أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إبراهيم بن عبدالله الغيث، الحرص على الحد من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها رجال"الهيئة". وشدد خلال لقاء عقده أول من أمس مع وفد زائر لمدينة الرياض من جامعة الملك خالد في منطقة عسير، على أنه لا يقر الخطأ أياً كانت، معرباً عن الأسف لكون نسبة من الأخبار عن"أخطاء الهيئة"، سواء في الإنترنت أو في المجالس أو في الصحف، تنطوي على الكثير من المبالغات. وذكر أنه تحقق من أكثر من قصة مما يسمع ويشاع ويذاع في المجالس ولم يجد لأكثرها أساساً من الصحة. وأضاف:"مع ذلك نحن لا نرضى أن يصمنا أحد بما ليس فينا، أو أن يبث بعض العبارات أو بعض القصص الكاذبة للنيل منا أو من منسوبينا الذين لهم حقوق وعليهم واجبات". وعن اجتهاد بعض منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قد ينتج عنه بعض الأخطاء، قال إن رجال الهيئة بشر كغيرهم من العاملين يصيبون ويخطئون، وهم غير معصومين من الخطأ. ولاحظ أن الأخطاء التي قد تصاحب عمل رجال الهيئة قليلة إذا ما قورنت بالنتائج الإيجابية الكبيرة لجهودهم. واستدرك قائلاً:"هذه الأخطاء مبناها التماس وتحري الصواب، وقلما تحصل عن قصد، وتعد في حكم النادر". وأشار إلى أن الغالب في مثل هذه الأخطاء هو أن منبعها المخالفون أنفسهم،"وقلما يكون المخالف منصفاً ومقراً بخطئه، ونادماً على ما بدر منه، بل قد يعتدي بعضهم على رجال الحسبة ثم يدعي أنه معتدى عليه". وأضاف أن مديري الفروع يقومون بدورهم الإشرافي والمتابعة للأعمال الميدانية، وتوجيه العاملين، ومعالجة الأخطاء التي تحصل في حينها. وأشار إلى أن"الرئاسة العامة"تهتم بتوجيه العاملين الميدانيين وتنمية مهاراتهم. وأوضح أن هناك برامج توجيهية مختلفة لمنسوبي"الهيئة"الميدانيين تقام بين حين وآخر، يحاضر فيها مشايخ وأساتذة جامعات تحت إشراف جهات مختصة في"الرئاسة العامة". وقال إن مسؤولية الاحتساب على المنكرات لا تقع على عاتق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحدها، بل هي مسؤولية الأمة بأكملها. وأضاف:"لو أن كل مسلم اليوم أمر بالمعروف ونهى عن المنكر في حدود طاقته وفي دائرة ولايته وسلطانه، لخفت المنكرات". وأوضح أن الإنكار باليد لمن ولاهم السلطان فقط، وكذلك لمن هم تحت ولاية الأمر بالمعروف كالأبناء والزوجة، وفيما عدا ذلك يكون باللسان، محذراً من مغبة عدم مراعاة اللين وتقدير المصالح وترجيحها في مقابل المفاسد التي قد تترتب على ذلك الإنكار. ودعا الشباب إلى ضرورة التتلمذ على أيدي العلماء الراسخين في العلم، الذين فقهوا عن الله وفقهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واطلعوا على كتب العلماء، وعلى الناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد وتعلموا أصول الفقه وقواعده وقواعد الشرع، محذراً في الوقت ذاته من التلقي من المصادر المجهولة والانقياد وراءها. وعن كيفية التواصل مع الهيئة في تلقي البلاغات، أوضح أن الهيئة تستقبل البلاغات عن المنكرات الظاهرة من خلال الفاكس أو الرسالة، ولا يعمل إلا بما تبين من خلال التحريات التي تقوم بها الفرق الميدانية لمراكز الهيئة، مراعية في ذلك السرية التامة. وأكد أهمية مراعاة المرجعية في البلاغات، كأن يبلغ مركز الهيئة في الحي أولاً ثم هيئة المحافظة ثم فرع المنطقة وثم بعد ذلك الرئاسة، مشيراً إلى انه من غير النظامي أن يتقمص المبلغ شخصية رجل الهيئة أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بلسان أعضاء الهيئة. وذكر أن مرجعية الرئاسة مباشرة لرئيس مجلس الوزراء ونائبه، حاثاً على أهمية طاعة ولاة الأمر، مؤكداً وجوب السمع والطاعة بالمعروف مع الإخلاص. ونوه في نهاية اللقاء بدعم ولاة الأمر لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة"التي تجلت ثمارها بإنشاء المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي يستعد حالياً لإنتاج أول ثمراته من الطلاب، بعضهم من خارج الهيئة وبعضهم من منسوبي الهيئة"، وأوضح أن المعهد يمنح دبلوماً يعادل الماجستير، معبراً عن آماله في تعميم فكرة المعهد لتعم جميع المناطق في المستقبل.