تسبب امتناع محال الورد عن البيع مساء أول من أمس، في فسخ خطوبة شاب، كان متجهاً إلى شراء باقة ورد لخطيبته. وغاب عن ذهن الخاطب 25 عاماً قرار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منع بيع الورد في جميع المحال لمدة ثلاثة أيام. وفور دخول الشاب مجمعاً يحوي ركناً للورد، فوجئ برفض البيع، من خلال قرار علق على باب المجمع، يوضح السبب. بيد أن الشاب استبعد أن يكون طلبه مرفوضاً"لأن حاجاتي إلى الورد بعيدة كل البعد عن يوم الحب". ويقول:"طلبت باقة من الورد، لأنني في ساعات المساء كنت سأتوجه أنا وعائلتي إلى خطوبة فتاة، وكانت هذه الزيارة الثانية لمنزل والدها، ومن المفترض أن أجلس معها وعائلتها، لتحديد موعد الخطوبة". وتبدد الأمل الذي راوده برفض البائع بيعه الورد"بناءً على طلب مدير التسويق، والتعميم الصادر من"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وقال له:"لمدة ثلاثة أيام لا نبيع الورد في جميع أشكاله وألوانه". غير أنه لم يستوعب ذلك"اليوم خطوبتي، وأنا مضطر لشراء باقة ورد". واستدعى النقاش حضور مدير التسويق في المجمع، وباءت جميع محاولات الشاب لإقناع المدير بالفشل"رفض مدير التسويق بقوة بيعي الورد، لما يترتب عليه من أضرار لو رآني أحد أحمل الباقة عند خروجي من المجمع". وإثر تأخر الشاب، وقع خلاف بين العائلتين، لتأخرهما عن الموعد، وبقاء الشاب أكثر من ساعة يحاول مع البائعين، ما أدى إلى تلاسن بينه وبين أصحاب المحال، وخرج الشاب مُصراً على أنه لن يذهب إلى الخطوبة في حال عدم قدرته على جلب باقة الورد"لا علاقة بين موضوعي وبين يوم الحب، فأنا متوجه إلى هدف أرقى من علاقات مشبوهة، ولكنهم وضعوا أمامي عوائق لا داعي لها، ومع ذلك مازلت مصراً على عدم الذهاب من دون ورد". وبدأت مظاهر الاحتفال"بيوم الحب"أمس، على رغم حظرها، ومنع أي مظهر يدل عليه، ووسط أجواء القلوب الحمراء واتجاه الناس إلى محال الورد والهدايا، تكثف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المراقبة، إلا أن يوم الحب في السعودية له صوره المخفية، التي تتوسع من تجمعات بسيطة، إلى احتفالات كبيرة في مجمعات سكنية خاصة. وربما يختفي اللون الأحمر من واجهات المحال، لكنه يظهر في وضوح في منازل خاصة على الملابس. ويقول المدير العام لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية الدكتور محمد المرشود:"إن للمسلمين عيدين فقط، لا ثالث لهما، الفطر والأضحى"، موضحاً أن ذلك لم"يقرره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأمته". وأشار إلى أن هذين العيدين"اقترنا بفرائض عظيمة وأيام وليالٍ هي خير الأيام وليالي رمضان المبارك والليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة". وحذر المرشود من"اتباع عادات الغرب"، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم. ولم يخف أن"بعض شبابنا وفتياتنا يتهافتون في هذه الأيام لتقلديهم"، مشيراً إلى"ما طرأ على مجتمعنا ودخل عليه من ظاهرة مقيتة يسمونها عيد الحب". وأكد أن"حقيقته بدعة، لا صلة له بالإسلام". ويعتقد محمد، وهو صاحب محل ورد أن"السعودية وعلى رغم كونها لا تحتفل في هذه الأعياد، إلا أننا نتلقى اتصالات من زبائن يرغبون في الاحتفال في هذه المناسبة". لكن تلك الاتصالات تنتهي بعدم"التجاوب معها، إذ ربما يعاقب أصحاب المحال من جانب الهيئة". ويضيف أن"المراقبة تبدأ مع بداية شهر شباط فبراير من كل عام". ويصف خالد، الذي يعمل في محل حلويات، الاستعدادات لهذه المناسبة ب"السرعة والسرية الزائدتين لتلبية رغبات الزبائن". ويقول:"إن التركيز من جانب الزبائن يكون على ديكورات الحلويات نفسها، وهو ما يحدد السعر بحسب المواد الخام المستخدمة في التغليف". مشيراً إلى أن"آخر المعروضات التي تم استيرادها، دب يحمل كلمات تهنئة بالحب، مع حبة حلويات داخل علبة شفافة، وحبة حلويات فضية في شكل قلب مقسوم إلى نصفين، تتراوح أسعارها بين 30 و 45 ريالاً". واصطفت قطع من الحلويات داخل علبة بيضاء في متجر هدايا وإكسسوارات، وميزها لونها الأحمر وشكل القلب عن بقية القطع، ويقول وجيه عباس صاحب محل بيع حلويات:"جاء هذا القلب بالمصادفة، لم أتعمد أن يكون على هذا الشكل". والغريب خلو المحل من أي مظاهر حمراء غير تلك التي لم تجد من يشتريها، وفي الوقت نفسه لا تدل على انتمائها إلى"يوم الحب"وإنما اصطبغت بالأحمر كما اصطبغ غيرها بلون آخر لم يحالفه الحظ في مناسبة تروج له. ويشير إلى"عدم تجهيز المحل ببضائع تحمل مظاهر الاحتفال"، ويبرر ذلك بأن"زبائنه لم يسألوا أو يطلبوا أي غرض يعبر عن اهتمامهم بهذا اليوم، وربما ذهبوا لمحال بيع الزهور". ولا يخفي أن مردودها"المادي من البيع غير مربح". على أقل تقدير في متجره.