سؤال يتردد كثيراً، بل ويشغل بال معظم الناس: لماذا لا تبدو أسناني ناصعة البياض على غرار ما نرى لدى سيدات ورجال أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، هل يا ترى هذه ظاهرة وراثية أم ماذا؟ عندما نتحدث عن الابتسامة لا بد من أن يتطرق بنا الحديث إلى الجمال، لأن الابتسامة دائماً من الجمال، وابرز ما يلفت النظر عند الابتسام الأسنان الجميلة. وهناك أسباب كثيرة تؤثر سلباً في شكل ولون الأسنان وبالتالي تفقد الابتسامة كثيراً من بريقها الجذاب. كيف استطيع إذاً أن أعيد اللون الأبيض إلى أسناني؟ وهل من الممكن إزالة الاصفرار منها؟ تصنف الأسباب التي تؤثر في لون الأسنان إلى أقسام عدة: القسم الأول: عوامل وراثية أو خلقية، إذ يرجع التغيير في لون الأسنان إلى ضعف في تكوين الأسنان، نتيجة التعرض مثلاً لمرض معين أثناء الحمل، فتظهر عندئذ بقع بنية أو بقع صفراء على الأسنان، أو ربما تظهر تشوهات على السطح نفسه. وفي بعض الحالات، تصبح الأسنان ذات لون أصفر، وهذا شيء من الصعب تلافيه، عندما تحتوي مياه الشرب على درجة عالية أو غير طبيعية من مادة الفلورين. أما في حالة عدم تكوين الأسنان بصورة كاملة فتفقد الأسنان طبقة المينا، أو تتكون من دون المينا، ما يسهل صبغها بالصبغات الصفراء والبنية، وهذه كلها تشوهات خلقية لا يمكن تعديلها، إلا بالتركيبات المناسبة. القسم الثاني: هو تغير لون الأسنان نتيجة ممارسات حياتية يومية، نذكر منها التدخين وكثرة شرب الشاي والقهوة والإصابة بالتسوس، وكذا الترسيب الجيري، وفي أحيان أخرى نتيجة تعاطي المريض بعض الأدوية بصفة مزمنة مثل المضادات الحيوية، أو أدوية الصرع ونحو ذلك، فالإكثار من تناول بعض هذه الأدوية يكون سبباً في صبغ الأسنان باللون الأصفر. أما الطريقة المثلى لإزالة الصبغات والنيكوتين فتتمثل في الكحت، سواء يدوياً أو باستعمال الأجهزة ذات الذبذبات العالية، أو الموجات فوق الصوتية. وعندما يجرى طبيب الأسنان عملية الكحت أو إزالة الجير والصبغات يزيل في الوقت نفسه طبقة الميكروبات الموجودة، ومن الممكن تبييض الأسنان بأحدث أجهزة الضوء ZOOM، أو بأجهزة حديثة أخرى، ويتم التبييض عن طريق هيدروجين بروكسيد، وتركيز 35 في المئة، وهذا يخرج أكسجيناً ذرياً أحادي الجزيء، يتخلل مينا الأسنان، وبالتالي يزيل البقع الصفراء والبنية، وهذا التبييض يفوق التبييض العادي أضعافاً من دون ألم ومن دون أثار جانبية. ويجب على كل فرد الاهتمام بنظافة أسنانه على مدار اليوم من خلال وسائل عدة نذكر منها: استعمال فرشاة الأسنان، واستعمال الخيط المغطى بطبقة من الشمع، والذي يدخل بين الأسنان ثم يتجه نحو سطح السنة بتلاصق شديد فيمر بين سطح السن واللثة، ثم يعود بها إلى مكانها وهذا يبعث النشاط في أنسجة اللثة. والآن أهتم بأسنانك ونبه كل من حولك، وأرشدهم إلى الطريق الآمن لابتسامة جميلة، لكي يحافظوا على هذا الجمال، ونعني به جمال الفم، الذي يعتبر أمانة للخالق عندنا. د. وفاء عبدالهادي - الرياض اختصاصية أسنان