لدينا استثمارات عقارية على رغم ان العقارات تمر بمرحلة ركود، ولكن مع ظهور الموازنة الكبيرة والنهضة التي تمر بها البلاد السعودية وكذلك الاستقرار السياسي ستساعد كلها في نهوض العقارات من جديد، وأتمنى ان تتاح الفرصة لمهندسين ومصممين سعوديين لإبراز مواهبهم من خلال بناء المجمعات والمراكز الكبيرة، ما يساعد على التطور العقاري وخروجه على المألوف وعدم اقتصاره على التطوير فقط وأنا أرى ان دبي وصلت إلى مستوى كبير نتمنى ان نصل إليه خلال العامين المقبلين، كما ان الأسهم لها تأثير كبير في العقارات، ولكن وجود هيئة السوق المالية أثلج صدورنا وذلك لما تقدمه من تنظيم وضبط للسوقين المالية والعقارية في القريب العاجل.
{ عندما أصدر الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز قراراً بسعودة القطاع التجاري كان عبدالوهاب القرعاوي لا يزال طالباً شاباً في الجامعة يدرس الشريعة الإسلامية، وأيقن هذا الشاب الذي كانت له بعض التجارب التجارية الصغيرة أن الفرصة الذهبية أصبحت مواتية لاحتراف التجارة، فافتتح محلاً صغيراً في البطحاء التي شهدت مولد كبار رجال الأعمال. وعندما جاءت الطفرة النفطية أيقن القرعاوي أيضاً أن الفرصة جاءت مرة أخرى للقفز إلى الأمام، واستمرت مسيرته وكبرت تجارته وتوسعت أنشطته، حتى أصبح وكيلاً حصرياً لكثير من العلامات والماركات التجارية.
في هذا الحوار يتحدث القرعاوي عن بداياته التجارية، وتحوله من دراسة الشريعة إلى التجارة، وعن الخسائر التي تلحق به نتيجة تقليد السلع.
طبق قرار عمل النساء في محال الملابس النسائية قبل صدوره !
قال رجل الأعمال عبد الوهاب القرعاوي رداً على سؤال عن طريقة تعامله مع القرار المتعلق بعمل النساء في المحال التجارية:"تبنيت هذا الموضوع قبل صدور قرار عمل النساء في محال الملابس والأحذية والملابس الداخلية النسائية، وكان من المفترض ان يكون مجمع القرعاوي كاملاً نسائياً، ولكني لاعتبارات عدة منها انه سيكون هناك إجحاف في حق رب الأسرة فتراجعت عن القرار واكتفيت بتخصيص جزء كبير من المجمع للنساء وهو يهتم بالملابس الداخلية النسائية، وينافس اكبر المراكز العالمية. واعتقد ان الفكرة جيدة كثيراً وستساعد على توفير وظائف كثيرة للنساء في مراكز التسوق على رغم ان هناك معاناة كبيرة في بداية الأمر إلا أنني أرى انه ضروري خصوصاً في ما يتعلق بخصوصيات المرأة، ومن الواجب على التجار في هذا المجال ان يطبقوه في شكل سريع حتى تفتح الفرصة للنساء للعمل في هذا المجال، ومن المعروف ان النساء هن الأكثر وعياً بمعرفة الأذواق والمقاسات وما يتناسب مع مختلف المناسبات.
وسئل: ظهر في الآونة الاخيرة عدد من المصممات السعوديات... كيف ترون وضع المرأة من خلال العمل في هذا المجال؟ أجاب"المرأة في السنوات الاخيرة ظهرت في شكل كبير في عالم الموضة والفاشون وهناك أسماء سعودية سيكون لها مستقبل كبير وأعتقد ان عقلية المرأة السعودية ومدى عشقها وحبها الموضة في شكل عام وذوقها الجميل يجعلها في مقدم نساء العالم ومن أفضلهن وقد تتفوق عليهن في مجالات كثيرة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.