سجل مؤشر سوق الاسهم السعودي قيعانا جديدة عادت به إلى مستويات 2004م في ظل التداعيات المتواصلة للازمة الاقتصادية العالمية وأثرها على الشركات المدرجة في السوق. واستمر قطاعا المصارف والبتروكيماويات في سحب المؤشر الحر لمستويات متدنية جعلت من بعض الشركات فرصا استثمارية طويلة الاجل. وكما قلنا سابقا بان الارباح المستقبلية لشركات البتروكيماويات هو سبب هذه الضغوط رغم بوادر الارتداد التي بدأت تتضح في بعض المواد البتروكيميائية النهائية. وأن ما يحدث الان من وصول المؤشر بهذه السرعة إلى قيعان غير متوقعة كان بسبب الضغوط التي عانى منها السوق في الفترة الماضية والتي جعلته هشا وقتلت طفرته باكرا ليهوي لمستويات سحيقة وبسرعة كبيرة. ولا اعرف ماذا سيحدث للسوق عند إعلان الشركات الكبرى لارباح منخفضة أو خسائر عن أعمالها للربع الرابع 2008م. فالشركات الكبرى بكل تأكيد ستتأثر بموجة الكساد العالمية. ولنأخذ مثلا سابك والتي يتوقع ان تتأثر من عدة عوامل اولا: انخفاض اغلب ان لم يكن جميع منتجاتها. ثانيا: المخزون المقيم باسعار عالية بسبب شرائه في وقت سابق وبأسعار مرتفعة ان كان بتروكيمياويات المواد اللقيمة أو الأولية أو الحديد الذي استوردته سابك من الخارج بأسعار غير منخفضة. ثالثا: فروق العملات (الأرباح المحصلة) لارباح الاستثمارات في الشركات الخارجية بعد ان ارتفع الدولار والريال. رابعا: خسائر شركة سابك المبتكرة والتي اعلن عنها الأستاذ الماضي ولم يحدد قيمتها. خامسا: بند الشهر لشركة سابك المبتكرة والذي لا اعرف كم سيكون تقييمه النهائي في نهاية هذا العام. والمشكلة الاكبر هل هناك من يشتري الان هذه المنتجات في ظل الكساد العالمي. سنعرج في البداية بتحليل فني مختصر لسهم سابك. كنا قلنا في الأسبوع الماضي ان السهم عند دعم مهم لمستوى 60.23 ريالا وكان - في الاسبوع الماضي- قد اقفل عليه تقريبا وبكسر هذا الدعم فأن هدف سابك مابين 48 إلى 37 ريالا عند هذا الرقم سيكون الدعم القوي التالي. ونلاحظ ان سهم سابك اقفل بالقرب من مستوى 48 ريالا مما يعزز فرضية ذهابه إلى مستوى 37 ريالا. ومن خلال قراءة الرسم البياني لسابك فنلاحظ ان لديها نموذجا فنيا سلبيا يستهدف 29 ريالا ولن نرى هذا الرقم الا بعد كسر 37 ريالا لا قدر الله بكميات عالية. ومن المعتقد ان يشاهد هذا الرقم بعد إعلان نتائج غير جيدة للسهم عن عام 2008م ومن المتوقع ان يكون في الربع الاول من العام القادم لهذا فمن المنطقي ارتداد السهم اما من مستوى 48 ريالا أو من مستوى 37 ريالا لكي يعطى فرصة للسهم بالنزول من جديد. بالنسبة للمؤشرات الفنية فنجد ان مؤشر التدفقات النقدية لدى سهم سابك يتحرك في مسار هابط ولكن عند مستويات متدنية حيث اقفل عند 21 كقاع لم نشهده منذ 20 سبتمبر 2008، أما مؤشر القوة النسبية فيقع عند مستوى وحدة 26واتجاهه افقي وهو مستوى متدني مغري للشراء عادة، مؤشر- الاون بلنس فاليوم- كون قاعا صاعدا ايجابيا. و ننتظر ان يتحرك السهم ويرتد