فاجأ المحترف الاتحادي الجديد المغربي جواد الزايري النقاد والرياضيين كافة، بمستواه الفني الهابط وأدائه الكروي الباهت، الذي ظهر به خلال مشاركاته مع فريقه الجديد"الاتحاد"، ولم يقدم اللاعب ما يوازي الهالة الإعلامية الكبيرة والضجة الواسعة التي صاحبت توقيعه على عقد انضمامه إلى الاتحاد السعودي، قادماً من فريق سوشو الفرنسي، وكن متواضعاً جداً وشكل عبئاً ثقيلاً على أداء فريقه، ما حدا بالمدير الفني الروماني أنجيل يوردانيسكو إلى استبداله أكثر من مرة، أثناء النزالات الكروية التي شارك فيها، حتى وصلت به الحال إلى وضعه بجواره على دكة البدلاء في إشارة واضحة تماماً عن عدم رضاه تجاه المردود الأدائي السلبي الذي قدمه، والزائري الذي أثار توقيعه على عقد الاتحاد قضية كبيرة شغلت الأوساط الرياضية ليس السعودي فحسب، وإنما في الأوساط المغربية والعربية والفرنسية، التي تابعت باهتمام انضمامه إلى كتيبة"العميد"في وقت كانت فيه كل المؤشرات والدلائل والأنباء تؤكد ارتداءه لشعار"الزعيم"بعد موافقته التي أعلنها لمسيري النادي الذين بدأوا بالمفاوضات معه قبل غيرهم، ومع أن اللاعب غير وجهته واختار الاتحاد ولم يعتذر إلى الهلاليين عن عدم انضمامه لفريقهم سوى في اللحظات الأخيرة من فترة تسجيل المحترف الثالث، إلا انه فجر مشكلة كبيرة وشائكة بين الناديين السعوديين الشهيرين، تطورت إلى تبادل الاتهامات والتجريحات عبر بيانات رسمية، كانت تصدر من الناديين، وأصبحت قضية الزائري هي الشغل الشاغل للأوساط الرياضية التي تفاعلت مع الحدث، وأخذت تتابع كل صغيرة وكبيرة وفي تصورها أن اللاعب الجديد سيعيد ذكريات أبرز اللاعبين العالميين الذين لعبوا مع الأندية السعودية، وفي مقدمهم البرازيلي ريفالينو الذي شارك مع الهلال في زمن الاحتراف الأول وذهبت فئة أخرى اتحادية تتوقع أن اللاعب لن يكون أقل إمكانات من السيراليوني محمد كالون أو البرازيلي الذي غادر الفريق تشيكو، وذلك عطفاً على السمعة التي يتمتع بها الزائري مع منتخب بلاده أو ناديه الفرنسي. وفور تدخل المسؤولين في القيادة الرياضية حيال المشكلة الهلالية الاتحادية وتوجيهاتهم بإيقاف مثل هذه البيانات الساخنة، هدأت الأوضاع قليلاً وزادها هدوءاً نجاح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد في الحصول على موافقة الاتحاد الدولي الفيفا من أجل إتاحة فرصة تسجيل ثالثة للمحترفين الأجانب، وباتت الجماهير تتطلع إلى رؤية المغربي جواد الزايري مع فريقه الجديد، خصوصاً بعدما غيبته الإصابة عن مشاركة منتخب بلاده في البطولة الأفريقية، ومع قدوم اللاعب بدأ مع فريقه الاتحاد، وشارك في لقاء الحزم في الرس، ولم يقدم الأداء المقنع، وكان العذر في وصوله متأخراً، ثم لعب أمام الهلال، وكان نقطة ضعف واضحة في صفوف فريقه، وأخرجه المدرب يوردانيسكو أكثر من مرة، حتى وصل إلى قناعة تامة بعدم جدوى مشاركته أساسياً، واحتفظ به على دكة البدلاء، وشارك بديلاً في آخر لقاء أمام الطائي في حائل، بيد انه لم يقدم جديداً، وواصل رسم علامات الاستفهام حيال مستواه الفني. الزايري حالياً ربما يحتاج إلى وقت أطول قبل الحكم نهائياً على فشل تجربته الاحترافية الجديدة في الملاعب السعودية، مع أن الجماهير الاتحادية بدأت تفقد ثقتها في اللاعب، وعلى النقيض تماماً رددت جماهير الهلال عبارة"رب ضارة نافعة"وهي تشاهد أداء اللاعب، بعدما كانت تطالب بالتعاقد معه، في انتظار ما سيقدمه الزائري من مستوى فني في الاستحقاقات المقبلة، تشفع له في الاستمرار، وإلا فإن الرحيل والمغادرة تعجل بإنهاء تجربته الاحترافية مع فريق الاتحاد.