أوصى فريق علمي استكشافي زار منطقة الربع الخالي مؤخراً بتغيير اسمه إلى «الربع الغالي»، وذلك «لما يحويه من خيرات وثروات وزيت وماء، وإمكانية الاستفادة من رماله في صناعة الزجاج الملون والمواد الطبية، واستغلاله في المنتوجات السياحية وإقامة مسابقات للراليات الدولية، وإنشاء مراكز علمية ودعم الأبحاث العلمية لهذه المنطقة». وأشار عضو الفريق الدكتور محمد بسيوني، في محاضرة له في أسبوعية القحطاني في جدة مساء أمس الأول، إلى أن الفريق، الذي ضمَّ علماء من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وسويسرا وبعض الدول العربية، قد زار الربع الخالي مرتين، كانت الأولى في العام 2007م، والأخرى قبل شهرين فقط، رافقهم خلالها وزير البترول علي النعيمي، مبيناً أن نتائج الزيارة الثانية لم تظهر حتى الآن. وتحدث بسيوني عن نتائج الزيارة الأولى، لافتاً إلى أنها نظمت بعد موافقة سامية من خادم الحرمين الشريفين، وقال إنها أول رحلة علمية لاستكشاف الربع الخالي، وكانت تغطي الجزء الشرقي منه فقط، في حين غطت الرحلة الثانية الجزء الغربي من المنطقة. وخلال المحاضرة عرض بسيوني عديداً من الصور لأبرز ملامح الربع الخالي التي اعتبرها «كنوزاً غير مستغلة»، من أبرزها حقل الشيبة الذي يعد أحد أكبر حقول النفط والغاز في المنطقة، حيث بدا في الصورة وكأنه لؤلؤة وسط الصحراء، بينما الينابيع المائية تتدفق من خلاله بشكل مباشر، وبدت المياه الزرقاء ترتفع من إحدى النوافير لمسافة ثلاثين متراً، وبجوارها حقول واسعة من الزهور الملونة، وآثار تتضمن بعض القطع الصخرية الأثرية، بالإضافة إلى الكثبان الرملية التي يبلغ أعلى ارتفاع لها ألف متر. وفي صور أخرى، قدم بسيوني عرضاً سريعاً لأهم النباتات الصحراوية، والكائنات الحية التي وجدت بين مناطق الكثبان، التي تحمل دلالة أكيدة على وجود المياه العذبة في المنطقة. وكشف بسيوني عن بعض الحقائق المثيرة التي عرفها الفريق الاستكشافي للربع الخالي، من أبرزها وجود منطقة تاريخية آثارية لبعض المدافن الجماعية التي تعود إلى آلاف السنين، مبيناً أنها كانت على أشكال بيضاوية غريبة. ولم ينهِ الدكتور بسيوني المحاضرة دون أن يقدم معلومات مقتضبة عن مكان سقوط «النيازك» وسط الربع الخالي، مشيراً إلى أن قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود يعرض قطعة كبيرة من أحد هذه النيازك، الذي يرجح أن يكون سقط على المنطقة خلال عام 1116 هجري. واختتم بسيوني محاضرته باستعراض أهم الصعوبات التي واجهت الفريق العلمي، مشيراً إلى أن مرافقي الفريق من أبناء القبائل الموجودين في المنطقة تفوقوا على أفراد الفريق العلمي في القيادة وتحديد الطرق والاتجاهات، على الرغم من أن أعضاء الفريق يحملون معهم أجهزة ال (G.B.S)، بينما هؤلاء المرافقين لا يمتلكون سوى تجاربهم السابقة التي أثبتت أن الخبرة غلبت العلم في صحراء الربع الخالي.