إذا لم تكن جريئاً بما يكفي للنظر إلى عين فتاة، فأنت غير مؤهل للدخول إلى عالم"المعاكسات". ليس مهماً ما تلبسه بقدر أهمية الجرأة التي توجه بها عينك. إنها معركة، وإن ظلت خالية من الأسلحة التقليدية ودوي القنابل وأزيز الرصاص، والصوت الوحيد الذي قد تسمعه ينفجر في وجهك"يا عديم التربية"أو"يا ال... وابن ال...". وإذا كان حظك سيئاً ستنزل عليك قبضة رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشطرك إلى نصفين، واحد يتمرغ بين الحشود الساخرة والشامتة، والنصف الآخر يوقع تعهداً بعدم تكرار التعرض للنساء. يقول هاني الخالدي 25 عاماً إنه"على المراهقين أن يتجنبوا التوجه إلى المجمعات التجارية، فهي المكان المفضل للمعاكسات بحكم الوجود الكثيف للعائلات فيها، سواء مع أولياء أمورهن أو من دونهم"، وسبب هذا التحذير غير المبرر أن المراهقين يأتون على رأس قائمة المتهمين بال"معاكسة"، حتى ولو لم يقدموا على أي فعل مخل بالآداب. ويُلاحظ أن أعمار"المعاكسين"تتراوح بين 12 و35 عاماً، وتضم هذه القائمة المتزوجين إلى جانب العزاب، فليس هناك احتكار من قبل فئة من دون أخرى، ولا تقتصر القائمة على الذكور من دون الإناث، فلكل منهم إبداعاته وطرقه، وإن كان من يسقط دائماً في هذا الأمر هم الذكور، والسبب، كما يشير الخالدي، أنه"ليس من عادة الشاب الوقوف في وسط المجمع والصراخ في وجه الفتاة التي تحرشت به، ومن المستبعد أن ينادي أمه لتلقن الفتاة درساً في الأخلاق". ومن لا يستطيع من الشباب التوجه إلى المجمعات التجارية، فليس عليه سوى الدخول إلى عالم"الإنترنت"، سواء إلى المنتديات أو غرف الدردشة، ويقول الخالدي إن"العضوية في أحد المنتديات كفيلة بجلب عدد من الفتيات، فليس على الفرد سوى وضع عنوان بريده الإلكتروني في شكل واضح وكذلك رقم جواله". ويضحك عبدالله سيف 20 عاماً ممن يقدم على"المعاكسة"من دون توافر صفات معينة فيه، ويقول:"ليس كل من هبّ ودبّ يمكنه أن يكون معاكساً ناجحاً". وتنطبق هذه الفكرة على الفتاة التي"ستعاكسها فليست كل من تمشي في مجمع أو قامت بحركات معينة تدل على استعدادها للمغازلة، كما أنه لا بد من أن تدخل الفتاة مزاجك أولاً". ويبرر سبب إقبال الفتاة على الشاب"بأنها لا تجلس مع أحد في منزلها وكأنها في سجن، وحين تأتي إلى السوق وتجد مَن هو مستعد لمبادلتها الحديث ستتعلق به لكي تخرج من وحدتها". ويضيف أن"في إمكان الفتيات التعرّف على"المعاكس"، وحينما تجدك متردداً من المرة الأولى تضحك عليك وتعرف أنك جديد في المهنة وغير صالح لشيء الآن". ويقول سيف إن"أفضل مكان للمعاكسات هو المجمعات التجارية والأمكنة التي تقصدها العائلات مثل مدن الترفيه، ومن يعرف رجل الأمن الواقف على الباب يستطيع الدخول من دون مشكلة، وإذا لم يتمكن من ذلك سيلاحظ وجود فتيات يقفن خارج المجمع، ويدخلنه بعد التكرّم ببعض المال"، ويضيف"أنا أتفادى الكورنيش لأنه يخلو من العائلات، وأفضّل عليه التخييم في البر، فهناك أيضاً يمكن للمعاكس أن يجد مراده". ويوضح أن"معظم المغازلين من خلال الجوال يستخدمون الشريحة مسبقة الدفع، لكيلا تتم ملاحقتهم من قبل شركة الاتصالات أو الشرطة". ويلفت إلى أن بعض الشباب يستغل الصحف، وخصوصاً تلك التي تقدم خدمة الإعلانات مجاناً، لوضع رقم الجوال كنوع جديد من"المعاكسة"، ويصرّ على أن"المعاكس"يجب أن يكون مقتدراً من الناحية الاقتصادية، وليس مهماً أن يكون حاصلاً على شهادة عليا أو إجازة جامعية. ولا تستمر العلاقة بين الفتاة والشاب كثيراً، إذ سريعاً ما تنتهي بشجار عاصف يؤدي أحياناً إلى فضح كل منهما الآخر. وتتعامل بعض الفتيات مع الشاب كأنه زوج، وقد يصل بها الأمر إلى منعه من السفر. ومع ذلك ليست هناك صفة مشتركة بين المعاكسين، وإنما كل واحد يتميز بأسلوبه الخاص وطريقة كلامه. ويذكر سيف أن"البعض لا يدوّن رقم هاتفه على ورقة عادية، وإنما يكتبه على ورقة من فئة المئة ريال". ويذكر أن بعض الفتيات يلاحظن الصفات المختلفة والمميزات التي يملكها الشاب، مثل جهاز الجوال ومدى حداثته وكذلك نوع السيارة، ويركزن كثيراً على وسامة الشاب وخفة ظله.