على رغم التحسن الطفيف الذي طرأ على الأداء الفني للمنتخب السعودي، وهو يقابل المنتخب العراقي في المباراة الودية التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، إلا أن هناك بعض النواقص الفنية التي تفرض على المدرب باكيتا التدخل السريع وإيجاد الحلول المناسبة لها. وإذا كان باكيتا حاول إيجاد توليفة جديدة، ومنح الفرصة لبعض اللاعبين في هذه المباراة كلاعب المحور عمر الغامدي، وحارس المرمى تيسير الجاسم، والظهير الأيسر كامل موسى، ووضعهم بجانب حمد المنتشري ورضا تكر ومحمد مسعد وسعود كريري ومحمد نور ونواف التمياط وسامي الجابر ومحمد العنبر، إلا أن ضعف الانسجام الميداني بين لاعبي المنتخب استمر في هذه المباراة ووضحت تأثيراته عقب مواجهتهم لمنتخب العراق، الذي بدا واضحاً عليه التنظيم الجيد داخل الملعب والانتشار السليم أثناء استحواذه على الكرة. وإذا كانت الدقائق الأولى من الشوط الأول شهدت سيطرة للمنتخب السعودي، خصوصاً في وسط الملعب، وشهدت هذه الدقائق تسديدات عدة على مرمى نور صبري، خصوصاً من لاعبي الوسط عمر الغامدي والتمياط، ومن إحداها تمكن التمياط من الوصول للشباك العراقية"20"، في هجمة نموذجية ل"الأخضر"، وتفوق واضح للدور الفعال الذي يجب أن يلعبه صنّاع اللعب في المساندة والتسديد. وعلى رغم أن التنظيم الجيد والانتشار المثالي يصبان في صالح المنتخب العراقي إلا أنه لم يجد صعوبة في تعديل النتيجة"25"، عن طريق مهاجمه محمد ناصر في ظل استغلاله لحال الارتباك والاتكالية التي تلازم قلبي الدفاع رضا تكر وحمد المنتشري، وضعف المساندة والتغطية من محوري الارتكاز عمر الغامدي وسعود كريري. هدف التعديل هذا كان مفتاح السيطرة الميدانية التامة للاعبي العراق، الذين وجدوا أمامهم مساحات وفراغات في منطقة الوسط السعودي، وخلف ظهيري الجنب محمد مسعد وكامل موسى، مكنت لاعبي الهجوم والوسط العراقيين من تهديد مرمى ياسر المسيليم في كثير من الكرات، والدقيقة"40"توضح مدى المعاناة التي كان عليها مدافعو المنتخب والحارس المسيليم. وتعتبر فترة ربع الساعة الأول من هذا الشوط مثالية للمنتخب السعودي، جراء النزعة الهجومية، وتحرك الأطراف بشكل إيجابي، والمباغته في التسديد من خارج منطقة الجزاء، حتى جاء الهدف الأول، ولم تكن عودة سامي الجابر وقيامه بدور صانع للألعاب ذات جدوى، خصوصاً أن العنبر وقع في مصيدة الرقابة وحيداً، ما أثر في النزعة الهجومية في الثلاثين دقيقة الأخيرة، ناهيك عن التفوق الجسماني الواضح للاعبي العراق، ما مكنهم من الاستحواذ على الكرة طوال هذا الشوط، الذي يعتبر مؤشر التفوق دائماً، حسب رأي المحللين والمدربين. تكرر سيناريو الشوط الأول في الشوط الثاني، الذي وضح فيه علو تركيز لاعبي"الأخضر"، ما ساعدهم في محاصرة لاعبي العراق في نصف ملعبهم، وبالتالي تهديد المرمى العراقي في كرتين خطيرتين، الأولى"49"من تسديدة حمد المنتشري القوية، و"55"من انفراد محمد العنبر بالحارس العراقي، عقب تلقيه تمريرة متقنة من محمد نور، هذا الاستحواذ والضغط جعلا مدافعي العراق يقعون في المحظور، بارتكاب الأخطاء التي استفاد منها التمياط"59"بالتمرير للعنبر وبدوره للجابر الذي عالج هذه الكرة داخل المرمى العراقي. ولم يستفد لاعبو"الأخضر"كالعادة من الثقة التي منحت لهم مع هدف التقدم، حينما تحول الأداء للعب الفردي، وزادت الاجتهادات الفردية بشكل مبالغ فيه، ما جعل الرتم الفني يصل لحال قتلت سرعة المباراة، حتى أن تبديلات باكيتا بالزج بالشلهوب والحارثي والقحطاني والدوخي والبحري لم تضف أي جديد على المستوى الفني أو أي إضافة فنية على مستوى المباراة، وليتكرر خطأ مدافعي ووسط المنتخب المعتاد، حينما أخفقوا في التعامل مع الثواني الأخيرة من هذا الشوط، وكان العقاب كالعادة هو دخول الكرة في مرمى المنتخب السعودي، حينما تمكن حيدر عبد الأمير من إرسال الكرة في مرمى المسيليم في الدقيقة"95"من الوقت بدل الضائع. مجملاً هذه التجربة لم ترتق للمستوى المأمول من لاعبي المنتخب، خصوصاً أن المنتخب العراقي حضر بالكثير من احتياطيه، علاوة على أن الأداء الفني"للأخضر"لم يشهد التطور الملموس والمأمول منه عقب هذه المعسكرات والمباريات المتواصلة.