في اعتقادي، ان اية زوجة لا تسمح لزوجها بأن يعدد لا تترك الطبيعة تسير في مسارها كما أراد لها الله، بإباحة التعدد لإشباع الغريزة الجنسية، إذ ان معظم المخلوقات تميل إلى ذلك غريزياً، وذلك للتكاثر وإعمار الأرض، وتحقيق كثير من المنافع التي تعود بالفائدة على المجتمع، بل وعلى جميع الزوجات. ومثل هذه الزوجة تقف في وجه إرادة الله، ما لم تعلم علم اليقين أن نية زوجها بزواجه من أخرى هو للإضرار بها عمداً. كلنا نعلم إن معظم الشباب في الغرب باتوا يهمشون فكرة الزواج التقليدي، لأن احد التزامات مثل هذا الزواج هي التزام الرجل بممارسة الجنس مع امرأة واحدة، لذلك ساد في الغرب هروب الرجال من الزواج التقليدي، وتفضيل إقامة علاقات متعددة مع أكثر من امرأة في وقت واحد من دون زواج. وحتى الذين أقدموا على الزواج التقليدي ابتدعوا تقليعات وبدع للتحايل على قوانين وتقاليد الزواج المتعارف عليها. وهذه الممارسات التي تمارس في كثير من المجتمعات الغربية ما هي إلا دليل قاطع على ما ذهبت إليه في أن معظم الرجال لا تكفيهم امرأة واحدة، وليس أدل على ذلك من قول الله تعالى: ... وإن خفتم إلا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعدلوا... إلى آخر الآية ... وفسر السعدي في كتاب"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"الأية فقال:"أي من أحب أن يأخذ اثنين فليفعل، أو ثلاثاً، فليفعل، أو أربعاً فليفعل، ولا يزيد عليها، لأن الآية سيقت لبيان الامتنان، فلا يجوز الزيادة على غير ما سمى الله تعالى إجماعاً. وذلك لأن الرجل قد لا تندفع شهوته بالواحدة، فأبيح له واحدة بعد واحدة، حتى تبلغ أربعاً، لأن في الأربع غنية لكل أحد، إلا ما ندر. ومع هذا، فإنما يباح له ذلك إذا أمن على نفسه الجور والظلم، ووثق بالقيام بحقوقهن. فإن خاف شيئاً من هذا، فليقتصر على واحدة، أو على ملك يمينه، فإنه لا يجب عليه القسم في ملك اليمين: ذلك أي: الاقتصار على واحدة، أو ما ملكت يمينه أدنى ألا تعولوا أي: تظلموا". فهلا تعقلت نساؤنا المسلمات وغير المسلمات في أن يفكرن بطريقة أكثر عقلانية ويسمحن لأزواجهن، بل يشجعونهم للسعي للزواج من أخريات بحسب الاستطاعة، لما فيه من درء لموبقات كثيرة وجلباً لمنافع لا تعد ولا تحصى، وتماشياً مع حكمة الخالق حينما أباح التعدد، وان يتركن الطبيعة تسير مسارها الطبيعي في ما يتعلق بهذا الجانب، ولكن وفقاً لشرع الله والقوانين التي تضبط ذلك، وعدم الإخلال بسنة من سنن الكون أو الطبيعة من ان"الأصل هو التعدد"حتى لا يختل التوازن الذي حتماً سيهدد بكوارث أخلاقية واجتماعية، أخفها وطأة تفشي الإيدز بواسطة أزواجهن، إذ لا تعلم المسكينة بذلك إلا بالصدفة، وربما بعد سنوات عدة. وكلنا نعلم المشكلات الاجتماعية التي تنجم عن وجود عدد كبير من النساء الراغبات في الزواج بشدة، ولكنهن لا يوفقن، وذلك في كثير من الأحيان ليس بسبب نقص الرجال، ولكن بسبب اعتبارات اجتماعية أخرى لا داعي لها في تقديري. حيدر بابكر - مقيم في الرياض