كشف مساعد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور عبدالله العطاس، أن الهيئة تعمل على دراسات تفصيلية لمصادر المياه الجوفية في الجزء الشرقي من صحراء الربع الخالي. وأوضح الدكتور العطاس في حديثة إلى «الحياة» أن الرحلة العلمية الثانية للربع الخالي التي قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية هي امتداد للرحلة العلمية الأولى للجزء الشرقي من صحراء الربع الخالي، والتي حققت قدراً كبيراً من النتائج الإيجابية. وأشار إلى أن الهيئة قامت في البداية بأخذ موافقة الجهات المختصة لإجراء الرحلة العلمية الثانية للجزء الغربي من الربع الخالي، ومن ثم قامت بتوجيه الدعوات إلى الجهات المختلفة لتغطية الجوانب العلمية المختلفة للرحلة كافة، ومنها وزارة المياه والكهرباء ووزارة الزراعة والهيئة العامة للسياحة والآثار والهيئة العامة للحياة الفطرية وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود، إضافة إلى العلماء والباحثين من خارج السعودية وشمل ذلك جامعة ميتشيجن بأميركا، وجامعة بيرن بسويسرا. وأضاف العطاس، تم تدشين الرحلة العلمية الثانية وشارك فيها وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، ورئيس الهيئة الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب، ومجموعة من الكوادر الوطنية والعالمية من علماء وخبراء وأكاديميين وذوي الاختصاص في علوم الأرض المختلفة والعلوم ذات العلاقة والتي منها: الجيولوجيا والمياه والنيازك والجيومورفولوجيا (أشكال سطح الأرض) والحيوان والنبات ودراسة الصحاري، والبيئة، والآثار، والسياحة، وفريق الدعم الميداني المساعد ذو الكفاءة العالية والمعرفة العميقة بطبيعة المواقع وتحديد أفضل المناطق، الأمر الذي انعكس إيجابياً على روح الفريق العلمي طوال الرحلة. كما أوضح أن هذه الرحلة غطت أجزاء كبيرة من غرب الربع الخالي، تم خلالها الوقوف على مجموعة متنوعة من المعالم والظواهر الطبيعية والبشرية من مكتشفات جيولوجية ومصايد وآبار مياه وكثبان رملية متنوعة ونباتات ومراعٍ ومصايد للحيوانات وغيرها، إذ قام المشاركون كل في تخصصه بدراسة تلك المواقع وتم توثيقها وتصويرها وأخذ العينات اللازمة، مبيناً أنه في نهاية الرحلة قام كل في مجال تخصصه بإعداد تقارير فنية متخصصة تبرز ما توصل إليه الخبراء من نتائج ودراسات وتوصيات، والتي بلا شك تشير إلى وجود نتائج أولية جيدة في العديد من المواقع وتحتاج إلى إجراء دراسات تفصيلية مستقبلية لها. مضيفاً أن هيئة المساحة الجيولوجية تعكف حالياً على وضع الخطط المستقبلية لإجراء تلك الدراسات. كما يجري العمل حالياً على إعداد تقرير فني متكامل نهائي عن ما تم التوصل إليه ومن ثم الرفع للمقام السامي، تمهيداً لإصدار كتاب علمي يوثق نتائج هذه الأبحاث كافة ليكون في متناول الجميع. العطاس: لم يتم درس جزر السعودية المكتشفة على سواحل البحر الأحمر أوضح مساعد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور عبدالله العطاس أن البحر الأحمر يعد من أكثر بحار العالم نسبياً في أعداد الجزر الواقعة في مياهه، إذ يضم مئات الجزر بمختلف المساحات والنشأة، وتحتل السعودية المرتبة الأولى بين الدول المطلة على البحر الأحمر من حيث عدد الجزر، إذ يبلغ عددها نحو 1150 جزيرة مختلفة المساحات وتمثل نحو 88.5 في المئة من مجموع الجزر السعودية. وأشار إلى أن عدد الجزر التابعة للسعودية في خليج العقبة والبحر الأحمر ذات الأسماء المعروفة نحو 338 جزيرة تمثل نحو 29,4 في المئة من مجمل الجزر السعودية في خليج العقبة والبحر الأحمر. وأوضح أنه لم تتم درس جزر السعودية المكتشفة على سواحل البحر الأحمر من النواحي الجيولوجية حتى الآن، نظراً إلى كثرة الأعمال المناطه بهيئة المساحة الجيولوجية، إلا أن هناك أفكاراً بناءة لوضع خطة طموحة لدرسها جيولوجياً مستقبلاً بإذن الله تعالى، وقال: حتى وقتنا الحاضر لم يتم الاهتمام الكافي من الدارسين والباحثين في المجالات العلمية الأخرى مثل علوم الحيوان والنبات والبيئة وغيرها من حيث الدراسات التفصيلية والتوثيق، علماً بأن هيئة المساحة الجيولوجية أصدرت عام 2007 كتاباً بعنوان «جزر المملكة العربية السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي».