تصل جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة شمس اليوم إلى مشعر منى لإتمام شعائر حجهم، بعد أن أدوا يوم أمس شعيرتي الوقوف في عرفة والمبيت في مزدلفة. وكان حجاج بيت الله الحرام قضوا يوم أمس على صعيد عرفات، ملبين متوجهين إلى الله بقلوب خاشعة متضرعة إليه أن يغفر ذنوبهم ويتقبل منهم حجهم وصالح أعمالهم. وأدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً واستمعوا إلى خطبة عرفة التي ألقاها في مسجد نمرة المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. كما نجحت السلطات المعنية في متابعة شؤون الحجيج بعد مغيب شمس أمس في تسيير الحجاج من عرفات إلى مزدلفة، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم، في يوم تعددت فيه ألوان الحجاج وتنوعت جنسياتهم، واختلفت لغاتهم وألسنتهم، غير أن قلوبهم توحدت مجتمعة على هدف واحد هو توحيد الله وابتغاء مرضاته وعفوه ومغفرته. وأدى ضيوف الرحمن عقب وصولهم مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والتقطوا بعدها الجمار، وباتوا ليلتهم في مزدلفة ليتوجهوا إلى منى بعد صلاة فجر اليوم لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. وتعد هذه النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. وشهدت الطرق الفسيحة التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة، لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم. وشوهدت الطائرات العمودية تحلق فوق الطرق المؤدية إلى مزدلفة، وتتابع حركة سير مركبات الحجيج والمشاة في نفرتهم إلى مزدلفة، لتزويد الأجهزة المختصة بحال الحجاج حتى يتسنى تقديم المساعدة والإرشاد لمن يحتاج إلى ذلك. ووفرت الجهات المعنية في شؤون الحج خدماتها إلى الحجاج من المياه والكهرباء والمواد التموينية، كما انتشرت المستشفيات الحديثة ومراكز الرعاية الصحية لخدمتهم والعمل على رعايتهم صحياً. ولمس الحجاج في هذا اليوم العظيم جهود أفراد وموظفي قطاعات الدولة العاملين ليلاً ونهاراً في خدمتهم، وتوفير جميع ما يحتاجون إليه، أمناً ورفاهية واستقراراً متميزاً، إضافة إلى توافر وسائل نقل حديثة مجهزة بما يريحهم وهم يؤدون مناسك حجهم. كما ارتبط الحجاج في هذا اليوم بأهلهم وذويهم أينما كانوا عبر وسائل الاتصالات الحديثة، في ظل توافر العناية على مختلف الطرق والجسور والأنفاق الرابطة بين المشاعر.