لان هذا الارتداد مهم فنيا خلال الأسبوع القادم وهذا سنعكس باذن الله على السوق. أما سهم الراجحي قائد السوق الجديد حتى الان فقلنا في الاسبوع الماضي ان السهم أمامه مستوى دعم جيد بأذن الله عند 60.5 ريالا وفي حال كسره فان السهم قد يتراجع 57 ريالا تقريبا ولكن خلال تداولات هذا الاسبوع كسر كل المستويات. والان فان هذا النموذج يستهدف اما 8 ريالات من مستوى كسر الدعم عند 60.25 ريالا أي 52.25 ريالا فأن كسرى مستوى 52.25 ريالا فإنه سيذهب حسب النموذج إلى 39.25 ريالا. ولدا السهم مستوى دعم تاريخي عند 50.25 ريالا كذلك مستوى دعم تاريخي عند 40.75 ريالا تقريبا. أما أسعار النفط فكما قلنا سابقا بأنها ذاهبة للدعم الحقيقي لها عند مستوى 51- 52 دولارا وأي كسر لهذا المستوى سيؤدي بانهيار لهذه الأسعار لا قدر الله. واكرر بأني اعتقد ان إيقاف هبوط أسعار النفط يحتاج إلى صدمة من قبل المنتجين بتخفيض انتاجهم بحجم يؤدي إلى صدمة قوية للأسواق مما يساعد على تخفيف الضغوطات على الأسعار وتحقيق التوازن. واعتقد ان أسعار البتروكيماويات ستبدأ بالتعافي فور ارتداد النفط من هذه المستويات ان شاء الله. أما عن أسعار المواد البتروكيميائية فواصلت الهبوط بعد ارتفاع الدولار المتواصل كذلك العزوف عن الشراء من قبل المصانع حتى تهدأ الأسعار وتستقر. مع الملاحظ ان هناك بوادر ارتداد بدأت في بعض المواد فمثلا النافثا وهي مادة لقيمة أولية. كذلك البروبلين والذي ارتفع بنسبة 13 بالمئة كذلك استقر سعر الميثانول. كل هذه دلالة على ان الاسعار بدأت تستقر ان شاء الله وسوف يتضح ذلك مع تقارير الاسابيع القادمة. أما أسعار الأسمدة فقد واصلت اسعار الامونيا هبوطها بينما استقرت اسعار اليوريا. حيث هبط سعر مادة الامونيا إلى مستوى 255 دولارا بفقدها ثمانية دولارات عن اسعارها في الاسبوع الماضي. لتصل خسائرها إلى 625 دولارا عن أعلى أسعار لها خلال الفترة المنصرمة أما أسعار اليوريا فقد تماسكت عند مستوى 245 دولارا لتفقد 558 دولارا عن أعلى أسعار لها خلال الفترة الماضية. ولكن ننتظر ان نرى اثر تخفيض الصين مستوى الضرائب على صادرات الأسمدة الكيماوية. أما الدولار عاد للصعود من جديد ليسجل مستويات تاريخية جديدة امام اغلب العملات وخاصة اليورو ليصل عند كتابة هذا التقرير إلى مستوى 1.249 دولار لليورو. التحليل الفني للسوق: تحدثنا في الاسبوع الماضي بان التحليل الموجي يوضح بأننا في اخر موجات الهبوط الا وهي الخامسة رغم أنها ممكن ان تمتد إلى دون الأربعة الاف نقطة بقليل كهدف أخير أو أنها ممكن ان تعود إلى دون الخمسة الاف نقطة قليلا أي إلى مستوى 4833 نقطة وهي إحدى إشارات انتهاء التصحيح والإشارة الأولى أدنى الأخرى. بمعنى ان كسر 4833 يعني هبوط بمقدار 25% من نقطة الكسر. ولمعرفة أننا في القاع يجب أن ترتفع السيولة الداخلة للسوق بشكل ملحوظ. هذا ما قلناه في الاسبوع الماضي. ومن الملاحظ ان المؤشر يهوي بسرعة إلى مستويات متدنية وفي هذا التحليل