تقتضي ضرورة العمل في بعض المنشآت، تقسيم ساعات العمل فيها على ثلاث فترات مناوبة، أو ما يعرف ب"الشفتات". و على رغم تساوي عدد ساعات العمل في الفترات الثلاث، إلا أن الفترة الليلية ترهق المناوبين، ويحاول البعض تجنبها، كونها تحد من أنشطتهم الاجتماعية، إضافة إلى ما تسببه من"قلق أمني"، ومسؤوليات إضافية. ويعتبر فياض حمد موظف ليلي في شركة نفط /23 عاماً، أن توقيت عمله عزله نوعاً ما عن محيطه الاجتماعي، ويقول:"بعد فترة من مناوباتي الليلية، فقدت اهتمامي تدريجاً بما يدور حولي، واضطررت إلى التخلي عن بعض مسؤولياتي تجاه أسرتي، وأصبحت أغادر عملي الذي يستمر 12 ساعة في ساعات الصباح الأولى، وموعد عودتي يلاحق تفكيري". ويشير فياض إلى أن المناوبين ليلاً يتكبدون خسائر مادية إضافية، مقارنة بنظرائهم الذين يعملون نهاراً، كونهم مضطرين إلى استقدام عمالة لتولي بعض مهامهم المنزلية. و على رغم أن فني الأشعة في مستشفى الملك خالد الجامعي نايف العنزي 22 عاماً، نادراً ما يضطر إلى العمل ليلاً، إلا أنه يرى أن حياته انقلبت رأساً على عقب خلال مناوبته الليلية. ويقول:"أشعر ببطء مرور الوقت، وأحياناً تفشل محاولاتي في تسريعه، ويصيبني ذلك بتوتر، يتحول إلى عصبية وسرعة انفعال، ينعكسان على علاقتي مع زملائي وأسرتي". أما بالنسبة إلى العاملين في القطاع الأمني، الذين يسهرون في حراسة الممتلكات العامة والخاصة، فيعتبر دوامهم الليلي هو الأكثر صعوبة، مقارنة ببقية المناوبات الليلية، إذ يعد الخطأ في مجالهم أمراً يكلف الكثير. يقول محمد مدخلي حارس أمن في إحدى الأسواق التجارية /36 عاماً، إن العمل الليلي في حراسة الأسواق هو من أكثر الأعمال إرهاقاً. ويوضح رأيه قائلاً:"في الليل تخلو السوق من الزبائن والمارة، ويشعر حارس الأمن بعدم الأمان". ويضيف:"تزداد حدة هذا الشعور، إذا لم يحظ الحارس بزميل يساعده في الحراسة". ويشكو مدخلي من أن عمله الليلي، يقف عقبة أمام بحثه عن وظيفة أفضل.