أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أن الطلاب الموهوبين يحظون برعاية خاصة، مشيراً إلى اهتمام الجهات المعنية كافة بهم، وحرصها على التعرف عليهم من مراحل التعليم الأولى, ومن ثم تقدم لهم برامج خاصة للرعاية. وأشار العنقري خلال مشاركته في حفلة افتتاح الملتقى الأول لموهوبي التعليم العالي في السعودية، الذي دشن أمس بمشاركة جميع الجامعات الحكومية والأهلية في السعودية إلى أن البرامج الإثرائية التي تقدم خلال فصل الصيف بمشاركة العديد من الجامعات تعد من أبرز البرامج التي تبنتها الجهات المعنية برعاية الطلاب الموهوبين، لافتاً إلى أنها تنفذ برعاية وإشراف مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، التي يترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. من جهته، لفت مدير جامعة الملك عبدالعزيز في جدة إلى أن الجامعة حرصت على إيلاء الطلاب الموهوبين والموهوبات أهمية خاصة، من خلال العمل على اكتشافهم والاهتمام بهم والتقصي عنهم طوال العام الدراسي, وتذليل جميع المعوقات التي تقف عائقاً دون تقنين ميولهم واتجاهاتهم الموهبية بهدف صقلها وزيادة فعاليتها، مشيراً إلى أن الجامعة أنشأت تكريساً لهذا التوجه مركزاً لرعاية الموهوبين وآخر للموهوبات في شطر الطالبات. وحمل اللقاء الذي يستمر لمدة يومين رسالة ينص على"التقاء موهوبي التعليم العالي لبناء مستقبل يستثمر الموهبة لخدمة المجتمع ونهضة الوطن". وناقشت الجلسة الأولى في اللقاء محور أهمية رعاية الموهوبين في التعليم العالي، فطرح المدير العام للإدارة العامة لرعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم طارق المعلا من خلال ورقة عمله المدرجة تحت عنوان"رعاية الموهوبين في التعليم العام"، لمحة تاريخية عن اهتمام الإنسان منذ القدم بالموهوبين، منوهاً بتاريخ اهتمام التعليم العام بالموهوبين منذ عام 1410ه، وتبني مشروع الكشف عن الموهوبين ورعايتهم، الذي تمخض منه إعداد وتقنين مقاييس في الذكاء والإبداع، وإعداد برنامجين إثرائيين في العلوم والرياضيات، كنماذج أولية لبرامج رعاية الموهوبين في السعودية، لافتاً إلى أنه جرى تضمين نتائج المشروع في التقرير النهائي له، وبناء على ذلك فإن الأساس العلمي لتنفيذ ما نصت عليه السياسة التعليمية في السعودية لجهة رعاية الموهوبين يكون قد اكتمل وأصبح جاهزاً ليدخل حيز التطبيق والتنفيذ. وحرص المعلا على تحديد الأسباب التي دفعت الجهات المعنية إلى الاهتمام بالموهوب، وتناولها في ست نقاط كان من أهمها نتائج العديد من الدراسات التي دلت على أن 75 في المئة من مجموع الطلاب المتصفين بالمشاغبين يمكن تصنيفهم من ذوي المواهب المتخصصة، إضافة إلى وجود نسبة تتراوح ما بين 15 و20 في المئة من الطلاب المتسربين من المدارس هم من الموهوبين. وأكد أن الدراسات العلمية أشارت إلى أن توفير برامج خاصة بالموهوبين يؤدي إلى ارتفاع المستوى الأكاديمي لهم، إضافة إلى ارتفاع قدراتهم الإبداعية والقيادية. وأوضح المعلا أن هدف وزارة التربية والتعليم من رعاية الموهوبين هو تعزيز الانتماء الوطني وتوجيه قدراتهم لتحقيق سياسة التعليم، وإيجاد بيئة تربوية تتيح لهم إبراز قدراتهم وتنمية إمكاناتهم ومواهبهم. وتناول مدير إدارة الشؤون العلمية في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الدكتور عبدالله الجغيمان دور المؤسسة في رعاية المبدعين والموهوبين في جميع