سأشرح موقعنا الموجي حاليا بتفصيل أكثر. فنحن في الموجة الخامسة الهابطة والتي تتكون من خمس موجات وهناك احتمالان اما ان نكون في اخر الموجة الثالثة من الخامسة وهذا ما اعتقده والتي اعتقد انها تستهدف مستويات قريبة لل 4833 نقطة أو فوقا منها بقليل أو أدنى منها بقليل من ثم نرتد(الموجة الرابعة من الخامسة) إلى مستوى 5218 نقطة ونعود للهبوط (الموجة الخامسة من الخامسة) إلى مستوى قد يصل بنا إلى 3681 نقطة على اسوأ حال. أما الاحتمال الاخر اننا في اخر الخامسة أي في الخامسة من الخامسة حاليا ولا اميل لهذا الاعتقاد. و أول دعم للمؤشر الحر نقاط عند مستوى 4854 نقطة يليها مستوى دعم عند 4833 نقطة يليها مستوى 4807 نقطة. أما مستويات المقاومة فلدينا مستوى 4901 نقطة يليها مستوى 4920 نقطة ثم مستوى 5218 نقطة. المؤشرات الفنية: مؤشر القوة النسبية (RSI): انخفض هذا المؤشر إلى مستويات الثلاثين ليقفل عند مستوى 30.2 وحدة مع هذا استمر باحترام القيعان الصاعدة الثالث التي كونها سابقا. الا أنه اقفل في اتجاه هابط وعلى مستوى القيعان الصاعدة. وكاتجاه عام فمازال صاعدا رغم هبوط المؤشر لمستويات متدنية ليعكس ذلك ايجابية هذا المؤشر بانفراجة الايجابي عن المؤشر الحر. أما على الرسم البياني الأسبوعي فمازال في مستويات متدنية وقيمته انخفضت إلى 28 وحدة عائدا دون خط الثلاثين وحدة كاسرا القاعين الصاعدين اللذين كونهام سابقا. مساره العام على الأسبوعي هابط واتجاهه هابط. مؤشر تدفقات السيولة (MFI) : استمر هذا المؤشر في مساره العام صاعدا مع احترامه للقيعان الصاعدة واقفل على اتجاه هابط الا أنه مازال في مسار صاعد بشكل عام ، وهذا يعزز دخول الأموال إلى السوق. ويعكس هذا المؤشر التدفقات النقدية الداخلة للسوق ومن الملاحظ دخول هادئ للسيولة في السوق والعلم عند الله . اقفل عند 55 وهي قيمة مرتفعة . أما أسبوعيا فقد كون قاعين صاعدين وفي مسار صاعد كذلك واقفل عند 43 . مؤشر (Stochastic) : يتحرك هذا المؤشر بمؤشريه عند قيم متدنية حيث بلغ (K) السريع 8% وبلغ (D) البطيء 11% وقد تقاطع هذا الأسبوع سلبيا. الا أنه في مستويات متدنية. مؤشر (ROC) : حافظ على القيعان الثالثة الصاعدة التي كونها خلال الفترة الماضية ومازال بقيم سالبة حيث اقفل عند سالب 15 فاقدا 8 نقاط من قيمته في الأسبوع الماضي اتجاهه هابط في مسار صاعد وننتظر ان يخترق ان شاء الله مستوى الصفر ليتحول إلى الايجابية. مؤشر الماكد (MACD) تقاطع سلبيا هذا الأسبوع ولكن في مسار افقي متذبذب مابين الصعود والهبوط ويعكس ذلك مدى القلق الذي يعيشه المتداولون خلال الفترة الماضية وعدم الاستقرار في اتخاذ القرار الذي مازال مضطربا. ورغم كون هذا المؤشر من المؤشرات الفنية الثقيلة الا أنه اصبح يتأثر بسرعة بسبب الهبوط السريع للسوق خلال الفترة القريبة الماضية. ان هذا المؤشر لم يعط إشارة دخول واضحة حتى الان. مؤشر (Aroon) : عاد من جديد المؤشر الهابط لاختراق مستوى 50 من ثم مستوى 