من يتجول في ربوع البلاد يشاهد ما يسره من مظاهر التقدم والتطور في مجالي الإعمار والموانئ الحديثة. إلا أن ميناء مدائن صالح الواقع إلى جوار محافظة الوجه التابعة لمنطقة تبوك لا يزال في انتظار التحديث، فهو ميناء قديم، خدم أصحاب الحضارات من الأمم البائدة والآثار الباقية، فموقع أصحاب الرس الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم يبعد عنه نحو 15 كيلومتراً. وكانت سفن حجاج مصر وشمال أفريقيا الشراعية ترسو فيه لقربه من مدينة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ولموقعه الاستراتيجي استخدمته السفن البريطانية في الحرب العالمية الأولى. ومع تطور وسائل النقل الحديثة أصبح هذا الميناء مهجوراً سوى من قوارب الصيد وهواة البحر. إن إحياء هذا الميناء المعروف قديماً يخدم المنطقة الأثرية الممتدة من مدائن صالح إلى ساحل البحر الأحمر، وكذلك منطقة حائل التي تبعد منه أقل من 570 كيلومتراً، كما ان موقعه مناسب للتجارة الحرة لقربه من قارة افريقيا وبلاد الشام والبحر المتوسط. حقيقة لا أعلم ما الذي يمنع المسؤولين في الجهات المعنية من الالتفات إلى هذا الميناء ودراسة جدواه الاقتصادية والخدمية. الرياض - راشد البلوي