تسعى حكومة الكيان الصهيوني بدعم لا محدود من الام الحنون اميركا لنشر سيطرتها على المنطقة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وحتى امنياً، بزعم ان تفردها في المنطقة سيزرع الامن ويحدث توازناً فيها، فيا ترى اين يعيش هؤلاء؟ من جهة يريدون الانعزال والتمرد، ومن جهة يريدون السيطرة الكاملة على المنطقة! لذلك، تُرسم خطط من وراء الكواليس لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة، ومن يعتقد ان اميركا واسرائيل تريدان عكس ذلك وتريدان نشر الديموقراطية وحقوق الانسان فقد اخطأ في استقرائه للواقع الذي تظهره الدلائل التي كشفت عور اميركا، بدليل الاحداث المتسارعة التي فضحتها وعرتها على حقيقتها. فلا امن تريده اميركا إلا امنها واستقرارها، ولا ديموقراطية تريدها اميركا إلا تلك التي لا تتعارض مع مصالحها، وان مرت على دماء واشلاء الأبرياء، وما هذا إلا الجنون! نعم، جنون العظمة الذي يهوي بصاحبه إلى حفرة سحيقة، عندها نقول لمن هم من بني جلدتنا ويتكلمون بلساننا ثم يمشون على هدى اميركا وصراطها المعوق... رويدكم رويدكم... تمهلوا في حكمكم، وانظروا إلى ما وراء الأحداث لتعلموا ما يدار ويحاك للأمة بأسرها. سمعت قبل أشهر عن نية إسرائيلية للتعاون مع الأردن لشق قناة مائية من البحر الاحمر الى البحر الميت لتفادي كارثة تهدد البحر الميت، بسبب تناقص المياه بشكل ملحوظ، والواقع انه لو تم هذا تكون الاردن قد وقعت في فخ سيعود بالضرر على القضية الفلسطينية اولاً وعلى العرب عموماً، خصوصاً مصر، فلا ريب ان اضعاف مصر هدف اسرائيلي اساسي، إلا ان توافر فرصة ذهبية اكيدة لم يتح لهم بعد، وفتح قناة مائية من البحر الاحمر الى البحر الميت ان تم سيترتب عليه امور عدة تصب اولاً واخيراً في مصلحة الكيان الصهيوني، وتعزز من قدرته واستكباره وتعنته، ومن جانب آخر تضعف المصلحة الفلسطينية والموقف المصري. إسرائيل لن تكتفي بتنفيذ الخطة الأولى إن تمت، وهي فتح القناة من الأحمر إلى الميت، بل ستبدأ بتنفيذ الخطة الثانية وهي مد قناة من الميت إلى البحر الأبيض المتوسط مع علمنا بقدرة الكيان الصهيوني على فعل ذلك، خصوصاً مع الدعم الأميركي والأوروبي، وبذلك تضرب ضربتها، وبحسب علمي أن هذا الأمر إن تم فستقلب موازين كثيرة، وسينتهي عندها التصور السائد الذي يجعل من مصر وقناة السويس منفذ هام في تحريك وحماية الاقتصاد العالمي بين الشرق والغرب وتسهيل الملاحة العالمية واستقرارها، وينهي الأهمية العالمية الكبيرة التي تستمع بها مصر وقناة السويس أو على الأقل يضعفها. لذا، نهيب بكل صاحب قلم وكلمة توضيح هذا الامر قبل ان تقع الفأس على الرأس، ولا ينفع الندم، علماً بأنه كلما ازدادت اسرائيل قوة ازدادت تعنتاً وتجبراً. مختار اليافعي - الرياض