تفاءل مثقفو منطقة الباحة بافتتاح أول صالون أدبي في منطقتهم، الذي تبناه الزميل علي الرباعي، وأتاح للمثقفين فرصة الالتقاء مساء كل ثلثاء لمناقشة قضايا الثقافة، وهموم الأدباء في المنطقة خصوصاً، وفي المملكة في شكل عام. وأعلن أصدقاء الرباعي عن رغبتهم في التواصل المستمر مع كل المنتديات العامة والخاصة، بغرض إبراز الوجه المشرق للشباب المبدع، والمشبع بالهمين الفكري والثقافي. وفي هذا الإطار، أثنى الناقد معجب الزهراني على فكرة الصالون كملتقى أسبوعي للشباب المثقف، وتطلع إلى اليوم الذي يصبح لهذه"الثلوثية"حضورها الملائم في أوساط المثقفين داخلياً وخارجياً. وثمّن المدير العام للتربية والتعليم في الباحة مطر بن رزق الله للرباعي بادرته الجميلة، واعتبرها نواة لمشروع ثقافي عصري، ينسجم مع توجهات الدولة نحو المزيد من العطاء في المجالات كافة. فيما اعتبر مدير فرع جمعية الثقافة عبد الناصر الكرت، أن المشروع خليق بأن يتبنى أصواتاً مشرقة، ويتيح لها الفرصة لتقديم نفسها بما يناسب قدراتها، متمنياً على مثقفي الباحة مساندة هذا المشروع مادياً وأدبياً، لما له من دلالات على تطور إنسان منطقة الباحة ونضجه. وكان أعضاء الصالون تناولوا في جلسة الأسبوع الماضي، موضوعاً ساخناً عن ثقافة التغيير، ومفهوم الشفافية، وناقشوا بحميمية فكرة التجديد في المؤسسات الثقافية، وتقبل الجميع للتجديد، لما له من أثر في إبهاج الوطن بأبنائه من ذوي القدرات والخبرات. وأعاد الباحث جمعان عبدالكريم القبول بالتغيير إلى مستوى الوعي الذي يتمتع به المثقف،"لأن المفترض فيه تفعيل جميع الوسائل، لخلق المناخات الأرحب". وأضاف عبدالكريم:"كنا نظن أن هم التجديد متوافر لدى المثقف أكثر من غيره"، مستبعداً أن تكون المناصب عند البعض للوجاهة،"ولذا فإن من العسير أن يتخلى الإنسان عن موقع يعني له الوجود بذاته". وستقدم"ثلوثية الرباعي"في أسبوعها الثالث، أستاذ النقد في كلية معلمي الباحة الدكتور محمد عبدالرحمن يونس، في ورقة بعنوان"القصة العربية القصيرة بين نقد الشكل ونقد المضمون"، ويعد الدكتور يونس أحد الأسماء الحاضرة في المشهد الثقافي العربي، حيث فاز أخيراً بجائزة ناجي نعمان الأدبية للإبداع، عن كتابه"سلطة القتل وسلطة الحكاية في رواية ألف ليلة وليلة".