العاصمة الباكستانيةإسلام أباد لبست حلة زاهية، عشية وصول ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز إليها، إذ امتلأت شوارعها الرئيسة بالصور ولوحات الترحيب، التي تعكس عمق المحبة والتقدير اللذين يكنهما الشعب والحكومة في باكستان، لشخص الأمير سلطان الذي يزور باكستان للمرة الثالثة، إذ زارها عام 1981، ثم عام 1999، والآن حين أصبح ولياً للعهد. المنطقة المحيطة بقصر البنجاب مقر ضيافة الأمير سلطان والوفد المراق له، كانت عشية وصول الزائر الكبير كاللؤلؤة على صدر إسلام أباد، التي لم ينم أهلها إلا في الهزيع الأخير من الليل، وبعد أن تأكدوا من نصب الصور المرحبة بالأمير سلطان ولي العهد في المملكة العربية السعودية، وامتلأت شوارع إسلام أباد بالصور الضخمة، لكل من خادم الحرمين الشريفين والأمير سلطان، إلى جانب صور الرئيس الجنرال برويز مشرف، ورئيس الوزراء شوكت عزيز. كما علقت اللوحات المرحبة بالضيف الكبير، التي تتحدث عن عمق ومتانة العلاقات الباكستانية - السعودية، وترحيب الشعب الباكستاني بأطيافه كافة به. مطار إسلام أباد الذي يبعد عن قصر الضيافة أكثر من 20 كيلومتراً، ازدانت طريقه الرئيسة بالأعلام السعودية والباكستانية، وهرع السكان المحليون لرؤية موكب الأمير سلطان والوفد المرافق والترحيب به. كما أطلقت المدفعية 21 طلقة حين حطت طائرة الأمير سلطان على أرض المطار وأطفئت محركاتها، بينما جعل الاستقبال الرسمي للضيف الكبير والوفد المرافق في قصر الرئاسة، كما جرت العادة في باكستان. محمد منير أحد التجار في إسلام أباد قال في تصريحات إلى"الحياة"، إنه كان بوده أن يكون في المطار أو مصطفاً على أحد جانبي الطريق هو وأفراد عائلته في استقبال الضيف الكبير، وأن زملاءه في سوق"أبارة"المركزي في إسلام أباد، كان بودهم المشاركة في حفلة الاستقبال، لكن الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد هي التي تجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات تحد من مشاركة المواطنين في مثل هذه الاستقبالات. وحول ما إذا كان هذا الشعور يخص الضيف السعودي، أم أنه يشمل كل زائر لباكستان، قال محمد منير إن المحبة التي يكنها الشعب الباكستاني للسعودية وشعبها لا يقاربها أي علاقة أخرى، فالسعودية - والكلام لمنير- وقفت وما زالت تقف مع باكستان في السراء والضراء، وأياديها بالخير ممدودة للشعب الباكستاني، خصوصاً في محنة الزلزال الذي تعرضت له البلاد الشتاء الماضي. بدوره، يقول الصحافي البارز محمد صالح ظافر، إن زيارة ولي العهد السعودي لباكستان بعد شهرين من زيارة خادم الحرمين الشريفين، تعبر عن عمق العلاقات وتأصلها بين الدولتين، وأنهما تتشاوران في كل ما يتعلق بهما وبالمنطقة، وعلى أعلى المستويات، خصوصاً أن المنطقة تمر بمخاض قد يؤثر فيها وفي مستقبلها، في ضوء تنامي التهديدات لإيران بعد إعلان نجاحها في تخصيب اليورانيوم، وبعد الدعم الذي لقيته الهند من الولاياتالمتحدة الأميركية في المجالين النووي والاقتصادي حديثاً، بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لجنوب آسيا.