حذر استشاري جراحة العمود الفقري الدكتور عبدالرحمن العرجاني من"عادات خاطئة"تنتشر بين السعوديين وتؤثر في العمود الفقري، وقد تحدث"أضراراً خطيرة". وأوضح ل"الحياة"أن الجلسة التي تسمى ب"العربية"التربع على الأرض هي من تلك العادات، مؤكداً أنها تسبب انحناء الظهر والتفاف الركبة والورك. وأشار إلى أنه يفضل عليها الجلوس على الكرسي، لأنه يساعد على التحول من وضع الجلوس إلى وضع الوقوف من دون أدنى حمل على العمود الفقري. وأضاف أن من تلك العادات أيضاً"فرقعة الظهر والرقبة"، مؤكداً أنها قد تؤثر في الحبل الشوكي والفقرات وتحدث ضرراً بالغاً. وذكر في هذا الصدد أن شخصاً كان يعاني من تشوه خلقي بسيط في الفقرات من دون أن يعلم، ذهب يوماً إلى الحلاق الذي قام بلف رقبته لفرقعتها ما تسبب في إصابته بشلل رباعي نتيجة ضغط فقرات الرقبة على الحبل الشوكي. وذكر الدكتور العرجاني أن ما نسميه ب"الفزعة"أو مساعدة الناس من قبل أشخاص لا يعملون أي جهد رياضي من دفع لسيارته المتوقفة أو حمل شيء ثقيل، قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها. وأوضح أن ذلك الجهد المفاجئ يؤدي إلى تحميل العمود الفقري فوق ما يحتمل وقد يتسبب في شد عضلات الظهر، ومن ثم قد يتطور إلى انزلاق غضروفي، وفي النهاية قد يصاب الإنسان بمرض عرق النسا. ولاحظ أن هناك معلومة خاطئة منتشرة بين الناس تقوم على أن النوم على الأرض يخفف آلام الظهر، مشدداً على أن فراش النوم يجب أن يكون من النوع الذي يمتص حمل الإنسان، وأن يكون ارتفاع وسادة الرأس مساوياً للمسافة بين الرقبة والكتف. وأعلن أن ما يزيد على 80 في المئة من آلام الظهر غير معروف السبب، والنسبة الباقية تكون بسبب الانزلاق الغضروفي، أو الحوادث، أو الإصابات والأورام. وقال إن أكثر الآلام التي يعاني منها الناس هي آلام أسفل الظهر التي تعرف بالفقرات القطنية، مبدياً أسفه من أن بعض الأطباء قد يعطي وصفاً غير دقيق لأسباب المرض ومن ثم يعطون المريض علاجاً خاطئاً. وأضاف أن إرهاق العمل يعد من أهم أسباب الآلام التي تستمر أسبوعاً أو أكثر ثم تختفي، خصوصاً في سن العشرينات وحتى الأربعينات. وأكد أهمية ربط حزام الأمان أثناء قيادة السيارة كون الحوادث تؤثر في العمود الفقري، مشيراً إلى أن الكثيرين ممن يراجعونه يصارحونه بعدم التزامهم بربط حزام الأمان. وأوضح أن النساء في سن الخمسين فما فوق أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، لنقص الهرمون الأنثوي، ولذلك ينصح بإجراء الأشعة اللازمة بعد عند بلوغ تلك السن للحصول على العلاج المناسب. وأشار إلى أن آلام الظهر المفاجئة عند من تجاوزوا الستين، أو عند من تقل أعمارهم عن 18 عاماً، قد تكون بسبب أورام حميدة أو خبيثة أو تحلل بين الفقرات، مشدداً على أهمية أن يتأكد الطبيب من ذلك. واعتبر أن الدرن والحمى المالطية هما من أكثر الأمراض التي تؤثر في العظام والفقرات الصدرية والقطنية. وقال إن فكرة أن الراحة الطويلة تساعد على العلاج هي فكرة خاطئة، لأنها تضعف عضلات الظهر التي تحمل جزءاً من الجهد عن العمود الفقري، والمطلوب هو تقويته بالتدريبات الرياضية. وأضاف أن على المصاب بآلام حادة في الظهر عدم ممارسة التدريبات الرياضية في الفترة الأولى من الألم، والحرص على أخذ العلاج المسكن اللازم، مبيناً أن من لديه آلاماً مزمنة ينصح بالتدريبات الرياضية التي تقوي عضلات الظهر عند اختصاصيي علاج طبيعي. وأشار إلى أن من أهم الخطوات التي يجب أن يتفهمها المريض هي أن مشكلته ليست بخطيرة ومن ثم الابتعاد مما يؤدي إلى زيادة آلام الظهر بحسب تجربته مع نفسه، محذراً من مضاعفات علاج آلام الظهر المزمنة بالطب الشعبي كالكي أو شد الظهر بطريقة معينة، موضحاً أنها غالباً تزيد من المشكلة ولا تعالجها.