تسبب المنازل المهجورة في حوطة بني خالد في حي الديرة وسط الرياض، قلقاً بالغاً لسكان الحي، بعد تحولها إلى ملاذ آمن لمدمني المخدرات والكحول وأرباب السوابق. ويقول إمام مسجد الحي عبد العزيز النفيسة، إن الإنارة الضعيفة شجعت بعض اللصوص على تشكيل عصابات سرقة بالإكراه، موضحاً أن بعضهم ينتحل صفة رجال الأمن قبل أن ينهال على ضحيته ضرباً ويسلبه ماله وأغراضه. ويؤكد أن هذه المنازل أصبحت ملاذاً آمناً لمدمني المخدرات والكحول، يسكنون فيها ويتعاطون فيها الممنوعات. وكما يقول النفيسة فإن هذه المنازل إما أنها أوقاف مهملة، أو بيوت مؤجرة لعمالة وافدة غادرتها، أو بيوت قديمة لا يعلم أحد عن أصحابها شيئاً. ويلاحظ أن غالبيتها آيل للسقوط، ما يشكل في حد ذاته خطراً على السكان والمارة. وكثيراً ما يتعرض سكان الحي للسرقات، واقتحام بيوتهم، والتحرش بنسائهم وأطفالهم، ويشير النفيسة إلى أنه حتى المسجد لم يسلم من مثل تلك التصرفات المشينة، ويتذكر أن أحد المدمنين اقتحم عليه المسجد وهو يؤم المصلين ومعه خشبة كبيرة، فراراً من عمال كانوا يطاردونه بعد أن سرق أحدهم. وعلى رغم تعقب الجهات الأمنية لهؤلاء الخارجين على القانون والقبض عليهم، فإن أحد سكان الحي، ويدعى أبو زياد يؤكد أنهم سرعان ما يعودون إلى أوكارهم ليمارسوا من جديد أفعالهم المشينة. ويضيف: أنهم ينامون في الليل في هذه البيوت، ويتسولون في النهار أو يسرقون المارة، ليشتروا المخدرات التي يتعاطونها. ويرجح أبو زياد أن هؤلاء هم من خارج المنطقة، بل ومن خارج الرياض، يأتون بعد إهمال أهلهم لهم نظراً للضياع الذي هم فيه، على حد تعبيره، ويطالب أبو زياد بإيجاد مأوى لهم يتلقون فيه علاجاً طبياً ونفسياً حتى لا يعودوا إلى ما هم عليه. ويشدد على وجوب إغلاق هذه البيوت المهجورة أو هدمها. وقال ساكن آخر في الحي - رفض الكشف عن اسمه- أنه سبق لهم القبض أكثر من مرة على مدمنين ومجرمين في هذه المنازل وتسليمهم إلى الشرطة، وأضاف إن جهات مختصة داهمت منزلاً كان يستخدمه عمالة بنغالية في بيع وترويج الكحول، إلا أنهم تمكنوا من الهرب من منافذ سرية تاركين وراءهم بقايا ملابس نسائية داخلية، وزجاجات خمر، وإبر مخدرات، وغراء البتكس، ما يشير إلى استخدام هذه البيوت في ممارسات ممنوعة وغير أخلاقية، على حد قوله. وأوضح أنه تم أخيراً إغلاق أبواب ونوافذ هذه المنازل عن طريق بنيانالبولك ووضع رمال على بعض المداخل المنهارة، ومع ذلك استمرت المشكلة.