كشف خبير في جيولوجيات البترول والترسبات إن بإمكان استثمار صحارى الربع الخالي الشاسعة في مجالات عدة، أبرزها إنشاء مصانع الملح والزجاج والمنتجعات الصحية، بعد رحلة استكشافية قضاها البروفيسور محمد حسن عبدالعزيز بسيوني الاستاذ في كلية علوم الارض في جامعة الملك عبد العزيز والمتخصص في جيولوجيا البترول والترسبات برفقة فريق علمي في أحضان تلك الرمال اللانهائية. وانتقل البروفيسور بسيوني في محاضرة له بعنوان "الرحلة العلمية الاستكشافية للربع الخالي"، ب 50 موهوباً إلى تفاصيل تلك الرحلة الحالمة والقاسية في آن، ضمن برنامج موهبة الصيفي "عقول تبدع.. ومستقبل تصنع"، الذي تنظمه جامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة والابداع (موهبة). وأوضح البروفيسور للموهوبين المشاركين في البرنامج أن الفريق البحثي المكون من علماء من داخل وخارج السعودية جال في الربع الخالي خلال عام 2007 واكتشف ثروات طبيعية في صحاريه، كالغاز والزيت والمياه العذبة والآثار القيمة، إضافة إلى آلاف المدافن الجماعية في منطقة "بيرين" التاريخية وبقايا الحيوانات التي اوصى الفريق البحثي على ضرورة الاهتمام بها. وقال إن الفريق رصد، أيضاً، وجود الأملاح بكثرة في صحراء الربع الخالي، وإمكان الاستفادة منها من طريق إنشاء مصانع للملح، إضافة الى الاستفادة من الرمال بإنشاء مصانع للزجاج، مشيراً الى وجود منابع للمياه الحارة في مناطق مختلفة بالربع الخالي، يمكن استثمارها بإنشاء منتجعات صحية تخدم المرضى. وسرد استاذ كلية علوم الأرض على الموهوبين ظروف الرحلة الصعبة، ومراحلها المرهقة، مشيراً إلى أن التضاريس والأجواء القاسية كانت أبرز التحديات التي واجهت الفريق البحثي، في الوقت الذي فوجئ الفريق بجمال طبيعي لا يمكن تصوره بين تلك الكثبان الرملية كالواحات الطبيعية التي تحفها النباتات والنخيل، وتنتشر في أماكن متفرقة من الربع. ووسط تفاعل مفعم بالدهشة والاستفاهمات من الطلاب الموهوبين، استعرض أهم المناطق التي مر عليها الفريق البحثي ك "الحديدة" التي اشتهرت بسقوط النيازك عليها، إلى جانب أهم الكهوف فيها مثل كهف "دحل أبو فيحان"، مشيراً إلى تكون السبخات وانتشارها في الربع الخالي، ومتطرقاً في السياق ذاته إلى أهم الحيوانات التي تعيش في الربع الخالي كغزال الريم والمها الوضيحي والزواحف والصقور وغيرها، إضافة الى احتوائه انواعاً مختلفة من النباتات البرية كالعبل والهرم والحاد وغيرها، إلى جانب أبرز الآثار الآثار التي تم العثور عليها. وفي السياق ذاته، تطوي موهبة في جامعة "المؤسس" يومها الخامس، متمة بذلك ربع المدة المحددة لبرنامجها (20 يوماً)، الحافل بالعديد من المحاضرات العلمية وورش العمل التي تركز على ثلاثة مجالات، هي: أساسيات التصميم الهندسي، مقدمة في العلوم الطبية الحيوية والهندسة الكهربائية، إضافة الى المحاضرات العلمية، وتدريب الطلاب الموهوبين على "برمجة الحركة، الحلقة التكرارية"، فضلاً عن الأنشطة الرياضة كالفروسية وكرة القدم والسباحة التي يستمتع بها الطلاب المشاركون في البرنامج.