سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتح مؤتمرها الثالث وأعلن عن إنشاء مستشفى في القصيم . الأمير خالد بن سلطان : الخدمات الطبية لمستشفيات القوات المسلحة كانت مقدمة لتطور هذا القطاع في كل أنحاء المملكة
قال مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام لشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان إن الخدمات الطبية للقوات المسلحة في المملكة تحظى باهتمام ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز منذ أكثر من 40 سنة. وأشار في تصريح عقب افتتاحه المؤتمر السنوي الثالث للخدمات الطبية للقوات المسلحة أمس إلى أن التطور الذي حصل في الخدمات الطبية للقوات المسلحة كان مقدمة لتطور الخدمات الصحية في البلاد، واعتبر مستشفى القوات المسلحة في الرياض أكبر برهان على ذلك. وعن مدى رضاه عن نتائج توصيات المؤتمرين السابقين ومدى تنفيذها وانعكاسها على الوضع الصحي، قال إن نجاح هذين المؤتمرين دفعه إلى الدخول في عمق المؤتمر الثالث ومحاولة المشاركة في تسهيل أو تخطي العقبات الموجودة، مشيراً إلى أن"الجهد نابع من المشاركين الذين يسعون جميعاً لإنجاح المؤتمر". وأكد أن الخدمات الطبية التي تقدمها مستشفيات القوات المسلحة لا تقتصر على منسوبيها، بل تشمل المواطنين، موضحاً أن الأولوية هي دائماً للعسكري وعائلته، ومن ثم إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة ما يحتاجونه من خدمات ليست موجودة في مستشفيات أخرى، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة. وعن عدم إقحام الكوادر الطبية في العمل الإداري، قال:"إن هذا هو الاتجاه دائماً". وعن مشكلة ازدحام المراجعين في المستشفيات العسكرية، أوضح أن كل المؤتمرات سعت لحل تلك المشكلة عبر الاستخدام الأفضل للأسرة، ولكن أهل المصاب بمرض مزمن لهم دور أيضاً بعد علاجه. وفي ما يتصل بالتوسع في المستشفيات العسكرية قال :"كل سنة هناك نية، والسنة الحالية هناك خطة لتوسعة بعض المستشفيات، وإنشاء مستشفى في منطقة القصيم". وعن تطور قوات درع الجزيرة قال:"إن هناك خطة واضحة، وكانت وجهة نظر القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي شرفت بحمل رسائلها لجميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي تكمن في أهمية زيادة الفعالية والقدرة القتالية لقوات درع الجزيرة، وهذا من خلال تخصيص قوات موجودة في البلد نفسه، وتأتي للتمرين سنوياً، ويكون التمرين مرة أو مرتين، وقيادتها تكون موجودة في مدينة الرياض لتقوم بالتدريبات اليومية، وفي الوقت نفسه الإشراف المباشر على تلك القوات المخصصة لكل دولة". وأضاف أن كل دولة ستعطي ما لديها على أساس أن الأولوية لأمنها الداخلي. وأكد أنه لن يكون هناك تفكيك لتلك القوة، موضحاً أن الاقتراح الذي أقره المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي هو تطويرها وزيادة فعاليتها. وكان المؤتمر الذي يستمر يومين افتتح في قاعة الملك فيصل في فندق الانتركونتيننتال في الرياض، تحت عنوان"جودة الوقاية ...