كثيراً ما تمنحنا الحياة فرصاً لم نكن نحلم بها، إلا اننا ومن شدة الطموح وفرط الغرور الذي لا يضاهيه شيء، نجعل هذه الفرص تتفلت من بين اصابعنا تماماً مثل الماء، من دون ادنى اهتمام بها، ولا ندرك ضياعها الا بعد فوات الاوان، لنعود بعد ذلك حاملين حقائب الحرقة والالم الى محطة الندم، حيث نقيم فيها مدة من الزمن، فتزيد علامات الكآبة والكبر على ملامحنا. سؤالي الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذا؟ كم مرة سنعيش؟ أليست مرة واحدة؟ لماذا نختار الموت ألف مرة، وهل العمر كاف ليستوعب كل ذلك؟ لا يعقل هذا الوضع! ليتنا نتواضع قليلاً، ونبحث عن تلك الفرص الغالية مهما كانت بسيطة، وليعلم الجميع ان بامكاننا ان نجد السعادة في اقرب الاماكن من دون عناء البحث! فقط بالتفاؤل والقناعة والحب والبساطة، وقبل كل شيء، بالانسانية في رسم ابتسامة وإزالة دمعة. صدقوني احبتي... نحن نملك الكثير من اسباب السعادة، ألا يكفي اننا خلقنا مسلمين نعبد الله، ونشهد ألا إله إلا هو، وهذا فعلاً ما يجلب السرور، فغيرنا بالملايين لا يحسون بهذا الشعور، ومحرومون منه! ضائعون في حياتهم بلا هدف ولا مصير، اسعدوا احبتي وافرحوا، فهذه دار فناء وكل ما عليها زائل، ولا شيء يستحق ان نحزن لاجله، فكلنا ذاهبون ولن نترك خلفنا سوى الذكر الطيب والعمل الصالح. ريم العصيمي معدة برامج في التلفزيون السعودي