لا تكف رحيل 9 أعوام عن السؤال عن والدها المعتقل في إسرائيل عبدالرحمن العطوي، إلا أن عمها، الذي يتكفل بتربيتها منذ انفصال والديها بالطلاق، يصر على إخفاء الحقيقة عنها حتى لا يتأثر مستواها الدراسي. وتخشى عائلة رحيل، الطالبة في الصف الثالث الابتدائي، من احتمال تدهور حالها النفسية لو علمت بوضع والدها، الذي تناقلت وسائل الإعلام نبأ دخوله في غيبوبة عقب إضرابه عن الطعام أخيراً. وكان عمها، الشقيق الأكبر لعبدالرحمن، أصيب بارتفاع في ضغط الدم، نقل على أثره إلى المستشفى عقب علمه بخبر دخول شقيقه الأصغر في غيبوبة. وتأزمت معاناة عائلة عبدالرحمن بعدما علموا بأنه معتقل في السجون الإسرائيلية، وكما يقولون فإنه غادر السعودية بتاريخ 26/12/1425 ه متوجهاً إلى الأردن ومنها سافر إلى مصر قبل أن تنقطع اتصالاته، وبعد بحث بمساعدة السلطات المصرية والسفارة السعودية في مصر وصلوا إلى شقة كان يقيم فيها، ومع ذلك ظل اختفاؤه لغزاً حتى تناقلت وسائل الإعلام خبر اعتقاله في إسرائيل. يذكر أن عبدالرحمن العطوي كان يعمل في الإدارة المالية لإحدى الشركات الوطنية في مكةالمكرمة، وكان حسن السيرة والسلوك فيها. ويقول أقاربه إنه"لم يذهب مطلقاً إلى أفغانستان ولم يكن من المتشددين دينياً، وكان محبوباً من الجميع ومرحاً جداً ويتمتع بسيرة طيبة"، ورجحوا أن يكون"غرر به، أو استغل، أو تعرض لخدعة حتى وصل إلى إسرائيل". من جانبه أشار نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية الدكتور مفلح القحطاني إلى أنهم يولون قضية المواطن السعودي المعتقل في إسرائيل"اهتماماً بالغاً ومتابعة دقيقة حتى يتم الإفراج عنه ويعود إلى بلاده". وأضاف في تصريح إلى"الحياة"أنهم على اتصال دائم مع عدد من المنظمات المعنية، على رأسها منظمة العفو الدولية، بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، ولا يزالون في انتظار الرد. وشدد القحطاني على ضرورة تقديم الدعم المعنوي من كل فئات المجتمع لأسرة المعتقل حتى يتم الإفراج عنه، ولكي يتمكنوا من تجاوز محنتهم،"فهو ابن وأخ لنا جميعاً". إلى ذلك أبدى المحامي الدكتور فهد عبدالعزيز الخليف استعداده للدفاع عن العطوي من خلال التنسيق بينه وبين أحد المحامين المعروفين في دولة فلسطين. وقال الخليف، في اتصال هاتفي مع"الحياة"، إن تطوعه للدفاع عن العطوي ينطلق من"واجباتنا الدينية التي تحث وتشدد على أن المسلمين في تعاضدهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وأضاف:"العطوي أخ لنا جميعاً بلا استثناء، ونحن معه قلباً وقالباً حتى يصل إلى البلاد في القريب العاجل".