العلاج والتدريب"، واستقبل الأمير خالد بن سلطان لدى وصوله إلى مقر المؤتمر رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن صالح بن علي المحيا، ومدير عام الخدمات الطبية في القوات المسلحة رئيس المؤتمر اللواء طبيب كتاب بن عيد العتيبي، وقادة الخدمات الطبية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقادة ومديري الخدمات الطبية للقوات المسلحة في كل من الأردن ومصر وتونس. وبدأت مراسم الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس المؤتمر كلمة أوضح فيها أنه يتضمن محورين، الأول يشمل مواضيع وجَه بها الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز لدراستها وتقديمها في حفلة الافتتاح وهي: تنفيذ الملف الالكتروني، وتكدس المصابين بمرض مزمن، واستخدام الأسرة في المستشفيات الاستخدام الأمثل. بينما يشمل المحور الثاني مواضيع الطب الإسلامي، والطب التكميلي، ومواضيع إدارية، وأخرى متنوعة، وتجارب الخدمات الطبية للقوات المسلحة في المجال الطبي. بعد ذلك، شاهد الحضور عرضاً عن مشكلة تكدس المرضى المنومين والملف الالكتروني واستخدام الأسرة في المستشفيات الاستخدام الأمثل، وهو عبارة عن مشكلات تواجه الخدمات الطبية وتمت دراستها والتوصل إلى حلول لها. عقب ذلك، ألقى الأمير خالد كلمة تناول فيها ثلاث صفات لمهنة الطب، وهي الطب الإسلامي والطب البديل أو التكميلي، والطب المبني على البراهين. وأوضح أنه في ما يخص الطب الإسلامي فإن القرآن الكريم أولى الصحة والسقم اهتماماً خاصاً، وكذلك حفلت السنة النبوية بالأحاديث التي تأمر بالتزام السلوك الصحي السليم. وبخصوص الصفة الثانية وهي الطب البديل أو التكميلي أشار الأمير خالد إلى أن التوجه نحو الطب البديل المستند إلى أسس علمية أمر طيب ومهم شريطة أن تقتصر ممارسته على المؤهلين له علمياً والمرخص لهم بمزاولته رسمياً، لضمان عدم إساءة استخدامه من المدعين الذين لا يعرفون أصول الطب ويستغلون جهل الناس فيلجأون إلى أساليب وعلاجات لا تستند إلى قواعد علمية، فضلاً عن المخالفات الشرعية التي تصاحب تلك الممارسات. وقال:"كما تعلمون فإن الطب التكميلي يشمل أنواعاً عدة من العلوم والعلاجات التي تستهدف الحفاظ على الصحة بالوسائل الطبيعية ومن دون علاجات كيماوية، ويخطئ من يظن أن هذه العلاجات تلغي الطب التقليدي المعتمد على العقاقير الطبية أو الجراحة، فللطب التكميلي فلسفته العلاجية الخاصة والمخالفة لفلسفة الطب العادي، ولكنه يبقى مرادفاً ومكملاً له". ودعا الباحثين في هذا المحور إلى تحديد أهدافه تحديداً دقيقاً، وإعداد الاستراتيجيات اللازمة له مع الاستخدام الرشيد للعلاج من الممارسين وطالبي العلاج، مؤكداً في الوقت نفسه أن تهافت المرضى على الطب البديل لا يبرر التسرع في توفير تلك الخدمة، وأن إجراء الدراسات الكافية للعلاجات لتحقيق فوائدها وخلو استخدامها من أي ضرر أو خطر هو ضرورة ملحة. وأضاف:"لا ينبغي أن يستبدل الطب التقليدي بالطب التكميلي أو البديل استبدالاً يؤدي إلى تأخر العلاج التقليدي المؤكدة فاعليته، فضلاً عن وضع الضوابط للعلم نفسه ونوع الأمراض والمرضى الذين يمكن تطبيقه عليهم مع تقويم المؤهلين لممارسته والمنشآت الصحية القادرة على ذلك بالأسلوب نفسه للطب التقليدي". ورأى الأمير خالد بن سلطان ضرورة النظر بشكل جدي في كلفة الفائدة من الطب البديل وقياس نفقته بكفاءة أنواعه وأنماط العلاج المرتبطة به تماماً كما هو الحال في الطب التقليدي. وعن الطب المبني عن البراهين أكد أنها مبادرة جيدة من منظمي المؤتمر، مشيراً إلى أن الاهتمام به على أشده في الهيئات الصحية الغربية. وذكر أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أولت هذا الجانب اهتماماً ملحوظاً قبل أكثر من ست أو سبع