بثت القنوات الفضائية وطالعتنا الصحف اليومية بخبر هجوم الطائرات الأميركية المقاتلة على موقع يعتقد أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري كان موجوداً فيه على الحدود الباكستانية مع أفغانستان. وراجت أنباء حول مصير الظواهري وإمكان سقوطه جريحاً إن لم يكن قد قتل. وسمعت الكثير من التحليلات حول موضوع الغارة التي كانت في غالبيتها متطابقة. وبعد أيام قليلة ومن دون سابق إنذار يفاجأ الجميع بظهور الظواهري في شريط جديد يهدد ويتوعد، وكأن أمراً لم يكن، ليبدد الآمال والأقاويل التي ترددت وتحدثت عن موته مع مجموعة من رفاقه. يبدو لي أن التحليل الأقرب للحقيقة هو أن الظواهري استطاع أن يلعب بسياسة ودهاء، ويخلط الأوراق الأميركية الاستخبارية بقدرة فائقة، وذلك بإيهامهم بتمكنهم من الوصول إليه حتى يبعد الأنظار عن مكانه الحقيقي، الذي أعتقد انه بعيد كل البعد من مكان القصف، مع علمنا بذكاء الرجل وقدرته على تشتيت الأنظار عن مكانه الحقيقي. ولو أن الرجل كان حقاً في المكان الذي ضرب لتوارى واختفى لفترة طويلة حتى يأمن ويُؤمَّن، لكن ظهوره السريع أكد بما لا يدع مجالاً للشك انه بعيد من موقع القصف الجوي الذي تم. مختار اليافعي - الرياض