نجا نحو 36 سعودياً وعشرات المصريين من حادثة غرق العبارة المصرية، فيما تم التأكد من طفو"مئات الجثث"في ثلاثة مواقع قريبة من الحادثة، تجري عمليات انتشالها وسط ظروف جوية غير مواتية في البحر الأحمر. ومع مرور الساعات يتضاءل حجم التقديرات بوجود ناجين أكثر من عدد الغرقى، ما يقود إلى الاعتقاد بأن الحصيلة النهائية للحادثة ستكشف عن ضحايا تتجاوز نسبتهم الثلثين، من أصل أكثر من 1400 راكب في"رحلة الموت". وهو الأمر الذي سيسجله التاريخ على أنه أسوأ كارثة إنسانية تشهدها مياه البحر الأحمر، في محيطها السعودي ? المصري. وقال قائد حرس الحدود السعودي الفريق طلال عنقاوي إن القيادة السعودية أمرت بتسخير الإمكانات كافة لمساعدة الجهود المصرية في عمليات الإنقاذ. ويتابع الفريق عنقاوي ومئات من ضباطه وجنوده عمليات تنفيذ تلك المساعدة بالوجه المطلوب، منذ أكثر من 24 ساعة متواصلة. وحصلت"الحياة"على قائمة تضم أسماء الناجين، كان بينهم طارق محمد النقادي الذي وصل إلى ميناء سفاجة المصري على متن السفينة"غرين لاند"، فيما تم إنقاذ ابنته آلاء على متن السفينة"سجم شرم الشيخ". في حين نقلت ناجية سعودية إلى ميناء العقبة الأردني، إذ جرفتها الرياح إلى سفينة كانت تمر بالقرب من الموقع في طريقها إلى المرفأ الأردني. ويقول الناجي السعودي فهد بن صالح المرشد، الذي كان وزميله محمد زايد الدوسري و20 ناجياً مصرياً آخرين أول من وصل إلى ميناء ضبا:"لم أر أي حريق اندلع على ظهر العبارة". وأضاف حيث إلى الصحافيين عقب وصوله إلى ضبا:"الحمدلله الذي نجاني من موت محقق. لم أشعر بإنني سأنجو". وأنقذت طائرات الجو السعودية والسفن البحرية ما يزيد على ال 30 حالة في الساعات الأولى، فيما نشر السعوديون آلياتهم ورجال الإنقاذ المدربين، إضافة إلى سفن حربية وأربع مروحيات وطائرة سي 4، للمساعدة في الوصول إلى أكبر عدد من الناجين من كارثة الغرق. وعلمت"الحياة"أن طائرة سي 4 رصدت ثلاثة مواقع متفرقة وُجدت بها"جثث هائلة"العدد تطفو على سطح البحر الأحمر. بحسب ما وصف البلاغ. في حين أكد قائد حرس الحدود في منطقة مكةالمكرمة اللواء عبدالحميد بن حمدان المورعي، أن الأولوية في مثل هذه الحوادث هي لإنقاذ الناجين من الغرق:"لكن هذه الأولوية تتخذ، إضافة إلى التحرك السريع لانتشال الجثث فور اكتشاف موقع وجودها". ويتابع قادة حرس الحدود السعودي عمليات الإغاثة والإنقاذ من خلال مركز"البحث والإنقاذ"في جدة، وتم إرسال فرقة إنقاذ رئيسة من جدة إلى مرفأ ضبا البحري على بعد أكثر من 400 ميل بحري. وأسهمت القوات الجوية السعودية والقوات البحرية والدفاع المدني في عمليات الإنقاذ، وحملت مروحيات القوات الجوية حالات عدة بين ناجين وجثامين. فيما جندت طائرة السي 4 لمهمات رصد مواقع الناجين والإبلاغ عنهم، إضافة إلى الإبلاغ عن موقع وجود جثث طافية. وأكد اللواء المورعي في حديث إلى"الحياة"من مركز البحث والإنقاذ، أن موقع غرق عبارة"السلام 98"كان على بعد 65 ميلاً بحرياً من الشواطئ السعودية. بدوره يقول قائد مركز البحث والإنقاذ في جدة المقدم بحري ركن علي بن داهش الغامدي، إن المعلومات ترد لهم من القطع الجوية والبحرية التي تسهم في عملية الإنقاذ، إلى جانب ما يرسله المصريون من معلومات عن التطورات لديهم. وأشار إلى أن المركز يعمل على مدى الساعة، متمنياً وجود أكبر عدد من الناجين. وتحدث إلى"الحياة"عن مواقع انتشار القطع المشاركة في عمليات الإنقاذ بالقول:"المهمة كبيرة ونشر لها عدد واف من القطع الجوية والبحرية، ونحن في انتظار مزيد من الناجين". السفير السعودي توجه إلى ميناء سفاجا . مبارك يشكر السعودية ويعزي الضحايا أعرب الرئيس المصري محمد حسنى مبارك أمس عن بالغ شكره تقديره العميق للمملكة العربية السعودية، وللدول كافة التي سارعت للمساعدة في جهود البحث والإنقاذ، لانتشال الضحايا والناجين في حادثة غرق العبارة المصرية. وقالت وكالة الأنباء السعودية من القاهرة، إن الرئيس مبارك قدم اخلص تعازيه ومواساته لأسر ضحايا حادثة العبارة، في بيان رسمي صدر أمس، كما تفقد جهود البحث والإنقاذ والإغاثة في مدينة الغردقة، ووجّه باستمرارها وإحاطة الناجين بأقصى قدر من الرعاية، وبصرف إعانات عاجلة لهم ولعائلات الضحايا. بدوره، توجّه سفير خادم الحرمين الشريفين في مصر هشام محيي الدين ناظر إلى ميناء سفاجا، يرافقه عدد وصف بالكبير من الديبلوماسيين وأعضاء السفارة السعودية، ل"دعم فريق الطوارئ الموجود في موقع الحادثة منذ فجر الخميس، لمتابعة عمليات إنقاذ الناجين". ويعكف فريق عمل حالياً على متابعة أسماء الناجين والمتوفين من الرعايا السعوديين، والتحقق من شخصياتهم، وتقديم جميع أشكال العون والمساعدة لذويهم، وزيارة المستشفيات التي استضافت الناجين منهم، والاتصال بالسلطات والأجهزة المصرية لمتابعة آخر التطورات لحظة بلحظة، كما أن القوات البحرية السعودية تواصل جهود الإنقاذ والبحث عن الناجين والمفقودين، بأطقم إنقاذ إضافية معاونة للبحرية المصرية. وتم تخصيص رقم هاتف في القاهرة هو: 7490775، للرد على استفسارات الرعايا السعوديين بشأن ذويهم المسافرين على متن العبارة الغارقة.