كشف نائب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور ماهر ادريس في تصريح إلى"الحياة"أن رحلة اكتشاف الربع الخالي بلغت كلفتها ما يقارب مليوني ريال تكفلت بها الهيئة كاملة. وأعلن ماهر إدريس اختتام الرحلة الاستكشافية للربع الخالي، وتوصيات العلماء الأولية من خلال الرحلة العلمية لاكتشاف الربع الخالي. وقال إن الجمعية تقوم حالياً بدرس المواقع المختلفة في الربع الخالي وتسعى إلى تطويرها بالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة والجهات المعنية الأخرى من خلال البحث عن المواقع السياحية التي يمكن استثمارها للأغراض السياحية. واستعرض العلماء المشاركون من مصر والولايات المتحدة الأميركية وسويسرا، إضافة إلى علماء من السعودية أبرز مشاهداتهم في الرحلة كلاً ضمن اختصاصه في مجال الجيولوجيا، وعلم الحيوان والنبات والمياه، وكذلك الآثار وعلم الإنسان. آثار نيازك وأوضحت مجموعة علماء الجيولوجيا وجود آثار سقوط للنيازك منذ 290 عاماً، وبقايا أسماك متحجرة، وأنواع عدة من الكهوف وبحيرات ذات خواص مختلفة، إلى جانب الكثبان الرملية المختلفة والتشكيلات الصخرية المتنوعة. واكتشفت مجموعة علماء الحيوان 24 نوعاً من الطيور وسبعة أنواع من الثديات، ودعت إلى دراسة التنوع الحيوي، وإنشاء منطقة محمية عبر الحدود السعودية العمانية، أما مجموعة المياه فلاحظت وفرة المياه من طريق العثور على خزانين جوفيين أحدهما ضحل والآخر عميق، وأكدت مجموعة علماء النبات أن تم العثور على 31 نوعاً تم حصرها لا توجد في أي مكان في العالم مثل نبات الزهر، وشجيرات العابل. أما مجموعة علماء الآثار، فاكتشفوا وجود مواقع أثرية لتصنيع الأدوات الحجرية من حجر الصوان، والتي كان يستخدمها الإنسان في السابق، وتأكد وجود الإنسان في المنطقة على مدى الفترات الزمنية الماضية، كما عاينت المدافن والمنشآت الحجرية المختلفة في القرب من محافظة يبرين. وواجهت مجموعة علماء علم الإنسان صعوبات في العثور على سكان مستقرين في المنطقة بشكل كبير، موضحين أن الأمطار لم تهطل على المنطقة منذ تسعة أعوام، إضافة إلى ضيق الوقت لإجراء الدراسات بشكل وافٍ. وفي ختام المؤتمر أعلنت التوصيات العامة للرحلة العلمية، والتي تضمنت تسع توصيات، وهي إنشاء قاعدة بيانات مرجعية لمختلف التخصصات وتطويرها وتزويدها بالبيانات المستحدثة لتصبح مرجعاً علمياً يعتمد عليه في تسجيل أي تغيرات بيئية ناتجة من التطورات الحضرية في المنطقة. وكذلك، تحديد بعض المواقع لإنشاء محطات رصد لمتابعة التغيرات البيئية المختلفة بصفة دورية، إضافة إلى تحديد المناطق ذات الأهمية لتطويرها كمحميات طبيعية للحفاظ عليها. وتضمنت التوصيات، البحث في تطوير التنمية المستدامة لمنطقة الربع الخالي من خلال استغلال مواردها الطبيعية بما يحافظ على بيئتها، وتطوير المواقع السياحية وتسهيل الوصول إليها من خلال إنشاء شبكات الطرق، ووضع آليات وضوابط للمشاريع التطويرية والتنموية للمنطقة للمحافظة على البيئة من الآثار الجانبية الناتجة من هذه المشاريع. كما شملت أيضاً تشجيع تبادل المعلومات والخبرات بين الجهات العلمية والمختصة للتنسيق بينها لإجراء الدراسات التفصيلية والتطويرية، واستكمال الرحلات العلمية الاستكشافية لتغطية الجزء الغربي وبعض من الأجزاء الداخلية لوضع التصورات العامة للربع الخالي بشكل كامل، إضافة إلى دعم الهيئة للمشاريع البحثية والعلمية ذات الأهمية الجيولوجية والعلوم الأخرى المرتبطة بها من خلال برنامج دراسات الصحراء، وأخيراً توعية المجتمع بمختلف فئاته على أهمية الحفاظ وحماية البيئة من خلال استخدام الوسائل المتاحة كافة. برنامج سعودي دولي للحماية الجيولوجية أوضح نائب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور ماهر إدريس، أن الهيئة ستدشن خلال الأسبوعين القادمين برنامجاً للحماية الجيولوجية من خلال المحافظة على المعالم الجيولوجية بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وقال إنه ستخصص موازنة من مجهودات شخصية من قبل العاملين في الهيئة، إذ لم توضع له موازنة من قبل الدولة. مشيراً إلى أنه يهدف إلى التعرف على مناطق الظواهر الطبيعية، مثل: البراكين، والكثبان الرملية، والتشكيلات الصخرية المختلفة، ثم دراستها بشكل واف، وبعد ذلك تأتي خطوة المحافظة عليها من خلال وضع قوانين معينة لطرحها كفرص استثمار سياحي في الصحراء.