في كل ليلة، تسابق غادة شقيقاتها على لعبة البلاستيشن في صالة المنزل، تقبض على"يد"الأولى للعبة وتنشد:"فايز أنا في حبكم". شقيقتها غالية تنظر إليها باسمة."هذه نهايتها تتسابقون على الكورة"، تضحك وتعود لقراءة كتابها. تحب غادة 29 عاماً لعب كرة القدم في البلاستيشن، وألعاب الفلاش في مواقع الأنترنت، ثم تعود للعب الحقيقي كما تسميه في فناء المنزل غير مبالية بحجم الأضرار التي تقع، لم تجد غادة المكان المناسب سوى الفناء للعب كرة القدم،"أتمنى اللعب في استاد الملك فهد". تصادف فترة حماسة في اللعب متابعتها للمباريات في التلفزيون. صديقة غادة لا تزال تنتظر فرصة دخولها استاد الملك فهد أو أي ملعب لكرة القدم مثله. وتردد يومياً على غادة:"إذا حجت البقرة على قرونه تدخلين الملعب". هازئة من هوس غادة بلعب كرة القدم في البلاستيشن ومواقع الأنترنت، تقول:"لا اعتبر نفسي حالة شاذة ولكني أحب رياضة كرة القدم، وأحب أن أصبح حارس مرمى لأحمي شباك المرمى، وأختبر قوتي في تصدي الصدمات، وعلى رغم أنني افتقد لعبها في المدرسة والمنزل، فضلت اللعب فيها في مواقع فلاش في الأنترنت، والبلاستيشن، حتى أصبح دكتورة في رياضة الكورة تضحك ربما اجد ما يرضي طموحي في هذه اللعبة التي تنشط عضلاتي". "الطموح"عبارة تحبها الفتاة في عهدها الآن. وعلى رغم ان لعبة كرة القدم في الخارج لها اهتمام على مستوى المدرسة والجامعات من دون الدخول في منافسات عالمية، إلا ان حجم هذه اللعبة يتزايد بشكل كبير عند الفتيات الشابات. فما هي الأسباب التي تجعل الفتاة تحب هذه اللعبة؟ حبها للرياضة، والهروب من العيب، وحماستها القوية، وقلة موارد الترفيه الذي تفتقده. أسباب لا تمل أم نورة من ترديدها عندما تشاهد بناتها يلعبن كرة القدم هروباً من الملل، إلى عالم القوة والحماسة. تقول:"على رغم ان منيرة تعتبر رياضة كرة القدم نوعاً من تخفيف الوزن، وحتى لعبة المصارعة التي تلعبها مع شقيقاتها الأخريات، إلا أنني لا اعتبرها رياضة جيدة، لأن تكوين المرأة الفيزيولوجي يختلف عن الرجل وكرة القدم تحتاج إلى قوة وحماسة كبيرتين لا يتحملهما سوى الرجل". لم يخطر على بال سوزان 26 عاماً أن تصبح كرة القدم"كلها حياتي"، لذلك هي تحب لعبها في البلاستيشن ومواقع فلاش الالعاب في الانترنت. كل ما تبحث عنه هو الاحساس بالقوة في ذاتها، ثم المنافسة مع اشقائها لتثبت أنها الأقوى. تحس سوزان عندما تلعب كرة القدم في مواقع الأنترنت التي خصصت للنساء فقط بالفخر، لأنها تلعب لوحدها وعندما تفوز وتسدد أكثر من هدف تصرخ بأعلى صوتها وتنادي أشقاءها لتبدأ المنافسة،"أحس عندما العب كرة القدم في الأنترنت انني اضحك على نفسي، وألعبها على غير طبيعتها، بصراحة لا أحس باللعب إلا حينما تقع الكرة بين قدمي، وأضربها بكل قوتي، وأصبح في خط الهجوم، ولكني في الكومبيوتر ألعبها بيداي فقط". التعامل مع عاشقين لكرة القدم مشكلة تواجهها تماضر 27عاماً أثناء رغبتها في اللعب بالأنترنت:"لم أجد فرصة للعب كما كنت صغيرة، كنت أحب كرة القدم، ولكني الآن أصبت بعقدة نفسية كبيرة بسبب لعب أشقائي في الكومبيوتر ولم يعد لي وقت أتنفس من خلاله عبر لعبة أحببتها منذ صغري"، لم تبق تماضر عاطلة عن اللعب لوقت طويل، ففي كل يوم مدرسة تلعب في مواقع الأنترنت وتستعيد حيويتها وذكريات الطفولة التي تحلم بها، وعلى رغم أنها تحس أن لعبة كرة القدم عيب إلا أنها لم تعتبرها كلمة ولا تجعلها تؤثر ما ينغص"متعة الحياة"بالنسبة إليها.