{ شيخ النقاد، عقاد السعودية، أستاذ الأساتذة... هكذا يحب أن يطلق عليه محبوه. إنه الأديب والناقد والمربي الكبير عبدالله بن أحمد عبدالجبار، أحد الرواد القدامى في التربية والتعليم، وفي مدرسة البعثات السعودية العربية في القاهرة. ولد الأديب الكبير في مكةالمكرمة سنة 1336ه 1918، بدأ تعليمه التحضيري في مدرسة الفلاح، حيث أتم تعليمه الابتدائي والثانوي، وبعد ذلك انضم إلى عقد طلاب البعثة السعودية الثانية في مصر ودرس في دار العلوم عام 1355ه، وحاز شهادة لليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية عام 1359ه. واشتغل بعد تخرجه في التدريس في المعهد العلمي السعودي، ومدرسة تحضير البعثات في مكةالمكرمة، ثم مديراً للمعهد عام 1366ه، وعين بعد ذلك مديراً للبعثات السعودية في مصر عام 1369ه، كما عمل أستاذاً في معهد الدراسات العربية العالمية في جامعة الدول العربية في القاهرة، وبعد ما تنقل في المجال التربوي من المعهد العلمي، ومدرسة تحضير البعثات في جامعة الدول العربية ترك الأديب والمربي والناقد الكبير العمل الوظيفي، وتفرغ للأدب والنقد والبحث والتأليف والكتابة الصحافية حتى توجه إلى بريطانيا عام 1389ه، وتولى تأسيس وإدارة أول مدرسة عربية سعودية آنذاك تابعة للسفارة السعودية في لندن. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كرم الناقد عبد الله عبد الجبار بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وتسلمه نيابة عنه الأديب والشاعر محمد أحمد العربي، ابن السيد أحمد العربي مؤسس مدرسة الأمراء في مدينة الرياض، ويلقي الأديب الكبير عبدالله مناع كلمة عبدالله عبدالجبار في الندوة التي تعقد مساء اليوم حول أدبه ونقده. هنا حوار معه حول التكريم وقضايا أخرى. بداية ماذا يعني لك تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لك، كشخصية أدبية لهذا العام في مهرجان الجنادرية، شخصية أسهمت في تطور الحركة الأدبية السعودية؟ - أعتبر تكريمي هذا تكريم لجميع زملائي وأصدقائي ممن أسهموا في رقي الأدب، والاهتمام بالتربية والتعليم بخاصة من أصدقائي الذين لا يزالون على قيد الحياة، كما أعتبر تكريمي من يدي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شرف لي، ويؤسفني أني لا أستطيع الحضور، نظراً إلى حالتي الصحية وسيتسلم جائزة التكريم بدلاً عني ابن صديقي وأخي الأديب أحمد العربي. هل يمكن لنا أن نعرف شيئاً عن برنامجك اليومي، ماذا تقرأ أو تمارس؟ - برنامجي اليومي عادي جداً، فأنا تعودت على القيام فجراً لأداء صلاة الفجر، ومن ثم قراءة شيء من القرآن الكريم، وبعد ذلك أتناول وجبة الإفطار، وأحرص على متابعة البرامج الثقافية والحوارية التلفزيونية، وقارئ جيد على رغم تقدم السن، للصحف والمجلات المحلية والعربية. كما أنني أحب متابعة برامج الرياضة من وقت إلى آخر. ماذا يعني لك كتابك"التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية"؟ وهل تعتقد أن قيمة هذا الكتاب ما تزال قائمة؟ - يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي ألفتها، عندما كنتُ أستاذاً في معهد الدراسات العربية العالمية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة بين عامي 1958- 1962، وهو من جزأين، الأول هو المطبوع المنشور والثاني لم ينشر، وذكرت فيه الأدب والثقافة في المملكة العربية والسعودية. وأما بخصوص قيمة هذا الكتاب فقد تفضل بالإجابة عن السؤال نيابةً عن الأديب والمربي الكبير عبدالله عبدالجبار الأديب والشاعر الأستاذ حمزة فودة بقوله إن الكتاب يعتبر أول منهج تحليلي في النقد الأدبي، كما أشاد بالكتاب الأستاذ والأديب فاروق صالح بنجر بأن الكتاب أول دراسة نقدية منهجية رائدة للأدب في المملكة العربية السعودية، تناول فيها المؤلف تاريخ المملكة وجغرافيتها وتأثير البيئة في الأدب والشعراء والكتابة من الرعيل الأول والثاني، وكانت لهذه الدراسة نتائج إيجابية في تطوير المفاهيم الأدبية والعلمية والفكرية وفي نشر الوعي الثقافي والأدبي، والتعريف بالأدب والثقافة في السعودية وكان نواةً بسطت مهاد الدراسة الأدبية والنقد الأدبي في المملكة العربية السعودية. مَن يتابع أديبنا الكبير من النقاد السعوديين، ومن الأدباء العرب ؟ - من النقاد الأخوة العرب كنت أقرأ وأتابع لكل من صديقي وزميلي الناقد الكبير محمد مندور، وزميلي مصطفى عبداللطيف السحرتي، وغيرهما من أمثال شكري عياد وعبدالقادر القط، وناصر الدين الأسد، من الأردن. ومن النقاد السعوديين تابعت الناقد والشاعر والأديب إبراهيم الفلالي، والأديب الكبير حمزة شحاته، والأديب الكبير محمد حسن عواد، وحسن عبدالله القرشي، والشاعر الكبير طاهر زمخشري، وأحمد عبدالغفور عطار، وابراهيم فودة والدة الأستاذ حمزة فودة ، وأحمد السباعي، والأستاذ عبدالعزيز الرفاعي، وعبدالقدوس الأنصاري، والأديب الناقد عبدالوهاب آشي، وغيرهم من الأدباء رحمة الله على الجميع. حركة أدبية متطورة كيف ترى الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية في شكلٍ عام؟ - بالنسبة إلى الحركة الأدبية في المملكة تستطيع أن تسأل الجيل الجديد، وهو الذي يكون أكثر اطلاعاً مني بالحركة الأدبية المحلية في المملكة من طريق المعايشة والإطلاع، وهي على كل حال حركة أدبية متطورة، نظراً إلى كثرة التعليم واهتمام الصحافة الأدبية والدوريات واتساع مسائل الإعلام والمعرفة. بعد كل هذه المؤلفات والتجارب الحياتية، وفي يوم تكريمك... ماذا تتمنى؟ - بلا شك أعتز جداً بهذا التكريم من ولاة الأمر حفظهم الله، وأتمنى في هذا اليوم لبلادي وأهلي مزيداً من التطور والازدهار سواءً في الحركة الأدبية أم التعليمة في شتى المجالات، وأن يحفظ الله بلادنا من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.