لا يمكن تفسير الحضور الكثيف لمحاضرة الرئيس التنفيذي لمركز"خبراء البورصة"يوسف فسنطيني التي قدمها مساء أول من أمس في"غرفة الرياض"بعنوان:"ماذا يحصل عام 2006 لسوق الأسهم السعودية؟"، إلا بتعطش المستثمرين الى معرفة ما يحصل في السوق، وخصوصاً بعد الخسائر التي لحقت بهم. فالخوف والقلق كانا واضحين على أكثر من 200 شخص امتلأت بهم القاعة المخصصة للمحاضرة، نظراً الى ما تعيشه سوق الأسهم من أحداث دراماتيكية وهبوط ونزيف حاد لم يتوقف منذ 30 يوماً، ولا يعرف ماذا يحمل في غده من مفاجآت، ولا إلى أين يتجه؟ وهذه كلها أسئلة طرحها الحاضرون على المحاضر، مستفسرين عن"أفضل السبل والطرق للخروج من السوق بأقل الخسائر أو تعويضها، وأيهما أفضل: البقاء في السوق أم الخروج في الوقت الحالي؟ وهل ما يحدث في السوق تصحيح أو انهيار لا سيما أن الهبوط تجاوز 33 في المئة؟ وهذا ما لم تشهده الأسواق العالمية، خصوصاً أن أعلى نسبة نزول شهدتها أسواق الأسهم كان في عام 1929 في الولاياتالمتحدة الأميركية كانت نسبة النزول 29 في المئة وسمي بالانهيار الأعظم". وطمأن قسنطيني الحضور ب"عودة مؤشر سوق الأسهم السعودية إلى مستوياته السابقة عند نحو 21 ألف نقطة قبل نهاية العام الحالي 2006، بفضل الشركات القيادية ك"سابك"و"الراجحي"، إضافة إلى دخول شركات جديدة مستقبلاً كشركة"المملكة القابضة"و"البنك الأهلي"، وارتفاع أرباح الشركات وأرباحها، والزيادة في أسعار النفط والبتروكيماويات والسيولة التي تدخل السوق"، مؤكداً أن"العام الحالي عام نمو للسوق وسيصل الى مستويات قياسية جيدة". وفي تفاعل مع أسئلة الحضور حول إذا كان ما تشهده السوق، هل هو تصحيح أم انهيار؟ وما الأسباب وراء ذلك؟ قال:"إنه كان متوقعاً لتضخم أسعار الشركات، وارتفاع قيمة"تاسي"وهي القيمة التي تعكس التغير في القيمة السوقية، لكن ما لم يكن متوقعاً أن يكون الهبوط بهذه القوة والحدة، والحجم المنخفض من التداولات، ما ترك أثراً نفسياً في المتداولين أكثر منه مادياً"، مشيراً الى"أن التصحيح لم يصل إلى مستوى ما يعرف بمثلث الجحيم الذي يثير قلق المتعاملين، فالسوق، على رغم وصولها إلى مستوى 33 في المئة"، مشيراً إلى أن"التصحيح الحالي الذي تشهده السوق تصحيح عمودي يعرف بآدم حواء، وهو حالياً في مرحلة تسمى موجة حواء الثانية التي تعتبر طويلة ومملة نسبياً، والصعود فيها إن حدث يكون بطيئاً بعكس ما حدث أثناء موجة آدم من النزول القوي والمفاجئ، ولا سيما بعد انتهاء موجة حواء الأولى والخروج منها والتي امتدت إلى 13 يوماً بدلاً من 9 أيام، وأن المرحلة الحالية عادة ما يصاحبها أضرار مادية وصحية واقتصادية واستراتيجية، وتستغرق مدة طويلة، تتراوح بين شهرين ونصف الشهر، إلى ثلاثة أشهر لتستقر بعدها السوق ويبدأ مرحلة الصعود من جديد، ولكن بمستويات ضعيفة، وأن ما حدث يوم الخميس من ارتفاع المؤشر كان بفعل ارتفاع أسعار"الراجحي"و"سابك"و"الاتصالات"، نتيجة قلة العروض، وكان الهدف من ورائه خلق حالة نفسية جيدة، وإعطاء ارتياح نفسي للتشجيع لدخول السوق، وكانت تعتبر فرصة جيدة للتصريف في ظل الحالة النفسية الحالية، خصوصاً أن الكثيرين لم يستطيعوا الخروج من السوق خلال الفترة الماضية بسبب ضعف التداولات وتخفيض العمولة". وعما إذا كانت السوق مرشحة لمزيد من الهبوط أوضح أن"مستوى 14200 مستوى دعم جيد للسوق، وفي حال كسرها على حجم تداولات منخفضة لا تعني شيئاً، ولكن في حال كسرها في حالة مستويات تداولات كبيرة ومرتفعة فهو يعني أن السوق تتجه إلى مستويات انخفاض جديدة"، مرجعاً"ضعف السيولة الحالية في السوق إلى اتجاه الأموال إلى أسواق أخرى مجاورة مثل أسواق الإمارات بعد حدوث التصحيح فيها، تصفية الصناديق الاستثمارية لمواجهات طلبات العملاء في سحب أموالهم". وفي سؤال عن قياس السهم على المستقبل اعتبر ذلك"من المؤشرات الجيدة ممثلاً بذلك على سهم"سابك"التي ستكون لديها إنتاجية عالية وتوسعة في المصانع مستقبلاً، وكذلك زيادة في الطاقة الإنتاجية بتكاليف إنتاجية منخفضة، ما يجعلها تقدم أسعار منافسة مستفيدة من هذه الميزة النسبية، الاستفادة من انخفاض التعرفة الجمركية على البضائع عند دخول منظمة التجارة العالمية من 12 في المئة إلى 6 في المئة". وتوقع أن تعطي تجزئة الأسهم حالاً نفسية جيدة للسوق، وان الانضمام لمنظمة التجارة العالمية سيفيد الشركات المصدرة، وألا يكون هنالك طرح اكتتابات جديدة في ظل الظروف الحالية للسوق". واعتبر الفترة الحالية فرصاً مواتية لدخول السوق، وأفضل طريقة هي المتاجرة على خطوات، ويقصد بها الشراء على دفعات كي لا يؤدي ذلك على رفع الأسعار".