تذوق جميع النهضاويين طعم الفرح والانتصار بصعود فريقهم الاول لكرة القدم إلى مصاف دوري اندية الدرجة الاولى، بعد اكثر من ثماني سنوات قضوها في دهاليز دوري اندية الدرجة الثانية، عاشوها وسط مرارة الالم وحسرة غياب الفرح، ما جعل جماهير"مارد الدمام"كما يحلو لمحبيه تسميته تبتعد منه، بعد ان كانوا يشكلون واحدة من اكبر القواعد الجماهيرية في المنطقة الشرقية. سقوط النهضة من الممتاز، الذي كان عام 1992، تسبب في اهتزاز الرياضة في الشرقية، ولعل اكبر المستفيدين من عودة الفريق للاولى هو جارهم وخصمهم التقليدي السابق فريق الاتفاق، الذي يمني النفس بعودة المارد للممتاز ليعيد معه امسيات"الدربي"التي كانت تحول شوارع الدمام الى ساحات للتحدي والمشاحنات، ما ينعكس ايجابياً على الوضع العام في المنطقة. مشوار الفريق جاء مشوار الفريق صعباً للغاية، فبعد التشكيل الاداري، الذي تم برئاسة مبارك الدوسري رئيساً وعصام المعيبد نائباً للرئيس وبمباركة العضو الداعم ورئيس هيئة اعضاء الشرف فيصل الشهيل، تم الاتفاق على وضع دراسة ايقاف مسلسل الحزن النهضاوي، وتم التعاقد مع جهاز فني تونسي بقيادة الناصري وبدعم من الشهيل، الذي قدم قرابة المليون ريال للفريق وهو مبلغ يعد كبيراً على اندية الدرجة الثانية، وتم تجهيز الفريق بالكامل، واستقطاب عدد من النجوم بعد ان كان النادي احد ابرز مراكز تفريخ اللاعبين. ولم يخيب الفريق ظن الجميع في الدور الاول، اذ لعب 9 لقاءات حقق فيها 6 انتصارات وتعادلين وخسارة واحدة، واعتقد الجميع ان الفريق يسير الى ما كان مخطط له، ولكن في الدور الثاني عصفت بالفريق الظروف، وحقق 9 نقاط في سبع مباريات، قبل ان تتدخل الادارة لانقاذ الموقف، وتداركوا الموقف قبل لقاء منافسهم على بطاقة الصعود فريق الحمادة الذي كان كسبه في لقاء الدور الاول في الغاط، ليضع النهضاويون كل آمالهم على هذا اللقاء، ولم تخيب تلك الجماهير التي وصل حضورها إلى أكثر من 18 ألف متفرج قادتهم رابطتا الخليج والاتفاق، اضافة إلى رابطة النهضة، ولم يؤثر تأخر الفريق بهدف في نفسيات هذه الجماهير حتى حولت الخسارة إلى فوز، حّول ساحة الملعب الخضراء إلى مسرح لعزف آلة الهبان والمزمار ورقصة الهولو واليامال، في تظاهرة أكدت لدى الجميع بأنهم متعطشون لمثل هذه المناسبات. النهضاويون في الممتاز كان للنهضاويين شرف الصعود للدوري الممتاز للمرة الأولى في عام 1977 بعد أن كان الفريق يعج بالنجوم التي كان من أبرزها عيسى حمدان ومحمد الزوري وجاسم عنبر وأحمد داود، ثم بعد ذلك خالدين وناصر المنصور وبليه والمحيني، واستمر الوجود النهضاوي في الممتاز حتى عام 1992، قبل أن يهبط للأولى ثم عادوا أدراجهم للممتاز بعدها بسنة، وهبط الفريق بعدها للأولى ثم استمر 3 سنوات قبل أن يهبط للثانية. الإنجاز في عيونهم أكد رئيس النهضة مبارك الدوسري أن تأهل فريقه لم يأت من فراغ، بل جاء بعد مجهود كبير بذله اللاعبون والجهازان الفني والإداري والجماهير النهضاوية، التي وقفت مع الفريق في أصعب المواقف"قدمنا كل ما لدينا، وها نحن الآن نجني ثمار ذلك العناء، وعدت الجماهير النهضاوية في بداية الدوري بأن الصعود سيكون حليفنا، وها هم أبناء المارد يوفون بالوعد ويؤكدوا أن النهضة عادت". وحول المستقبل الذي ينتظره الفريق بعد صعوده قال:"مجلس الإدارة الحالي عزم على وضع برنامج إعداد يليق بفريق كبير أصابته بعض الظروف، وان دعم رئيس أعضاء الشرف فيصل الشهيل وبقية رجالات النهضة سيكون الوسيلة لذلك الإعداد السليم، الذي يكفل المنافسة خلال الموسم المقبل للصعود إلى الدوري الممتاز، كما هو طموح كل النهضاويين". من جانبه، أبدى صاحب هدفي التأهل باسم السليم سعادته الغامرة بالتأهل إلى مصاف أندية الدرجة الأولى والذي وصفه بأجمل حدث في حياته الرياضية"قدم اللاعبون ما لديهم خلال المباريات الماضية، التي توجناها بالصعود، كان الموقف محرجاً لنا لو لم نحقق الفوز في ظل الحضور الجماهيري الكبير في اللقاء وساندنا وكان لابد من إسعادهم". وتحدث مدرب الفريق الناصري قائلاً:"عندما قبلت مهمة الإشراف على هذا الفريق كنت عاهدت نفسي على تحقيق عمل يضاف إلى سجلي في هذا النادي الذي يعد من أعرق الأندية السعودية وأقدمها، على رغم ما عاناه في السنوات الماضية من آلام الابتعاد عن مكانه الحقيقي في الدوري الممتاز، وهو الذي يعد من خيرة الأندية في فترة السبعينات والثمانينات، وأنا أعتبر هذا الفريق هو خطوتي الأولى إلى الشهرة، التي أجزم بأنها أصبحت قريبة بهذا الإنجاز".