سنوات، وأصدرت في شأنه توصيات عدة، ولم تقتصر تلك الجهود على النواحي الطبية فحسب، بل تعدتها إلى الممارسات التمريضية المبنية على البراهين. وأوصى بالاستفادة من تطبيق مفهوم الطب المبني على البراهين في المجالين الوقائي والعلاجي وليشمل كذلك الرعاية الصحية المبنية على البراهين، وبالاهتمام بالعلاقة بين هذا النوع من الطب والتطور في تقنية الطب الحديث وبينه وبين الجودة النوعية ليكون الهدف الأساسي هو رفع الكفاءة والفاعلية اعتماداً على جمع وتحليل أفضل الأدلة الملائمة لحالة المريض وليس تقليل النفقات. وعقب إلقائه كلمته تسلم الأمير خالد هدية تذكارية من رئيس المؤتمر، وافتتح المعرض المصاحب للمؤتمر واطلع على ما يحتويه من أحدث التقنيات في مجال الخدمات الطبية. وحضر الحفلة نائب رئيس هيئة الأركان الفريق ركن سلطان بن عادي المطيري والمدير العام للمؤسسة العامة للصناعات الحربية والمدير العام للإدارة العامة للمساحة العسكرية وقادة أفرع قادة القوات المسلحة البرية والجوية البحرية والدفاع الجوي. ... والعتيبي يؤكد الأصل الإسلامي للعلاج بالموسيقى قدم المدير العام للادارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي ورقة عمل عن"الطب الاسلامي"، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الثالث للخدمات الطبية للقوات المسلحة. وذكر اللواء العتيبي في ورقته أن"الطب الاسلامي"اهتم بتدريس الطب وتحديد مكان المستشفى والوقف الذي يساعد المستشفى على الاستمرار وصرف الاعانات بما فيها النقدية للمرضى المحتاجين، والعلاج بالموسيقى، والعلاج بالايحاء ومراقبة الجودة. وأوضح أن الطب المبني على البراهين لم يعرف الا في العصر الحاضر على رغم أن اسلافنا مارسوه وسموه"مجلس المشاورة"، موضحاً أنه يقوم على مشاركة عدد من الأطباء من تخصصات مختلفة في مناقشة حالة المريض، ومن ثم تشخيص المرض وعلاجه، وإن اختلفوا رجعوا إلى أهل الحسبة. ومن جانبه، ألقى مدير إدارة طب الأسرة والمجتمع في مستشفى القوات المسلحة في الرياض الدكتور ابراهيم بن محمد الخليفة محاضرة بعنوان"تكدس المرضى المزمنين". ورأى أن هذه المشكلة تحتاج الى دراسة مستفيضة ونظرة متعمقة لايجاد الحلول الوافية، مشيراً إلى أن أحد هذه الحلول هو إنشاء دور مرضى لطويلي الاقامة، على أن تكون منشأة بحسب المواصفات العلمية العالمية العالية. وأوضح أنه يجب أن تكون داخل المجتمع، ويتناسب حجمها مع عدد المرضى المحتاجين. وأشار إلى أنه يمكن كذلك التوسع في خدمة الرعاية الصحية المنزلية، بحيث يلقى المريض عناية تمريضية على مدار 24 ساعة في منزله، على أن تتم مساندة ذوي المريض مادياً بحسب حالته. وأكد ان ذلك ينعكس ايجاباً على المريض ويرسخ مفاهيم الاسلام في البر بالوالدين واعانة ذوي المريض على الاحسان إليه. وقدم مدير برنامج مستشفيات القوات المسلحة في الهدا والطائف، العميد الطبيب سعيد بن محمد الاسمري ورقة عمل عن الملف الطبي الالكتروني، مؤكداً أهمية تهيئة القطاع الصحي لتطبيقه في المنشآت الصحية كجزء أساسي. وأشار الى أن التجارب العالمية توضح الفوائد الجمة لتطبيق هذا النظام بما يتميز به من سرعة ودقة ووضوح وسلامة وسهولة في الاسترجاع والتخزين والنقل والالمام بكل الخطوات الطبية لحياة المرضى. وذكر العميد الاسمري مواصفات عدة يجب توافرها في الملف الطبي الالكتروني، كما تتطرق الى المعايير الخاصة بتطبيقه في المستشفيات العسكرية.