70 متجها للأعلى كإشارة سلبية ليقفل في قمة المؤشر عند المئة. صاحب ذلك هبوط المؤشر الصاعد بكسره مستوى 50 ثم مستوى 30 والان يقع قرابة الثلاثين عند مستوى 28. المؤشر سلبي ويوحي بأسبوع سلبي قادم. مؤشر السيولة الداخلة والخارجة: استمرت قوى الشراء بالارتفاع على قوى البيع ولكن اقتربت قوى البيع من الشراء كثيرا بعد ان تخلت قوى الشراء عن مكاسبها التي حققتها في الأسبوعين الماضيين. كذلك مسارها تحول للأفقي بأتجاه هابط، وهذا يعزز وجود سيولة تخرج قليلا من السوق بسبب الخوف وليس معنى ذلك عدم بقاء بعض السيولة ولكن بما ان القلق سائد فان الوضع يعتبر طبيعيا. أولاً: المتوسطات المتحركة الآسية قصيرة الآجل: المتوسطات المتحركة الآسية لل 8و13و23 و30 يوما قصيرة الأجل مازالت بتقاطعات سلبية وفي اتجاه هابط ولم نشاهد أي ايجابيات إلى الآن. نأمل ان يحدث التقاطع الايجابي ان شاء الله خلال تداولات الأسبوع القادم. ثانياً: المتوسطات المتحركة طويلة الاجل الخاصة بالمستثمرين: جميع هذه المتوسطات سلبية بتقاطعاتها وفوق المؤشر. وان أقيامها هي مستويات مقاومة للمؤشر. ملخص التحليل الفني وبعض الملاحظات: 1- خلال يوم الأربعاء هبطت الأسواق الأمريكية والاوربية مجددا وبقوة ذلك بعد التردد في دعم صناعة السيارات الامريكية وتأخر القرار. وهذا بعد ان تنبأ مديرون في صناعة السيارات الامريكية بكارثة واسعة النطاق اذا لم يحصلوا على صفقة إنقاذ حكومية. 2- يلاحظ بدء هبوط مؤشر السيولة في عدة شركات كذلك السوق ولكن مازال يحافظ على مساره الصاعد. فان كانت هذه الاموال استثمارية فهي سترفع من جديد ان شاء الله حتى تؤمن سعر شرائها. 3- موجيا نحن الان في الموجة الخامسة الهابطة والتي تتكون من خمس موجات وهناك احتمالان اما ان نكون في اخر الموجة الثالثة من الخامسة وهذا ما اعتقده والتي اعتقد انها تستهدف مستويات قريبة لل 4833 نقطة أو فوقا منها بقليل أو دونها بقليل. من ثم نرتد(الموجة الرابعة من الخامسة) إلى مستوى 5218 نقطة ونعود للهبوط (الموجة الخامسة من الخامسة) إلى مستوى قد يصل إلى 3681 نقطة على أسوأ حال ان شاء الله. 4- سهم الراجحي قائد السوق حاليا وبعد أن كسر مستوى 60.25 ريالا فان لدية نموذج يستهدف 52.25 ريالا فان كسر مستوى 52.25 ريالا فإنه سيذهب حسب النموذج إلى 39.25 ريالا. وننوه بأن لدا السهم مستوى دعم تاريخي عند 50.25 ريالا كذلك مستوى دعم تاريخي عند 40.75 ريالا تقريبا. 5- سابك ان كسرت مستوى 48 ريالا فان من الأفضل انتظار سهمها مابين 40 إلى 38 ريالا كمستوى دعم وارتداد مضاربي ممكن ان يحدث مع العلم ان لديها نموذجا سلبيا يستهدف 29 ريالا وقد يكون هذا هدف سهم سابك ان أعلنت عن نتائج سيئة خلال ربعها الأخير. 6- لدى المؤشر الحر نقاط دعم عند مستوى 4854 نقطة يليها مستوى دعم عند 4833 نقطة يليها مستوى 4807 نقاط. أما مستويات المقاومة فلدينا مستوى 4901 نقطة يليها مستوى 4920 نقطة ثم مستوى 5218 نقطة. والله ولي التوفيق.