كانت الانباء الصادرة من نادي الاتحاد تشير الى انتهاء المفاوضات «رسمياً» مع صانع الالعاب النيجيري «جيجي جيجي اوكاشا» لمدة سنة ونصف بخمسة ملايين واربعمائة الف يورو في المقابل وفي نفس اليوم اشارت الاخبار القادمة من الهلال بأن النادي تلقى موافقة نادي «سوشو» الفرنسي على اعارة مهاجمه المغربي الدولي جواد الزايري بسبعمائة الف دولار بنظام الاعارة حتى نهاية الموسم ولكن يوم الخميس الماضي وهو اليوم الاخير في فترة تسجيل اللاعبين المحليين والاجانب والاخيرة انقلبت الامور رأساً على عقب وتوجه الزايري للاتحاد من خلال عقد جديد ولمدة ثلاث سنوات وبمبلغ تجاوز العشرين مليون ريال ومن خلال خطاب موافقة من النادي الفرنسي الذي يمتلك بطاقته الدولية وبخطاب موافقة آخر من اللاعب المعني. مقابل ذلك «يمتلك» الهلال عقد موافقة من النادي الفرنسي وبتاريخ سابق للموافقة الاتحادية. في حين «صنف» الاتحاديون المفاوضات الطويلة مع «اوكاشا» على انها مناورة ليس إلا وان الاخبار والتواريخ والارقام والزمن وكل الامور المتعلقة بهذا الجانب سائرة في نفس الاتجاه. لماذا هذا التحول المفاجئ؟ بما أن الامور كانت تسير في اتجاهين متعاكسين من الناديين فإن خلف هذا التحول المفاجئ من الجانب الاتحادي وسرعة انهاء اجراءات انتقال المهاجم المغربي اسراراً و«سيناريوهات» غاية في الاثارة استطاعت «الرياض» ومن خلال بعض المصادر المقربة من الطرفين وفي سياق بحثها عن المعلومة الصحيحة الوصول اليها و«المدعمة» بحقائق لا تحتمل اكثر من رأي. وما يدعم هذا التوجه هو معرفة الهدف والغاية الاتحادية من التعاقد مع «جواد» مع انه يلعب «مهاجماً» والفريق يضم في صفوفه «لاعبان» اجنبيان في نفس الخط ليصبح بذلك عدد المهاجمين الاجانب في الفريق «ثلاثة» وهو أمر يخالف الاعراف الكروية باعتبار انه لا يوجد منتخب او فريق في العالم يشرك ثلاثة مهاجمين في التشكيلة الرئيسية ولا يحدث هذا الامر في احيان قليلة من بعض المباريات والظروف نتائجية فكيف ان كان «الثلاثة» اجانب أي بمعنى ان الاتحاد لن يستفيد من اللاعبين «دفعة» واحدة وهو امر في غير صالح الفريق. لذا لا يمكن ان يكون الرئيس الاتحادي منصور البلوي يسعى لمضرة فريقه بهذه الطريقة المكشوفة. إذاً فإن السبب «الحقيقي» الذي جعل ادارة منصور البلوي على اتخاذ مثل هذا الاجراء «غير المسؤول» هو رغبته في احداث «قضية» بين الاطراف الثلاثة تنتهي حسب المألوف الى «الغاء» الصفقة على الطرفين المحليين «الهلال والاتحاد» مع فتح المجال امامها لتسجيل لاعب اجنبي آخر حينها يكون بمقدوره التعاقد مع «صانع العاب» دولي عوضاً عن «اوكاشا» الذي اجبر البلوي على الدخول في خط «الهلال الزايري» خصوصاً ان المفاوضات معه كانت على وشك الانتهاء لولا «اعتذار» فريق بولتون الانجليزي في يوم الاربعاء الماضي بطلبه تأجيل «اوكاشا» الى ما بعد الاربعة اشهر وهو ما رفضته الادارة الاتحادية باعتبار ان الفائدة من اللاعب تنتفي في هذه الحالة. العشر ساعات دليل آخر بما أن اعتذار «بولتون» جاء في وقت متأخر جداً ولم يتبق سوى ساعات قليلة على انتهاء فترة التسجيل الاخيرة كان لابد من البحث السريع عن مخرج من هذا المأزق وكان الحل الامثل من وجهة نظر «ادارة البلوي» الدخول على خط الزايري وذلك من خلال اجتماعات واتصالات متواصلة ولمدة عشر ساعات بين القاهرة والدار البيضاء ودبي وباريس اثمرت عن ورقة التعاقد المبدئية من اللاعب والنادي. وهو الامر الذي «يخالف» التصريحات الاتحادية التي أكدت ان المفاوضات سارت منذ وقت مبكر. أساليب غير مقبولة! الأمر الاكيد ان الطريقة التي استخدمتها الادارة الاتحادية كفيلة باثارة الشحناء والتباغض بين الاندية والكفيلة بامتدادها الى اوساط الجماهير وهي طريقة تحمل مضامين غير سوية ولا تليق بمبدأ التنافس الشريف السائد منذ عقود في طبيعة المنافسات السعودية.