أكد المشاركون في ملتقى الحماية الأسرية ضد العنف والاعتداء الذي نظمته كلية التربية التابعة لوزارة التربية والتعليم أن الرجال يشكلون 90 في المئة من مرتكبي العنف الأسري في السعودية، ومعظم ضحايا هذا العنف نساء يجهلن حقوقهن. وحذرت أستاذ علم النفس المساعد في كلية التربية - الأقسام الأدبية الدكتورة نادية جان، من تدني التقدير الذاتي نتيجة العنف بأنواعه، ما يجعل الضحية متسلطة وعدوانية، ويزيد من الانحرافات الجنسية. وأضافت أن العنف النفسي ضد المرأة قد يكون مقدمة للعنف الجسدي أو مصاحباً له، ويكون في المنزل أكثر من الشارع أو مجال العمل. وطرح أستاذ علم الاجتماع المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز الغريب، ورقة عمل عن الإساءة ضد كبار السن في المجتمع السعودي، مع مقارنة وضعهم مع أقرانهم في الدول الغربية وما تقدمه لهم من رعاية صحية واجتماعية فائقة. وانتقد عدم وجود تخصصات طبية تعنى برعايتهم مشابهة لتخصصات الأطفال. وتم عرض مقاطع"بلوتوث"عنف ضد كبار السن، بينها مشهد لمراهقين علقوا رجلاً مسناً من طرف ثوبه في أعلى جدار غرفة. وأعلن المدير العام للإدارة العامة للحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية محمد الحربي، عن قرب إطلاق حملة للتوعية ضد العنف الأسري والتعريف بدور الإدارة في التصدي له. وتطرقت المديرة العامة لمكاتب الإشراف النسائي في وزارة الشؤون الاجتماعية الأميرة سارة بنت محمد، إلى الخطوات النظامية لتدخلهم للحماية ودرس الحالات. وأشارت إلى أن بعضها يحوّل إلى دور الإيواء التابعة لجمعيتي النهضة والوفاء الخيريتين، أو قسم الضيافة في مؤسسة الأطفال المشلولين، حتى تتم معالجة أوضاعهم. وشددت على ضرورة الحزم في محاسبة الأخصائي الاجتماعي أو الطبيب الذي يهمل أو يتعاون في إخفاء حالات العنف الأسري، فضلاً عن المعتدي الذي تتخذ ضده أقصى العقوبات. وركزت معظم المداخلات على طريقة اللجوء لإدارة الحماية الاجتماعية وطلب أرقام الإدارة، في الندوة التي أدارتها هدى أبو معطي. وذكرت إحدى المشاركات قصة ضحية للضرب الشديد من زوجها بتحريض من والدته، ولم يكن لديها من تلجأ إليه من أهلها لسكنهم في مدينة أخرى، ما اضطرها إلى الاختباء فوق سطح المنزل في ليلة شديدة البرد، ما أدى إلى إصابتها بمرض الدرن ونقلها إلى مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية. وأكدت جهل معظم النساء بوجود دار للإيواء عند تعرضهن للعنف الأسري يستطعن اللجوء إليها.