"الحج ليس رحلة ترفيهية"، بهذه العبارة تبدأ منى الأحمد حديثها، مستنكرة تصرفات بعض السيدات وقت أداء المناسك، وتقول:"يزعجني ما تفعله بعض السيدات من تفكير في الأمور الدنيوية في وقت الحج، فيكون شغلها الشاغل ماذا ستلبس؟، وما نوع الطعام والشراب المقدم لها؟، وما نوعية الوسادة التي ستنام عليها؟ وكأنها في رحلة سياحية هدفها الاستمتاع والترفيه". وتخلص الأحمد إلى القول إن أيام الحج قليلة،"ويا لسعادة من وفقت إلى اغتنامها في ما ينفع من القول والعمل، والبعد من متاع الدنيا وسبل الترفيه". من جهتها، تقول سميرة عبدالكريم، وهي مشرفة سابقة في إحدى حملات الحج:"نحاول نحن المشرفات منذ اليوم الأول أن نظهر للحاجات اهتمامنا بهن وتلبية حاجاتهن، من تأمين وسائل الراحة الضرورية، وتوضيح دورنا، واستعدادنا لخدمتهن، وحرصنا على راحتهن، ولكن أمام ذلك لا بد من أن نواجه انتقادات غير منطقية من بعض الحاجات". وتوضح:"تواجهنا كثير من المشكلات من الحاجات غير المتعلمات قد تصل إلى التوبيخ أحياناً، ولنا أن نحتسب في هذا لأنه من واجبنا خدمة ضيوف الرحمن، ودورنا تذكيرهن دائماً بالكلمات النافعة والابتعاد من العصبية". وتتذكر العبدالكريم رحلة حج العام الماضي وبعض الأخطاء التي تقع فيها الحاجات صغيرات السن"الفتيات الحاجات بين ال 15 عاماً و25 عاماً يسهرن حتى ساعات متأخرة من الليل، يتحدثن ويتسامرن ويقضين جزءاً من نهارهن في الاهتمام بالزينة وتسريح الشعر، وعندما يأتي وقت أداء المناسك يشعرن بالتعب وأحياناً يصبن بالإغماء، وبهذا قد تقصر الفتاة في أداء بعض واجبات الحج من دون قصد منها، وهي تعلم أن فرصة الحج ربما لا تتكرر". وتشير هند السعيد 30 عاماً بحسرة إلى"أن أيام الحج معدودة ويجب اغتنامها، ولكن من المؤسف أن بعض النساء يمضين أوقاتهن في الغيبة والنميمة والقيل والقال، غير مدركات أن الحج المبرور هو الذي لا ترتكب فيه صاحبته معصية، فيتحدثن بسخرية عن بعض عادات وتقاليد الحاجات العربيات، أو يتهامسن في ما بينهن عن أمور خاصة في حضرة سيدات أخريات بطريقة مخزية، وبذلك يجد الشيطان في قلوبهن ثغرات يدخل منها لفعل المعصية، فالواجب على كل حاجة أن تغتنم وقتها في ما هو نافع ومفيد بالطاعات والذكر، لتشعر أن الحج الصحيح ليس له جزاء إلا الجنة".