قضية توارد الافكار في الشعر هي من القضايا القديمة الساخنة والتي لم تبرد يوما منذ ان عرف العرب الشعر وحتى يومنا الحاضر، و المتهمون بقضايا ( السرقة الشعرية) أو بشراء الشعر هم اكثر من يتعكزون على هذه القضية على الرغم من ان ثمة فارقاً كبيراً في النقد الادبي ما بين التوارد والانتحال او ( شراء الشعر) وتجسيدا لهذه الفكرة ما قاله الشاعر عبدالله حمير القحطاني في حق الشاعر منصور الشادي !!. ٭٭ واذا سلمنا بوجود شيء اسمه توارد افكار في الشعر فهل ثمة ما يشابهه في الرياضة، بمعنى هل يمكن لأحد ما ان يفكر في جلب لاعب واذا بآخر بعيد عنه يفكر في ذات اللاعب، خاصة اذا كان هذا اللاعب خارج دائرة اهتمام الجميع كما هو الحال في موضوع اللاعب المغربي جواد الزايري الذي ما ان فكر الهلاليون في التفاوض معه الا وهب الاتحاديون نحو باريس خاطبين ود نايه الفرنسي . ٭٭ في قضية ياسر القحطاني لم يكن هناك ما يبعث على الريبة في دخول الاتحاديين على خط الهلال في المفاوضات فياسر يومها كان اللاعب المحلي الابرز على الساحة، وطبيعي ان تتوارد افكار كل الاندية حوله من الهلال وحتى أرطاوي الرقاص؛ لكن مع الزايري تسقط كل التبريرات فمن هو الزايري الذي لم يغط للبلوي جفن حتى يتعاقد معه وهو الذي لم يتم الاعلان عن اسمه ولا مرة واحدة من قبل الاتحاديين على عكس كل اللاعبين الذين احضرهم والذين لم يحضرهم واكتفى (بالفشخرة) بهم من ريفالدو وحتى ( الهدية) المضروبة التي قدمت للنصراويين البرازيلي ليما . ٭٭ القضية من وجهة نظري بين الهلال والاتحاد ليست في من قدم العقد اولا لنادي سوشو ولا من وقع قبل الاخر ولا في المماطلة التي تحدث عنها الهلاليون من قبل النادي الفرنسي واللاعب ووكيل اعماله وبإيعاز من طرف خارجي تم التلميح على انه البلوي, إنما القضية في دخول البلوي نفسه على خط المفاوضات مع الزايري فور اعلان الهلال الرغبة في التعاقد معه في حين ان الاتحاديين كانوا يتحدثون عن النيجيري اوكوشا سواء كان حديثهم صادقا او مجرد ( فرقعة) اعلامية . ٭٭ هذا الامر يجعلنا نسمي الامور بأسمائها فما فعله البلوي هو ( سرقة احترافية) اسوة ب ( السرقة الشعرية) التي تحدث عنها عبد الله حمير عن ( منصور الشادي) لكن في الأولى كان بين البلوي والامير محمد بن فيصل كلمة شرف بعد (الوفاق الورقي) اما في الاخرى فالاتفاق يكون مبنياً على (كم تسوم) واخواتها في سوق الحراج الشعري . ٭٭ احترافيا يمكن ان يكون ما فعله البلوي لاغبار عليه ؛ لكنه في حسابات التنافس المحلي الذي يسمو على مجرد حسابات ( الربح والخسارة) يمكن له ان يضع رياضتنا على فوهة بركان خاصة وان هذه الحادثة قد كشفت لنا ما صار يعتمل في صدور الجماهير فثمة من يلعن المثالية والبعض صار يرفض المصالحة وآخرون باتوا يدعون برد رادع وقوي، وعلى الطرف الاخر نجد ثمة من يتراقص على جروح الاخرين استعداءا لهم ويبرر لهذه الافعال المشينة ويحرض على المزايدة عليها . ٭٭ وأخشى ما أخشاه ان يتم السكوت عن مثل هذه الحالات التي تكرس لثقافة الكراهية بين الجماهير دون ان يتم التصدي لها حتى تصل الامور الى مرحلة الانفجار, ولنا مثال قريب وهو ما حدث من شغب في مباراة كرة اليد بين الخليج ومضر والتي راح ضحيتها شاب بريء وتبعه آخر أوصله التعصب الرياضي الى حد القتل ولحقه آخرون يقضون الان خلف قضبان السجن، فإذا كان ذلك قد حدث ما بين جماهير (مضر والخليج) فكيف بالامور إن تطورت ما بين جماهير (الهلال والاتحاد) لا شك ان ستجرنا الى الندامة، ولات حين مندم . [email protected]