استنكر مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ما قام به المجرمون من سعي لمحاولة تدمير اقتصاد البلاد من خلال العملية التخريبية في بقيق الجمعة الماضي، وأكد أنها تسفر عن وجه العداوة والكراهة، وتبين أن تستر هؤلاء بالدين ما هو إلا شعارات زائفة يروّج لها أعداء الله ورسوله الذين يريدون الشرّ والفساد ببلاد المسلمين. وقال في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية أمس:"إخواني لقد آلمتنا جميعاً الحادثة التخريبية الإجرامية التي وقعت في بقيق ظهيرة الجمعة الماضي". وأضاف:"أشيد بجهود رجال الأمن الذين أحسنوا التصرف مع هؤلاء المجرمين وأفسدوا تدبيرهم وكانوا - بتوفيق الله عز وجل - سبباً في إبطال كيدهم، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، ورفع درجاتهم، كما أسأله - سبحانه - أن يتقبل مَن قتل منهم في هذه العملية التخريبية في عداد الشهداء، ويجري عليه أجر الشهيد، ويخلفه في أهله وعياله ومحبيه، وأن يشفي مرضاهم ويجعل ما أصابهم سبباً في تكفير ذنوبهم، ورفعة درجاتهم، إنه سميع مجيب". وأشار إلى أن ما أصدره مجلس هيئة كبار العلماء في السعودية وأصدره عدد من العلماء الأجلاء والمجامع الفقهية والهيئات الشرعية داخل البلاد وخارجها يؤكد استنكار أعمال هذه الفئة الضالة وبيان أن أعمالهم مخالفة لشرع الله وأنهم مرتكبون أنواعاً من كبائر الذنوب، مؤكداً ما سبق بيانه من تحريم أفعالهم وتحريم تبريرها أو الدفاع عنهم أو إيوائهم أو التعاون معهم بأي شكل من الأشكال، لأن في هذا إعانة لهم على باطلهم وإقراراً لهم على ما يرتكبونه من شنائع الأمور وعظائم الآثام، والله تعالى يقول:"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لعن الله من آوى محدثاً". وقال:"بان لعموم المسلمين من خلال هذا الحدث الأليم كيف أن الشيطان أغوى هؤلاء واستدرجهم وألبس أفعالهم لباساً شرعياً في أنظارهم القاصرة وعقولهم المنحرفة إلى أن أوقعهم في ما لا تحمد عقباه". ولفت إلى أن هؤلاء"بدأوا أعمالهم بحجة قتل الكفار وإبعادهم من جزيرة العرب، ثم تدرج بهم الأمر إلى قتل رجال الأمن بحجة أنهم يدافعون عنهم، ثم غلوا إلى أن كفروا جميع من خالفهم وجعلوهم غرضاً وهدفاً لأسلحتهم، وزادت بهم الحال سوءاً، وازدادوا للشيطان انقياداً حتى استباحوا أموال المسلمين الخاصة والعامة إلى أن وصلوا إلى هذا الأمر الشنيع، وهم في ذلك كله لم يراعوا حرمة الدماء المسلمة أو المعصومة، ولا حرمة المكان حتى وصل فسادهم إلى مكة - شرفها الله - ومدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا حرمة الزمان فأفسدوا في الأشهر الحرم، وأفسدوا في شهر رمضان، ولا حرمة العهد، ولا حرمة الأموال الخاصة والعامة". وأشار إلى أن هؤلاء المجرمين سعوا في تدمير اقتصاد هذه البلاد المسلمة، والإضرار بعموم المسلمين، غير مبالين بما تمثله قوة اقتصاد هذه البلاد المباركة من أثر بالغ في حياة المسلمين. وأضاف:"فبأي حجة بل بأي مبرر سوّغ هؤلاء الأشرار لأنفسهم محاولة الاعتداء عليه والسعي في تدميره؟ إنما هو تزيين الشيطان لأهل الغواية، فهم كما قال الله تعالى:"أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنا"ويقول تعالى:"وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين"، ومثل هذه العملية التخريبية تسفر عن وجه العداوة والكراهة، وتبين للناس أن تستر أولئك بالدين ما هو إلا شعارات زائفة يروّج لها أعداء الله ورسوله الذين يريدون الشر والفساد ببلاد المسلمين حتى يمكنوا أعداءنا منها ويفتحوا على بلادنا ثغراً يلج منه العدو، والله - عز وجل - غالب على أمره وسيرد كيدهم في نحورهم، وهذه الأعمال إنما هي مشاقة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وخروج عن سبيل المؤمنين الذين أجمعوا على إنكار هذه الأفعال والله تعالى يقول:"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً". ولفت إلى أن في هذا الحدث عبرة لمن كان له قلب سليم يعي ما يدور حوله ويفقه كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو مقنع لمن أراد الله هدايته بأن يصحو من غفلته ويتوب من سلوك هذا الطريق المشين، وفيه أيضا تنبيه لمن كان مغتراً بحالهم أو متأثراً بفكرهم الضال حتى يعود إلى رشده ويتوب إلى ربه - عز وجل - .