أنحاء السعودية. وقال"إن هدف المؤسسة هو توفير الدعم المالي والعيني لبرامج ومراكز الكشف عن الموهوبين ورعايتهم، وتقديم المنح للموهوبين لتمكينهم من تنمية مواهبهم وقدراتهم، وإعداد البرامج والبحوث والدراسات العلمية في مجال اختصاصها ودعمها بذاتها أو بالتنسيق أو المشاركة مع غيرها، ودعم وتطوير وتدريب الكوادر الاختصاصية في مجال اكتشاف ورعاية الموهوبين، وتنمية واستثمار الاختراعات والابتكارات بذاتها أو بالمشاركة مع الآخرين". وحول توعيه الموهوب بأهمية دوره في المجتمع قالت وكيلة عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ليلى آل غالب"إن صفات الموهوبين تظهر في مجالات متعددة منها في السمات والصفات الشخصية، كالقدرة على المثابرة والالتزام والقوة الدافعة العالية والمرونة والاستقلالية في التفكير، وأخرى تظهر في مجال التعليم كثراء المعلومات وسرعة البديهة وقوة الذاكرة ودقة الملاحظة". وأضافت"في مجال الإبداع يتصف الموهوب بحب الاستطلاع وجدية الأفكار والتعبير عن الرأي وسعة الخيال وتذوق الجمال، وكذلك التدقق في كل ما يتعرف عليه وروح الدعابة، وفي مجال القيادة فإن الموهوب يتحمل المسؤولية ويتمتع بالثقة بالنفس، والجرأة والمرونة في التفكير والتفاعل مع أحداث المجتمع، وأخيراً يتصف الموهوب في مجال الدافعية والإنجاز بإتقان العمل والقدرة على التميز والاهتمام بالقضايا التي تمس المجتمع". أما رئيسة البرامج الإثرائية الصيفية للموهوبات في كلية التربية في جدة الدكتورة نجوى أبو زنادة فتناولت في مداخلتها الأسباب التي تدفع إلى الاهتمام برعاية الموهوبين في مؤسسات التعليم العالي المختلفة. من جانبه، تناول المشرف العام على مركز الموهوبين في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور إبراهيم علوي في ورقة عمله التي افتتح بها الجلسة العلمية الثانية للملتقى بعنوان"التفوق العلمي والموهبة علاقة عكسية أم طردية". وقال"معظم عباقرة العالم كانوا فاشلين في الدراسة وبعضهم طرد من المدرسة". إلا أنه استدرك بقوله"لا أعلم صحة تلك العبارة ومدى دقتها من الناحية العلمية الإحصائية، ولكنها عبارة يرددها كثير من أبناء المجتمع، ولعل الدافع من وراء تلك المقولة تسلية الشخص لنفسه عندما لا يتحصل على درجات متميزة". ويرى رئيس قسم التربية وعلم النفس في كلية المعلمين في أبها الدكتور ظافر آل حماد أن صقل شخصية الموهوب في التعليم العالي يحتاج إلى ثلاث مهارات، هي مهارات التدين المعتدل، إذ لابد من الإجادة والإتقان في المهارات العلمية والعملية للإيمان وتتويجها بإخلاص النية لله، ومهارات لغوية لابد من توافرها وتطويرها من خلال القراءة والكتابة، وهي الأساس في فهم وتطبيق العلوم بل وتعليم اللغات العالمية، وأخيراً مهارات البحث العلمي. ويضيف"لتتضافر مهارات القراءة والكتابة ووضع الفرضيات والاستقرار والاستنتاج والتعميم لابد من إتقان مهارات البحث العلمي، كقراءة الجداول والرسوم البيانية والرموز العلمية وما يعرف بعلم الحساب أو"الرياضيات"، هذا إلى جانب إتقان عدد من المهارات الفنية كالرسم والتمثيل وغيرهما من المهارات". من جانبها، اقترحت عميدة شطر الطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سمر السقاف إنشاء مركز ثقافي عالمي في مدينة جدة، يتبنى فكرته أهالي المدينة ورجال أعمالها، لإهدائه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة البيعة.